ترجمات عبرية

عودة بشارات يكتب – ليس لي بيت آخر وقانون القومية لن يغير ذلك

بقلم: عودة بشارات، هآرتس – 16/7/2018

“هذا بيتنا جميعا”، هذا هو شعار المظاهرة التي جرت أول أمس في تل ابيب ضد قانون القومية، الذي يدمر كل البيت فوق رؤوس كل قومياته ومواطنيه.

كلمة “بيت” تثير الكثير من الافكار، وبالاساس: هل دولة اسرائيل بكل مجموعاتها وتناقضاتها هي حقا وطن للجميع، لا سيما ازاء ما يرتكبه اليمين ضد البيت، حيث يميز بين أبناء هذا الوطن وليس فقط على خلفية قومية؟ أسمح لنفسي أن أقول أنه رغم الشر الذي يرتكبه اليمين فقد نشأ هنا خلال السبعين سنة رغم المآسي وطن. وهو حقا وطننا جميعا، لليهود وللعرب ايضا.

خلال السبعين سنة هذه كان المواطنون العرب نشيطين جدا في بناء هذا الوطن. حتى الآن أنا أنفعل عندما يذكرون برج السلام. في طفولتي رافقت أبي في احدى المرات في طريقه من يفيع حتى تل ابيب البعيدة. فقد سافر الى هناك لبناء البرج وكسب الرزق. العرب قاموا بالبناء لليهود بصورة مكشوفة ولانفسهم قاموا بالبناء بصورة خفية كي لا تدمر السلطات بيوتهم. بهذه الطريقة، الى جانب نضالهم العنيد، حققوا الكثير من الامور رغم العقبات التي وضعتها السلطات وبفضل التحالف الذي نشأ بينهم وبين الكثير من اليهود الجيدين.

لذلك نحن نهمس في آذان اعضاء الائتلاف الذين ينوون اجازة قانون القومية، أن ما لن يفعلوه هو أن هذا البيت سيبقى وطننا. ليس لدينا وطن غيره، ونحن ننوي أن نكون سكان متساوين وشركاء في تشكيل طابعه. وكذلك فان التاريخ أعد للسكان العرب دور حاسم في الحفاظ على الديمقراطية في هذا الوطن. فقط تخيلوا الدولة بدون عرب – عندها ستسود عيونهم. فقط تخيلوا دولة يسارها هو يئير لبيد ويمينها هو بتسلئيل سموتريتش ومن يوجدون على يمينه. ضربة ظلامية مطلقة.

رغم كل شيء هنا نحن موجودون في وطننا، والحفاظ على هذا الوطن هو في اساس مصلحتنا. اذا فحصنا جيدا يمكننا الادراك أن المجموعة السكانية الاكثر التزاما للدولة بأن تكون ديمقراطية ومتساوية وانسانية وتسعى الى السلام مع جيرانها، هي السكان العرب.

الآن بدلا من تقويم الاعوج، وبدلا من أن نضيف القليل من العربية والديمقراطية وحقوق الانسان جاء بنيامين نتنياهو بقانون القومية من اجل أن يزيد اعوجاج الاعوج الى درجة الكسر، كل ذلك تحت شعار “حتى للاغلبية توجد حقوق”. وأنا اسأل نتنياهو: أي معدة حديدية توجد لهذه الاغلبية؟ لقد التهمت كل شيء: الشعارات، الاراضي، الموارد، المدراء العامين، البنوك واحواض السفن. وما بقي هو أن تلتهم البشر.

من يعيش مع قوم اربعين يوم يصبح منهم. يقول المثل العربي. ونحن نعيش مع اليهود منذ سبعين سنة، لذلك هذا هو وطننا مع كل مشكلاته. وبعد تلك السنوات الطويلة اعتدنا على هذا الواقع. وحتى فقط التفكير بأنه لن يكون لنا من نحتج ضده – اذا تم تدمير هذا البيت لا سمح الله – يثير القشعريرة، حيث أنه اضافة الى الاحتجاجات المحقة، ايضا عندما تحترق الطبخة بسبب عدم اهتمامنا فنحن نتهم القيادة الصهيونية الرجعية.

واذا تم تدمير البيت لا سمح الله في ايام المونديال السعيدة فكيف كنا سنعرف أي فرق كرة قدم سنكره اذا لم نعرف أي الفرق يدعمها اخواننا اليهود كي نفعل عكس ذلك؟.

واذا تم تدمير البيت ماذا سنفعل عندما نزور أي دولة في الخارج؟ هل سنتوقف عن التفاخر وكأنه بالمناسبة، يوجد في اسرائيل تأمين وطني وصناديق مرضى، وفي النهاية نسأل بسذاجة هل ايضا يوجد لديكم “ري بالتنقيط”؟.

نحن باقون هنا، ومن لا يعجبه ذلك فليغير مكان سكنه. مثلا ماذا لو كان في اوروبا؟ فهناك الفيلات على كيفك، وبعيدة عن الغابات ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى