ترجمات عبرية

عودة بشارات / شكرا للبيد الذي كشف أن – الفلسطينيين يتخفون بقناع اللاجئين

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 3/9/2018

الاساس هو أن يئير لبيد سعيد. هو يبارك قرار رئيس الولايات المتحدة ترامب وقف المساعدات للاونروا. لبيد حسب تغريدة له في تويتر قال إنه “منذ زمن طويل” – أي أن الفضل له وليس لترامب لا سمح الله – يعتقد أنه “الى جانب الرعاية التي تمنحها الاونروا للارهاب، فانها مسؤولة ايضا عن أن الـ 750 ألف لاجيء الذين سجلوا لديها عند اقامتها (معظمهم ماتوا) تحولوا الآن الى 5.5 مليون لاجيء مزيف، الذين لم يطردوا في أي يوم من أي مكان”.

أولا يجب علينا تهنئة لبيد لأنه يعترف بحقيقة أن عدد اللاجئين في 1948 كان 750 ألف شخص، لأنه يوجد من يشكك بهذا العدد من اجل التخفيف عن الضمير. ثانيا، لبيد قال إن معظمهم ماتوا، لكن بدلا من أن يكتب أن اللاجئين جلبوا الى العالم اولاد واحفاد وهكذا زاد عددهم ليصبح 5.5 مليون، استخدم كلمة تحولوا. معروف أن البشر يتكاثرون من خلال الولادة، لكن ليس هكذا يفعل اللاجئون الفلسطينيون، الذين هم  كائنات اكثر من كونهم بشر، هم “يتحولون” الى 5.5 مليون نسمة. وبهذا يجب أن نعترف للبيد الذي اكتشف الطريقة الخبيثة للتكاثر الطبيعي للفلسطينيين.

ليس فقط أنهم يتحولون الى 5.5 مليون لاجيء، بل هم ليسوا لاجئين، بل هم مزيفون. هذا اكتشاف خارق، الثاني في التاريخ بعد اكتشاف العجلة: لقد وجد أن هناك اشخاص تخفوا كلاجئين، وبهذا عرفنا أشخاص تخفوا كحكماء مثل لبيد. أو الذين يزورون ملامح وجوههم من اجل أن يصبحوا اجمل، لكن أن تتخفى كلاجيء فان هذا الامر لم يسجل في تاريخ العلم.

لبيد يمثل الرجل الابيض بعريه الفكري، حيث يعتقد أن العالم يدور من حوله. اللاجئون ينجبون أولاد للعالم ليس من اجل أن هذا هو الاسلوب الذي يسير عليه العالم، بل من اجل الاثقال على المشروع الصهيوني. لو كان للفلسطينيين ذرة من المنطق لكانوا منذ زمن قد اوقفوا “التحول” الى لاجئين. كم هم قساة هؤلاء الفلسطينيين، الذين جعلوا لبيد يشعر بوجع في قلبه بسبب ما فعله اجدادهم له قبل سبعين سنة.

هذا هو الفرق بين شخص “مستقيم” حتى لو كان فظ مثل اسحق رابين الذي قال “لتغرق غزة في البحر”، لكنه اضاف في نفس الوقت “ولكن لأن هذا مستحيل، يجب علينا ايجاد حل لها”. لبيد في المقابل لا يقترح أي حل، وبصفته مثقف مزيف هو يعلن أن اللاجئين مزيفين. المزيف كما هو معروف يعتقد أن كل شيء مزيف، هذه متلازمة نفسية معروفة.

مع ذلك، يجب علينا تذكير لبيد بأن “المليونير يجلب للعالم مليونير، والفقير يجلب للعالم فقير، واللاجيء يجلب للعالم لاجيء. هناك من سيقولون إن هناك الكثير من اللاجئين في العالم تأقلموا في اماكنهم الجديدة؛ هذا صحيح، لكنهم نسوا أن يشيروا الى أن هذا الامر تحقق في اطار حل دائم تم قبوله ايضا من قبل ممثلي اللاجئين. هنا في المقابل، يتنكرون لأي مسؤولية عن خلق المشكلة بعد رمي اللاجئين نحو دول معادية، التي بصعوبة تقوم بتوفير العيش لمواطنيها. وكل هذا دون الحديث عن الحصار الاسرائيلي – المصري لقطاع غزة.

من المهم أن نفسر أن من يؤجل المشاكل حتى تختفي يعيش في وهم. الخطأ الاول الذي حدث في العام 1948 سيطارد الاسرائيليين لسنوات طويلة الى أن يتم حل المشكلة. لذلك، بدل النفي ومحاولة تربيع الدائرة، هناك حاجة الى حساب النفس، حتى لو كان من المتوقع أن يكون مؤلما. كل هذا الى جانب الاعتراف بالمسؤولية عن خلق مشكلة اللاجئين ومواصلة بذل الجهود لحلها.

في هذا السياق يجدر قراءة كتاب “نكبة بالعبرية” للمؤلفين ايتان برونشتاين افريسيو والينور مارزي برونشتاين، الذي اساسه هو ادراك أنه يجب مواجهة مشاكل 1948 بشجاعة ومنطق. في المشاكل الاساسية لا توجد طرق مختصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى