ترجمات عبرية

عوزي برعام / حزب العمل يجب عليه خلق أمل لا التسكع

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 29/5/2018

على هوامش حزب العمل يجري تمرد. ليس ضد رئيسه المنتخب ولا ضد طريقة تصرفه في الكنيست أو مع الجمهور – التمرد هو ضد الواقع الذي فيه يقف الحزب في اسفل الجبل ولا يؤمن بأنه سينجح في الوصول الى قمة الجبل. هذا التمرد يوجد فيه شركاء كثيرون، منهم وزير سابق يرسل رسائله عبر الشبكة بصورة متواصلة وآخرين يحتجون مثله على أن الحزب لا ينهض، وأنه “يساري جدا” – اقتصاديا وسياسيا. اليسارية السياسية تقودها حسب اقواله تسيبي لفني التي تتسبب بقطيعة بين الحزب والجمهور. لفني نفسها التي اتحدت مع اسحق هرتسوغ ومعا تسببا تقريبا بتغيير السلطة في انتخابات 2015، لكنهما فشلا في المرحلة الاخيرة لأنهما اتهما بارتكاب خطأ لا يحتمل – تدفق العرب الى صناديق الاقتراع – وهي التهمة التي تلعب دور كبير  في الواقع العنصري الذي يشعله بنيامين نتنياهو.

اذا كان حزب العمل يعتقد أنه لا يوجد شريك فلسطيني، واذا كان مع ضم احادي الجانب، بدون اتفاق سياسي، للكتل الاستيطانية – يمكنه التصرف حسب ما يعتقد جزء من المتمردين: أن يتوحد مع أسس اليمين. أنا افهم دافع الذين ينتظرون اليمين. هم يفترضون أنه يوجد هناك بنك الاصوات الكامنة الكبير. ولكن الواقع اكثر تعقيدا.

الواقع السياسي الحالي يفيد حكومة اسرائيل. الولايات المتحدة تؤيدها، سفارات اجنبية تنتقل الى القدس واسرائيل تتحدى ايران دون خوف من الرد. وضع الامور هذا يصعب على حزب العمل التنافس على مكانته في الرأي العام الاسرائيلي.

نفس الجهات في الحزب التي ترغب في تحسين وضعه بواسطة التوجه نحو اليمين، يجب عليها تشجيع من وصل الى السلطة في الولايات المتحدة. يقولون عنه إنه لم يقرأ كتاب في حياته. ربما. ولكنه لم يتجاوز افلام الغرب المتوحش وجسد لنفسه شخصية الحاكم الذي اصبعه سهلة على الزناد. صحيح أنه اتخذ خطوات تتناسب مع ما يعتقده جزء من الجمهور أنه يمثل المصلحة الاسرائيلية – لكن حزب ليبرالي وديمقراطي لا يستطيع أن يشجع زعيم محافظ ومصاب بمرض الخوف ويعارض كل مظاهر التقدم ويدمر كل تحالف ويكذب بدون تمييز. سيتم وضع الثمار الفاسدة على بابه سواء استيقظت الولايات المتحدة أو اذا نجح ترامب في تطوعه لتشكيل عالم جديد يكون أكثر خطرا كما يبدو ايضا علينا.

حزب العمل يجب عليه التركيز على أمرين اساسيين: خلق قيادة موحدة برئاسة آفي غباي ومن خلال ضم شخصيات تستطيع الاجابة على تحدي الشعور بـ “الأمن” الذي يقدمه نتنياهو، وأن يطرح بديل سياسي حقيقي لليمين، الذي يطمح الى ضم الضفة بدون حل يمنع المس بالهوية اليهودية – الديمقراطية لاسرائيل. يجب عليه أن يبني رؤيته على قاعدتين اساسيتين: المسؤولية القومية لمصير اسرائيل والأمل. السعي الى اتفاق مع الفلسطينيينيمثلهما معا.

إن التسليم بجزء من مباديء اليمين سيحول الحزب الى أداة لا حاجة اليها، حيث أنه لا يطرح أي تميز أو بديل. يوجد في الجمهور اجزاء واسعة لا تؤمن باستعراض القوة الخيالية، التي تتجاهل الواقع الجيوسياسي.

من الصعب وربما من غير الممكن ارضاء كل الشعب، لكن يمكن خلق خطوات تبني الثقة بواسطة قيادة موحدة، تضم اليها شخصيات تحظى بتقدير في مجال الامن، ومن خلال رفع نسبة الأمل الذي سيخلق موجات تأييد بعد أن تهدأ موجة النشوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى