ترجمات عبرية

عوديد تيرة يكتب – لنغير القواعد

معاريف – بقلم  عوديد تيرة – 19/11/2018

تتجه استراتيجية حكومة اسرائيل في غزة نحو التسوية انطلاقا من الفرضية بانه حتى بعد حملة عسكرية كبرى لن يحل تغيير في القطاع يحسن لدولة اسرائيل. وأنا واع ايضا للامكانية المعقولة بان هناك اعتبارات في غلاف السياسة والاستراتيجية تنتج تفضيلا لعدم استخدام القوة القصوى في هذه المرحلة.

احترم الاستراتيجية لان من واجب الحكومة ومن حقها أن تقرر الاستراتيجية وفقا لتفكرها. ومع ذلك، في الكفاح الذي يرافق المفاوضات لتحقيق التسوية علينا أن نحافظ على التفوق الاستراتيجي، التكتيكي والردعي. وينبع الردع الاستراتيجي احيانا بالاساس من التفوق التكتيكي الجوهري. لاسفي، فان ردع الجيش الاسرائيلي تآكل وينبغي ترميمه. هذا لا يعن ان الجيش الاسرائيلي ضعف حيال حماس، ولكن هذا يعني أن هكذا تفهم حماس ذلك. هناك من يقول ان حماس توجد على شفا اليأس. فهي لا يمكنها أن تدفع الرواتب لرجالها، ولا يمكنها ان تقيم منظومة حياة معقولة للسكان. في  اوضاع اليأس فان الطرف اليائس يحصل على قوة ردعية اخرى، انطلاقا من الاحساس بان ليس لديه ما يخسره. هذا الردع يتعاظم عندما يكون هناك نقص في التوازن في المشاعر للضرر جراء الحرب. من جهة واحدة في المعادلة، فان اسرائيل الحساسة جدا للاصابات، مدنيين وجنود، ومن جهة اخرى زعماء حماس ومخربيها الذين يحسون باحساس الامن الشخصي بسبب القدرة لان يبقوا في اثناء الحرب في المجالات التحت ارضية تحت غزة والتي تسمى “المترو”. للمصابين في اوساط المدنيين في غزة، توجد لحماس حساسة متدنية جدا.

ان التواجد في “المترو” يعطي زعماء حماس ومخربيها قدرة مريحة على ادارة الحرب. في “المترو” يوجد لحماس غرف حربية، شبكات اتصالات وقدرة وصول تحت ارضية الى اماكن تكتيكية في ارجاء المدينة. يوجد “المترو” في عمق الارض تحت المنازل، المستشفيات والمراكز التي تعج بالناس في غزة. وحتى في اوضاع اليأس يمكن لقادة حماس أن يختبئوا في “المترو” على طول المعارك والاستعداد لـ “الاستسلام المحترم” على حد رأيهم، اذا كان لازما. إذ بالنسبة لقادة حماس، فحتى الهزيمة الساحقة هي انتصار. يمكن لحماس في كل وصف ان يتمتعوا باكاليل الغار لمجرد القتال وبالطبع لوقف النار الذي يأتي في نهايته. صورة انهاء الحرب، التي يخرج فيها قادة حماس من “المترو” بعد المعارك حتى مع “الايدي المرفوعة” ستكون دوما صورة نصر.

ان التسوية مع حماس ستكون هشة بسبب غياب احساس الردع والخوف من الاصابة الشخصية لدى قادة حماس ومخربيها. هذا حتى لو كانوا في وضع خطير جدا من ناحية سلطوية وتنظيمية. ومن اجل ان يستعيد الجيش الاسرائيلي الردع اللازم، عليه أن يجد حلا لتدمير “المترو” دون المس الكبير بالمواطنين. يمكن تطوير قذائف عميقة تتسبب بضرر محيطي قليل. حتى لو لم توجد مثل هذه القنابل، يجب التحذير بالمناشير السكان المدنيين ومهاجمة “المترو” بقنابل عميقة عادية، بشكل محدود وعلى سبيل الاشارة. مثل هذه الاشارة ستفهم جديا من قادة حماس.

ان مجرد وجود القدرة على اسقاط المترو في تداخل مع الاستعداد لاستخدامها، سيغير قواعد اللعب الاستراتيجية في غزة، سيرمم الردع ويمنع الحرب. التكنولوجيا اللازمة لمهاجمة “المترو” وتدميره توجد على رفوف تكنولوجية بسيطة نسبيا. اذا كنا مستعدين مع التكنولوجيا اللازمة، او كبديل عندما نكون مستعدين، على دولة اسرائيل أن تخلق الفرصة التكتيكية القريبة لان تستخدم فيها بشكل متدرج قدرة الضرر “للمترو” من أجل استقرار التسوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى