ترجمات عبرية

عوزي برعام ​- الوجه المخيف للقدس الجديدة

هآرتس – مقال – 12/11/2018

بقلم: عوزي برعام

الانتخابات لرئاسة بلدية القدس تعيدني الى الايام الكبيرة لتيدي كوليك الذي كانت لي معه علاقات عمل قريبة جدا. كوليك نجح في كسر الأطر السياسية. الليكود الذي في كل اطواره (حيروت، غاحل والليكود) كان قويا في الانتخابات للكنيست انهار امامه. وفي نفس الوقت نجحنا ايضا في الانتخابات لرئاسة البلدية، كنا أول من ربطوا بين ممثلين خارجيين وحزب العمل تحت اسم جديد: “قدس واحدة”. هذه القائمة فازت باغلبية ساحقة في الانتخابات لرئاسة البلدية، لكنها خلقت تحالف كبير ايضا مع الحريديين.

كثيرون مثلي، الذين يعيشون في تل ابيب ولكنهم يعتبرون انفسهم مقدسيين، ينظرون بقلق الى ما يجري في المدينة. أنا لا أعرف عوفر باركوفيتش، مرشح حركة “النهضة” لرئاسة البلدية مقابل موشيه ليئون، ولكن بنظرة من بعيد أنا أتأثر من قدرته على الوصول الى الجولة الثانية في مدينة معادية جدا.

يبدو أن فرصه قليلة جدا حسب الحسابات الرياضية السياسية. التحالف بين ديغل هتوراة وآريه درعي وافيغدور ليبرمان، والذي انضم اليه البيت اليهودي ايضا، رغم عدائه للحلف غير المقدس الذي طبخه ليئون، واحتمال أن تنضم اغودات يسرائيل التي أهينت في الجولة الاولى، هذا التحالف يضمن لليئون رئاسة البلدية بصورة شبه مؤكدة.

هذا سيكون اختيار غريب جدا. ليس لأن ليئون لا يملك مؤهلات ادارية ومالية، بل لأنه لو قمنا بازالة كل الاغطية التي توفرها له الاتفاقات التي وقعها، فستتم هزيمته بسهولة من قبل باركوفيتش، حيث أن ليئون هو المرشح الاول لرئاسة البلدية الذي لم ينجح في اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات لمجلس البلدية. ليس لديه أي دعم شخصي في الشارع المقدسي. بكلمات اخرى، رئيس البلدية القادم للقدس من شأنه أن يكون شخص ليس له حزب سياسي يقف الى جانبه، وهو فعليا الرسول المنفذ للحريديين وحلفائهم.

هذه نبوءة يصعب احتمالها. وجه القدس الجديد سيكون مزيج بين الحريديين وروح العائلة، التي يستقدمها معه حزب نفتالي بينيت واييلت شكيد. لا أحد يجب أن يندهش اذا واصل العلمانيون الشعور بأن القدس لا يمكنها من الآن فصاعدا أن تكون بيتهم.

لقد سمعت ممثلة البيت اليهودي وهي تفسر تأييدها لليئون بأن باركوفيتش يؤيده اليساريون، ليحفظنا الله. بالتأكيد اليساريون يؤيدونه ايضا، لكن لم يكن باستطاعتهم جلبه الى الجولة الثانية وحدهم. لقد حصل في القدس على تأييد متنوع ايضا من اجزاء اخرى في اوساط الجمهور المقدسي.

باركوفيتش يمثل في نظري بصيص الطبيعية الذي تحتاجه جدا عاصمة اسرائيل. هو يستحق التأييد من قبل طبقات واسعة من الجمهور، لأن من شأنه أن يجلب للقدس الوجه الذي ينقصها جدا – الوجه العالمي.

في القدس اليمينية – الدينية كان هناك دائما معاقل علمانية قوية ونشطة – في بيت هكيرم، في الموشاف اليوناني والموشاف الالماني. في السنوات الاخيرة هناك سيطرة ايضا لشباب علمانيين في المنطقة الكبيرة لوسط المدينة. هؤلاء يجب عليهم أن يتجندوا لدعم صراع باركوفيتش من اجل قدس أخرى.

المدينة غيرت وجهها، واصبحت معقل من يعتمرون القبعات. ولكن محاولاتهم لوضع على رأس البلدية مرشح الذي وحده هو غير منتخب، يمكن أن تنجح للأسف، لأن المدينة ربما تكون غير مبنية لـ “النهضة” التي تحتاجها جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى