عوزي برعام: العم الجيد من امريكا سيء لاسرائيل

بقلم: عوزي برعام، هآرتس – مقال – 25/6/2018
وولتر فايت بطل المسلسل الممتاز “كاسر الصفوف” هو شخص مخلص لعائلته ويحافظ عليها من كل سوء. عندما بدأ في العمل على انتاج المخدرات واصل في اغداق حبه لعائلته بما في ذلك صهره الذي يلاحقه. هو الأب والزوج المثالي. عائلته تحبه وزوجته تغض النظر حتى عندما تفهم من أين تأتي الاموال التي تتدفق على العائلة.
تذكرت هذا المسلسل عندما حملتني افكاري الى العم الجيد والمحب لنا من امريكا. وفي الحقيقة، لماذا لا يؤيد مواطنو اسرائيل العم الذي ينقل سفارته الى القدس ويلغي الاتفاق النووي مع ايران، وأخيرا ينسحب من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي يميز ضدنا، وكل هذا من اجلنا؟.
كل الامور الاخرى التي يقوم بها لا تهمنا، لأن هذا بينه وبين مواطني الولايات المتحدة والعالم الكبير، بينه وبين ضميره، بينه وبين تغريداته التي تبث أوامر مجنونة والتي تلغي نفسها بعد ساعة.
الون بن دافيد، المحلل الذي احترمه، يعتقد أن الهدف الاستراتيجي لاسرائيل هو فترة ولاية اخرى لترامب. ولماذا كل ذلك؟ لأنه لم يكن هناك رئيس افضل بالنسبة لنا منذ أن اعترف هاري ترومان بدولة اسرائيل. أنا أقرأ هذه الاقوال وأشباهها وأشعر بأنني ولد عاق. ماذا افعل، فأنا ولدت وترعرعت على وجهة نظر تقود خطواتي عبر حفر لا تنتهي تسبب بها الزمن.
أنا أريد عم طيب يفصل الاطفال عن آبائهم ويسجنهم. وعندما يسأل عن ذلك يقول “الديمقراطيون هم المذنبون بذلك”. هو ليس له ذنب بأي شيء، وهذا يذكرني بـ “العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع”. أنا أريد عم طيب، لا يتنكر لاتفاق المناخ والاخطار الكبيرة التي تنبع من ازدياد حرارة الكرة الارضية. أنا أريد عالم غربي موحد تحت قيم ديمقراطية ويسعى الى المساواة، بدون امريكا أولا أو اوروبا أولا. أنا أريد عم جيد يعرف أنه لا يوجد حل للنزاع بيننا وبين الفلسطينيين سوى مصالحة منطقية بواسطة التقسيم الى دولتين. لأنه اذا أعطى العم الجيد الضوء الاخضر لليمين الاستيطاني فانه ينتظرنا المزيد من حمامات الدماء.
من يساعد اعداء اسرائيل الديمقراطية يعطي طلاق نهائي لمئات آلاف الاسرائيليين الذين يفكرون مثلي.
لا أستطيع تأييد وولتر فايت من “كاسر الصفوف” رغم أنه أب مثالي، لأنه يتسبب بضرر كبير لجمهور كبير يشتري بضاعته.
لا أستطيع الاتفاق مع كل المديح للعم الجيد الامريكي، الذي كله ضجة ورنين ولا يفهم أي شيء في المهمات الحقيقية الملقاة عليه لأنه يعاني من نرجسية مرضية.
الكثيرون يقولون ما الضير أن يكون العم خطير، وما الضير اذا كان مريض بالنرجسية؟ أليس هو الذي ارسل الينا الهدية الفاخرة على صورة نيكي هيلي، سفيرته في الامم المتحدة، التي انسحبت وهي تغلق الباب خلفها من مجلس حقوق الانسان المدان، متجاهلة تدهور وضع حقوق الانسان في بلادها.
وولتر فايت كان مثالا لصنع الخير في نظر عائلته. الرجل من واشنطن هو العم الجيد لبنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت – وليس لمواطني اسرائيل والعالم.