ترجمات عبرية

عودة بشارات / من الجيد أنك لم تأت يا لفني الى المظاهرة

هآرتس – بقلم  عودة بشارات  – 20/8/2018

هل يمكننا الهمس في أذن رئيسة المعارضة تسيبي لفني، التي قبل أن تشرح لنا لماذا لم تشارك في المظاهرة التي بادرت اليها لجنة المتابعة للجمهور العربي في اسرائيل ضد قانون القومية – وان تضع سلسلة من الشروط، التي اذا اوفينا بها كانت ستتكرم بلطفها للمشاركة – يجدر أن تذكرنا بمن دعاها الى هناك. كما يقول المثل العربي “شحاد ومتشرط”.

حيث أنه من هو المجنون الذي سيقوم بدعوة شخصية، التي ربما حتى اليوم هناك امر اعتقال ضدها في لندن، بتهمة المشاركة في جرائم حرب في عملية “الرصاص المصبوب” في العام 2009، في حينه كانت في منصب وزيرة الخارجية ونائبة رئيس الحكومة اهود اولمرت. للتذكير، في الرصاص المصبوب قتل جراء قصف اسرائيل اكثر من 1300 فلسطيني معظمهم من المدنيين.

وفي الحقيقة، في أي زمن ملعون نعيش، الذي فيه كل واحد يعمل على العرب “أبو علي” وكأن كل ذلك لا يكفي، ويوجد لنا الآن ايضا “أم علي” تضع شروط لمشاركتها في مظاهرة وقعت، والشرط الاساسي هو أن نوافق على اعتبار اسرائيل دولة يهودية؟  ألم يشرح أحد للسيدة أم علي أن المظاهرة تلك في تل ابيب كانت ضد القانون وليس تأييد له.

لا شك أن دي.ان.ايه لفني يوجد في كل بند من قانون القومية. واذا كان هناك في اوساط العرب واليسار الحقيقي من يعملون من اجل عقد تحالف مع لفني وامثالها، فان ذلك  بسبب ان هناك اسوأ بكثير منها. واليكم اشارة من اشارات الزمن الملعون. لقد بدأنا في تدريج الشر.

لقد قالت هذه المرأة ذات يوم إن التعبير القومي للعرب في اسرائيل “يتم فقط في دولة فلسطينية”. في اسرائيل لا يوجد مكان لوطنيين عرب. العرب هنا هم بصفة مواطنين ليست لهم قومية. واذا ظهر لديهم الجين الوطني، لا سمح الله، فليسافروا الى رام الله وينشدوا “بلادي” ويملأوا البطاريات ويعودون الى بيوتهم، الى العيش مسلوبي القومية.

عندما تصاعدت الاصوات بشأن اسرائيل كدولة قومية، قلنا للفني وامثالها: انتم تلعبون بالنار القومية. ومن يلعب بالنار سيحرق اصابعه. كما يغني العرب في الاعراس (يجب عدم الدهشة، القصد هنا فقط هو نار الحب). واذا كان هذا غير كاف فقد تذكرنا قصيدة الشاعر السوري نزار قباني التي يقول فيها لحبيبته “اختاري الحب أو اللاحب، لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار”. اجل لا توجد منطقة وسطى بين دولة قومية ظلامية ودولة ديمقراطية موديل 2018.

ولكن في محيط المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل يتصرفون حسب المثل العربي “نفسي فيه وتفو عليه”، أي أنا ارغبه لكني اشمئز منه. هؤلاء المحترمون يريدون قانون القومية من اعماق قلوبهم. ولكن عفن الابرتهايد الذي ينبعث منه يخيفهم الى درجة أنهم يعشقون هذا القانون الذي أحد الاركان الاساسية لهذا المعسكر واسمه حاييم رامون، يحاول تعليمنا كيف نكذب على انفسنا بحيث يتحول قانون القومية هذا بعد التحليل اللامع الى قانون يكمل القانون الاساس: كرامة الانسان وحريته (هآرتس، 17/8). أي احترام هذا يا رامون. عندما تشجع الدولة فقط البناء لليهود في البلاد. مراوغتك في محاولة لتحويل قانون القومية الى حلال تثير الاشمئزاز.

لذلك أنا اتوجه للفني. لقد تسببت بما يكفي من الاضرار في الشأن العربي اليهودي والحياة المشتركة على قاعدة الاحترام المتبادل. لقد حان الوقت لحساب النفس وسيكون من الافضل القيام بذلك بصورة علنية من اجل أن يستنتج الجيل الشاب بعض الدروس. لعلمك، الجيل الشاب حتى في اوساط اليمين الاسرائيلي ينظر بشكل عام للعرب كمتساوين وليس كمن يجب أن نضع عليهم شروط، وكأن هذه الايام هي ايام الحكم العسكري الملعونة.

جميل جدا أنك لم تأت الى المظاهرة، حيث أننا لو استخدمنا مرة اخرى المثل العربي “من هذا الخروب لدينا مخزن مليء” ألا يكفينا نتنياهو واحد لنبحث عن شخص يشبهه؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى