ترجمات عبرية

غابي افيتال / شبكة الصيد الغزية مهترئة

اسرائيل اليوم – بقلم  غابي أفيتال  – 13/8/2018

من اليمين ومن اليسار يحثون الحكومة (متجاوزين رئيس الاركان) للرد بكامل الشدة في غزة لدرجة الاقتحام البري. منذ سنوات عديدة ووضع الامور في قطاع غزة يشبه شبكة الصيد التي تعقدت خيوطها الواحد في الاخر. شبكة صيد جديدة تضمن صيدا ناجعا؛ الامر الذي لا يكون كذلك حين تكون الشبكة بالية ومهترئة.

اما الحلول على نمط اعادة احتلال غزة بما في ذلك اقامة بلدات غوش قطيف من جديد، او العكس: التجاهل التام لما يجري هناك – فهي حلول متطرفة تناسب مثال شبكة الصيد الجديدة الوافدة من المصنع. فقيادات المخربين تتبدل، فصائل الحكم تتداخل في ما بينها، بينما السكان المحليون عالقون، نازفون كما يرغب في أن يراهم قادة المخربين.

مثال واحد، يجسد استعباد السكان لعصابات الارهاب التي تعرض نفسها كمقاتلة ضد “العدو الصهيوني”، وقع قبل نحو شهرين. فكمية اطارات السيارات الهائلة التي كانت مطلوبة لمظاهرات الجدار “اجربت” المخربين على حلول ابداعية؛ فقد اجبروا السائقين على تفكيك اطارات دواليب سياراتهم، والا فحكمهم الموت.

مع “قيادة” كهذه تجد اسرائيل نفسها مضطرة لان تتصدى لها. فمنذ “الجرف الصامد” عاد الهدوء الى نصابه حتى ما قبل نحو نصف سنة حين تغيرت الامور. جولة القتال الحالية، مثلما يسمي كل محلل أو خبير ما يجري في غلاف غزة، جبت ثمنا طفيفا من الجيش الاسرائيلي، فيما يدمر مخازن السلاح، الانفاق والعتاد العسكري، اضافة الى الاف الجرحى ومئات القتلى في اوساط منظمات الارهاب. هذا ليس امرا يستهان به. وفي التحليل البارد، فان الوضع العام لدولة اسرائيل مقابل قطاع غزة هو كالفرق بين الظلام وبين نور الشمس. استنزاف صبور لحماس يجدي نفعا، حتى وان كان قصر الطريق لبعض قادة الحركات السياسية.

كل فكرة عن اعادة احتلال غزة معناها الصريح هو جنود قتلى وجرحى بلا فائدة. حفظ للنظام على نمط جنوب لبنان هو كابوس. ولم نحصي بعد المدنيين الذين قد يصابوا باذى في اطار القتال. “القبة الحديدية” ليست علاجا سحريا. وعليه، فان الدخول الى حرب ليست لنا، الى صراع بين الفصائل او القبائل وبين الدول (ايران وفروعها مقابل السعودية ومصر) من شأنه ان يكون خطأ جسيما.

ان الصراع الاكبر الذي يخوضه رئيس الوزراء حيال ايران يعطي ثمارا. فايران متورطة في سوريا وفي اليمن، ووضعها الاقتصادي سيتفاقم لدرجة الانهيار في ضوء مقاطعة النفط بعد نحو ثلاثة اشهر. فهل سيبقى لها المال لتمويل احلام القتل لدى هنية وأمثاله؟ الضائقة الاقتصادية كفيلة بان تولد مظاهرات من الداخل تهز النظام في ايران والنتائج ستدفع غزة الى المكان الاخير في الطابور. بالضبط مثل “المشكلة” الفلسطينية التي يكرس لها قلة جدا وقتهم.

وفي حالة أننا نسينا، فان حياة الناس لا يعد بها في نظر زعماء الارهاب. يمكن تصفية مطلقي الطائرات الورقية؛ وأصعب من ذلك احصاء الاطفال القتلى الذين دفع بهم رغم أنفهم الى المعركة. وبالتالي فان طول النفس والصبر هما مفتاح حيوي للعيش الطبيعي في منطقة غير طبيعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى