عيسى قراقع: القدم التي تكتب غزة
عيسى قراقع 7-10-2025: القدم التي تكتب غزة
القدم المضمخة بالدم والرمل والاسفلت،
لا تمشي فقط،
إنها تكتب الحياة بالموت،
تخط حكاية غزة في كل خطوةٍ تنزفها.
لا قلم في يدها، لكن الرمل يعرف حروفها،
والأرض تحفظ كلماتها،
في كل حارة وبيت،
هذه القدم هي مؤرخة الإبادة،
حكاية التشريد والمعاناة،
تحمل ذاكرة المخيمات، صراخ الأطفال، رماد البيوت،
وتسير — لا نحو النجاة — بل نحو الشهادة.
كل انتفاخٍ في أصابعها رسالة،
كل جرحٍ عنوان،
كل بقعة دمٍ فصل جديد من روايةٍ،
تقول للعالم وهي تسير على الرماد:
«أنا غزة، أمشي على قدمي لأن السماء سقطت فوق رأسي،
ولأن الأرض وحدها تفهم لغتي.»
هذه القدم الصامدة أقدس من الكلمات،
أصدق من نشرات الأخبار،
وأبلغ من خطابات الخائفين.
هي التي أوقفت التشرد والمجاعة،
حملت الخيمة والماء والرغيف،
حين مشت على طريق الجلجلة، وقالت:
هنا بيت، هنا قبر، هنا طفل، هنا قلب لم يمت على الصليب،
هنا ذاكرة،
يا قدم غزة،
أنتِ رواية الإبادة،
وأنتِ نهاية الصمت،
ومن سار حافيا الا من الارادة،
تمشين على النار لتذكّري العالم أن للإنسان طريقًا،
واقداما ثابتة،
حتى لو مُسح من الخرائط،
على هذه الأرض واقفة،
انحنوا لهذه القدم،
لا لانها جريحة.
بل لانها سارت في طريق الحقيقة،
قبلوا هذه القدم،
قدم امك الحافية،
قدم غزة،
قدم الشهيد أو الشهيدة،
القدم الصامدة،
اقدس من كل الكلمات،
اصدق من نشرات الاخبار،
اجمل من كل الوجوه الصامتة،
والاقدام الراجفة.
