عوزي برعام – تطبيق الحلم القومجي – المسيحاني
بقلم: عوزي برعام، هآرتس 8/8/2018
قانون القومية لم يهدف الى تعزيز مكانة الشعب اليهودي في دولة اسرائيل، أو تعزيز حقه التاريخي في البلاد الذي تم تضمينه في وثيقة الاستقلال. قانون القومية اوجد لاغراض اخرى.
على المدى القصير قانون القومية هو منبر لنتنياهو في الحملة الانتخابية القادمة. وهو سيشكل ورقة عباد الشمس التي ستفرق بين “المخلصين” و”الخونة”. وعلى المدى البعيد قانون القومية يهدف الى تحقيق السيطرة على ارض اسرائيل كلها ومكانة اليهود فيها كأسياد.
هذان البعدان مهمان لنتنياهو لأن نجاحه في المدى القصير يحول نجاحه في المدى الطويل الى اكثر واقعية. لذلك فان النضال ضد اليمين في الحملة الانتخابية القادمة سيكون اصعب من أي وقت مضى. ولكنه سيكون حاسما من ناحية مستقبل اسرائيل.
في الجهود من اجل تطبيق هذه الاهداف تبنى نتنياهو مواقف الجمهور المتدين – القومي، التي تتميز بدلائل مسيحانية بصورة واضحة. ليس عجيبا اذا أن الاستطلاعات تشير الى تقلص البيت اليهودي، الذي له دور هام في تحطيم الديمقراطية، مقابل الزيادة الواضحة لليكود. نتنياهو يحول نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش واوري اريئيل الى ظل يثير الشفقة عندما يطبق مبادئهم بصورة واعية اكثر سياسيا واعلاميا. هذا الشخص فهم أنه فقط حلف بينه وبين المعسكر المسيحاني سيحول حزبه الى الحزب الاكبر في الكنيست. بقانون القومية هو يمنح هذا المعسكر ما اراده دائما: الطابو “لاستيطان ارض اسرائيل” بدعم وحماية قانون الاساس.
اليمين الاستيطاني يقول إن من يعارضون القانون يكشفون بذلك عورتهم المناهضة للصهيونية. ولكن صهيونيتهم ليست صهيونية من يؤمنوا بالقيم الديمقراطية والليبرالية. تحطيم هذه القيم على أيدي ادارة ترامب، الذي سفيره يزور المستوطنات غير القانونية حسب كل المعايير الدولية، يجعل نتنياهو مسرورا ويمنحه الالهام لشق طريق اسرائيل حسب حلم الحاخام دوف ليئور وامثاله.
ما زال هناك اشخاص في احزاب اليمين يمكن سؤالهم لماذا خافوا من تضمين وثيقة الاستقلال كقانون اساس وفضلوا على ذلك قانون قومية مميز واقصائي؟ لماذا لم يبحثوا عن قاسم مشترك كبير مثل الذي وقف في اساس اقامة دولة اسرائيل؟ لماذا فضلوا بوعي الغاء قيمة المساواة والمس بمكانة اللغة العربية؟ لماذا وافقوا أن يسمحوا لنتنياهو بتقديم هدية لـ بي.دي.اس التي بالتأكيد تعرف كيف تستخدمها؟ الحكمة تقول إن الاحزاب الدينية على مختلف اشكالها عارضت ذكر قيمة المساواة، لكن ألم يبق علمانيون ليبراليون سوى بني بيغن ورئيس الدولة وربما شخصان أو ثلاثة اشخاص آخرين؟ نتنياهو نفسه لم يرغب بقيمة المساواة ايضا بسبب تحالفه مع سابق الذكر مع المعسكر المسيحاني، وايضا بسبب انه يريد أن يظهر كمصلح، ولا يقدس توراة بن غوريون، بل يخلق “مسيرة تاريخية خاصة به”.
المطالبة بالغاء قانون القومية يجب أن تكون واضحة وشجاعة. البديل الفوري السياسي والفكري للقانون هي تقديم اقتراح لتضمين مضمون وثيقة الاستقلال في قانون الاساس. حينها ستظهر الشخصية الحقيقية لنتنياهو الذي عقد تحالفا مع مؤيدي الفصل، العرقي والجنسي، وتخليد مكانة سكان المناطق كأناس مسلوبي الحقوق.