أقلام وأراء

غزة لن تسمح للصولجان أن يسقط..!

بقلم أكرم عطا الله ٣٠-٣-٢٠١٨م
هنا حيث الحشود الهادرة تعتصم في ساحات الأمل الذي ينبعث من غبار الرجال و النساء الذين أتوا من كل فج عميق حين أذن فيهم الوطن حجيجاً.. رأيت شعباً مدجج بالإصرار و العزيمة و عدم الهزيمة.. هي غزة التي أعرفها والتي تشبه العنقاء المجسدة في ميدانها الرئيس .. هي غزة التي تلدُ من رماد الحاضر أمل المستقبل و في ذروة الظلام تصنع نورها بلا هوادة .
غزة تنحني للريح لكن لن تنكسر ومن رأى الحشود العارمة شيباً و شباباً أطفالاً و نساء بأعمار متعددة يدرك أن من راهن على تبخّرنا كان يجب أن يعرف أن جذورنا الممتدة أكثر عمقاً من كيمياء التاريخ و تفاعلاته وأن الذي يتبخّر هو وهَم التطويع لمن اعتقد أن القضية تسقط بالتقادم و أن لعبة العمر والزمن ستنجب النسيان لكنها تفعل فعلها مثل الخميرة في العجين تكمن ثم تنهض بكل قوتها هي لعبة الزمن تسير إلى حيث مسارها الطبيعي والخطأ لمن يرسب في معادلات التاريخ ومعادلات الكيمياء.
هي غزة التي لن تسمح للصولجان أن يسقط ولن تسمح للهزيمة والعدم أن يطأ جبهة أرضنا المسروقة هكذا وسط المعارك عندما يعتقد المحتل أنه شارف على النصر وشارفنا على الهزيمة.. هي اللحظة التي تشهد هجوماً أميركياً مسلحاً بكاسحات ألغام السياسة لتصفية القضية وتمهّد الطريق للمحتل على بساطٍ أحمر تفرش غزة بالدم و تسير بالاتجاه المعاكس بما تملك من فقر و إصرار و عناد ترفع رأسها قائلة ” لن تمر” .
هي لحظة التاريخ التي تولد هنا من رحم المعاناة بكل ما تحمله من ألم .. شعب يصعد للجلجلة مدوياً صوته في أرجاء التاريخ ليهز قلاع ظلمه التي تحصن نفسها بكل ما أوتيت من قوة.. غزة اليوم تسخر من هؤلاء جميعاً تخرج لسانها لكل المراهنين على محو ذاكرتها و تمرير مشاريعهم على جسد الوطن، غزة لن تموت ولن تتغير ولن تنحرف لأن بوصلتها تشير إلى القدس دوماً حيث أشاح لها ياسر عرفات.
غزة أمينة على الوصية تصعد نحو الشمس بلا خوف تغزل من خيوطها جسراً ممتداً نحو القدس .. غزة لا تخذل الشهداء الذين راهنوا عليها بحياتهم واثقين، هي غزة التي تستلّ عظمها حجارة و سيوف و قنابل و أسلحة حين يتخلى عنها الجميع تقول ” اطمئنوا هنا على هذه الأرض ترقد إرادة الجبال” .. يا أهل غزة الممتدون من عمق الضفة و القدس استمروا أنتم تصنعون تاريخاً ، املأوا الساحات العامة والحدود هي حقوقكم ضد الاحتلال وضد الانقسام ،، لن يفعلها غيركم أنتم القوة الأبرز على هذه الأرض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى