ترجمات عبرية

غرشون هكوهين – الخان الأحمر : فرصة إسرائيل

إسرائيل اليوم  – بقلم  غرشون هكوهين –  12/10/2018

لا جدال في أن القرية البدوية الخان الاحمر، على طريق القدس – البحر الميت، بنيت بشكل غير قانوني. ولكن القرار، بإسناد من المحكمة العليا، لنقل سكان القرية من مكانهم وهدم بيوتهم، يعبر في دوافعه عن صراع استراتيجي أكثر أهمية بكثير من الحاجة السيادية لتنفيذ سلطة القانون.

مثل بيوت الخان الاحمر، بنى الفلسطينيون في مناطق يهودا، السامرة وغور الاردن، الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، آلاف البيوت ببناء غير قانوني. أما التركيز الدولي على الخان الاحمر فيعبر عن المعركة التي تجري في السنوات الاخيرة في قيادة السلطة الفلسطينية وبدعم من الاتحاد الاوروبي ضد دولة اسرائيل على السيطرة في المناطق ج بشكل عام وفي مناطقها الاساسية بشكل خاص.

إلى الصراع على مستقبل السيطرة الاسرائيلية في مناطق ج انضم اللواء احتياط عاموس يدلين في نشر مغطى اعلاميا لخطة سياسية جديدة اعدها معهد بحوث الامن الذي يترأسه. تسعى خطته عمليا الى تنفيذ خطة الانطواء على مراحل والنقل من طرف واحد لاجزاء واسعة من المناطق ج الى السلطة الفلسطينية. وهو يعلل الانسحاب الذي يوصي به بالتطلع الى دولة يهودية وديمقراطية ذات اغلبية يهودية، غير أنه يتنكر لحقيقة أنه منذ كانون الثاني 1996 انتهت عمليا سيطرة اسرائيل على معظم الفلسطينيين الذين يسكنون في المناطق التي احتلت في حزيران 1967.

لقد اعتدنا على أن نطوي في النسيان بثبات بأن الميل لانهاء السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين انتهى في كانون الثاني 1996 عندما سحبت اسرائيل قواتها من معظم المناطق المأهولة بالفلسطينيين في يهودا والسامرة. كل الفلسطينيين الذين يعيشون في مناطق أ و ب يخضعون منذئذ لسيطرة السلطة الفلسطينية. يبقى الخلاف على القدس الشرقية والمجال المعطى في يهودا والسامرة في المناطق ج، حيث تضم هذه المجالات كل المستوطنات، معسكرات الجيش الاسرائيلي، الطرق الرئيسة، الاراضي المطلة الحيوية والمجال المفتوح في غور الاردن، والتي تعبر عن المجال الضروري لاسرائيل لوجودها وحمايتها.

إن الصراع الجاري على السيطرة بالمجال المفتوح أهم من صراع السيطرة على تلة اخرى أو على بسطة اخرى. فخطة يدلين تسعى الى الاقناع بأنها تبقي معظم المستوطنين اليهود في منازلهم دون خطر الاقتلاع. كما أن سفير الولايات المتحدة ديفيد فريدمان سعى الى أن يهديء الروع بالقول إن خطة الادارة المتبلورة لن تطالب باقتلاع المستوطنين. ولكن السيطرة الاسرائيلية ضرورية ايضا في المجال المفتوح بين المستوطنات، وفيها يتعلق بقدر كبير الحسم في مسألة مستقبل اسرائيل في المجال غربي نهر الاردن. يدور الحديث عن مسألة اساس في تصميم ظروف المجال الجغرافي وهي تتلخص في مسألة هل معاليه ادوميم وغوش عصيون، مثلا، ستصبحان جيبين اسرائيليين آفلين في داخل المجال الفلسطيني أم العكس – هل الاحياء والقرى الفلسطينية من شرقي القدس ستكون جيوبا فلسطينية في المجال الاسرائيلي. الاتحاد الاوروبي، لعلمه بالمعنى المركزي لهذا الصراع، يركز جهوده على توسيع السيطرة الفلسطينية في تلك المناطق الحيوية في مناطق ج، حيث سيحسم مستقبل رؤيا تقسيم البلاد الى دولتين. في المجال المفتوح الذي فيه الطريق من القدس الى البحر الميت، سيحسم ايضا مستقبل القدس كمدينة متروبولية أم كمدينة ضواحي في طرف رواق من الشرق الى تل ابيب. نوصي بالذات الاستجابة للمناشدات، بمعنى ابقاء الـ 38 عائلة في مكانها، ولكن أن نستنفد في هذه الفرصة ميول بناء ضرورية في مجال E1 وشرقه، سعيا الى خلق تواصل اسرائيلي بين البحر الميت والقدس.

دولة اسرائيل لا يمكنها أن تحقق مصالحها في السيطرة في مجالات ج فقط بادارة خطوات وقائية مثل هدم مبان غير قانونية. وبالتوازي معها مطلوب في هذه المناطق الاساسية بناء اسرائيلي واسع النطاق، وصراع الخان الاحمر يمكن في هذه اللحظة جعله فرصة.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى