ترجمات عبرية

عوديد غرانوت يكتب – الخط الاحمر لاسرائيل

بقلم: عوديد غرانوت، اسرائيل اليوم 25/7/2018

رغم فوارق الروايات بين اسرائيل وسوريا بالنسبة للمكان الدقيق لطائرة سوخوي، في اثناء اصابة صاروخي باتريوت لها، واصرار دمشق على أنها لم تقترب على الاطلاق من منطقة الفصل في هضبة الجولان – يبدو ان في اسرائيل ايضا يميلون الى التقدير، باثر رجعي، بانها لم تعتزم الهجوم في اراضينا.

ولكن ماذا؟ في الايام التي لا تزال تحاول ايران فيها تصفية الحساب مع اسرائيل على الهجمات في سوريا، وفي الوقت الذي تقلع فيه طائرة معادية من قاعدة تي فور، المأهولة جزئيا بالايرانيين، وتطوير بسرعة نحو اسرائيل – فان مستخدمي بطارية مضادات الطائرات لا يمكنهم، وعن حق، ان يخاطروا، فما بالك بعد أن نقلت التحذيرات في أجهزة الاتصال.

كما ان حقيقة أنه في الايام الاخيرة يوجد الكثير جدا من طلعات القصف للطائرات الروسية والسورية في الطرف الاخر من الحدود، في محاولة للانهاء السريع لهزيمة الثوار في جنوب غرب سوريا لا تسمح بالاستخفاف بالخطر المحتمل.

اضافة الى ذلك، واضح للجميع بان الانهيار السريع لقرى محافظة درعا في الاسابيع الاخيرة والاقتراب السريع للجيش السوري من الحدود مع اسرائيل في الجولان، صعد بلا قياس التحفز في الجيش الاسرائيلي ورفع جدا مستوى التوتر في القدس. بالوتيرة الحالية، بعد سقوط درعا، استسلام محافظة القنيطرة، التي تلامس تماما خط الحدود هو مسألة ايام او اسابيع قليلة.

لقد تم ايضا موقف اسرائيل في كل ما يتعلق بعودة الجيش السوري الى هضبة الجولان بشكل لا لبس فيه لكل الاطراف المشاركة ألا وهو: التنفيذ المتشدد لاتفاق فصل القوات من العام 1974 وعدم تسامح مطلق تجاه أي انتهاك. ويمكن لاسقاط الطائرة السورية امس، في هذا السياق أن يشكل تذكيرا على التصميم الاسرائيلي للحفاظ بكل ثمن على الخطوط الحمراء في الجولان.

الموضوع هو انه حتى لو تشدد الجيش السوري في احترام اتفاق فصل القوات – فان المشكلة الاساس لاسرائيل كانت ولا تزال التواجد الايراني في سوريا. فقد نفى مصدر روسي رسمي امس ان تكون اسرائيل رفضت اقتراحا روسيا بابعاد الايرانيين مئة كيلو متر عن الحدود مع اسرائيل، ولكن الجميع يفهم بان هذا الاقتراح ليس كافيا: فهو سيسمح للايرانيين بمواصلة تثبيت تواجدهم في سوريا، والسعي الى نصب صواري بعيدة المدى في اراضيها، وهذا لن يمنع محافل مؤيدة لايران – من رجال حزب الله وميليشيات شيعية – ان تنغرس ضمن الجيش السوري وان ترابط في الجانب الاخر من الجدار الحدودي.

صحيح ان بوتين لا يحب خامينئي، ولكن الروس، حاليا، لا يبدون استعدادا للصدام مع الايرانيين والمطالبة بانصرافهم الكامل من سوريا. في هذه الظروف فان الالتزام الذي اخذته اسرائيل على عاتقها لابعاد ايران من سوريا ليس بسيطا وليس سهلا على التنفيذ. وكتبت صحيفة في الخليج الفارسي ذات قدرة وصول جيدة الى المصادر الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي يستعد لان يقصف خلف الحدود بين ايران والعراق وبين العراق وسوريا كي يشوش “المسار البري” لنقل السلاح من ايران الى سوريا. مهامة صعبة، خطيرة وكثيرة المطالب جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى