ترجمات عبرية

عميره هاس يكتب – قصة التغطية للقوة الاسرائيلية في غزة من شأنها المس بمنظمات المساعدة

بقلم: عميره هاس، هآرتس ٢٥-١١-٢٠١٨

اذا كان رجال الوحدة العسكرية الاسرائيلية الخاصة التي كشفتها حماس في غزة قبل اسبوعين قد تنكروا حقا بصفتهم عمال في منظمة مساعدات انسانية، كما جاء في وكالة “واي نت”، فان هذا الامر سيعزز بل وسيبرر الاتهامات التي اظهرتها حماس دائما تجاه المنظمات الدولية واعضائها، وادعاءاتها بأنه سواء عن معرفة أو عدم معرفة هم يساعدون الشباك والجيش الاسرائيلي. من ذلك بالضبط يخاف العاملون في المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية، الذين يستعينون بعملهم ايضا بمواطنين من الخارج.

موظف رفيع في احدى المنظمات قال للصحيفة بأنه اذا استخدمت اسرائيل بصورة سيئة نظام المساعدات الانسانية الدولية أو الفلسطينية فهذا من شأنه أن يضر بالنشاطات الحيوية للمنظمات الكبيرة والصغيرة وسيصعب عليها العمل اكثر، حيث أن سلطات حماس ستتخذ وسائل حذر ستعيق دخولهم واعمالهم. “لا أحد سيصغي لاحتجاج منظمة صغيرة بسبب سوء استخدام نشاط انساني”، قال الموظف الرفيع واضاف “يجب على المنظمات الكبيرة اسماع صوتها”.

اجانب دخلوا الى القطاع في الاسبوع الماضي تحدثوا عن استجوابات اكثر تدقيقا من العادة في نقاط التفتيش لحماس، وعن فحوصات متشددة للمسافرين في السيارات، التي يجريها اعضاء حماس في الحواجز التي وضعت في القطاع. شك ما تجاه الاجانب يستشعر ايضا من جانب المارة، قال للصحيفة مواطني دولة اجنبية يزور القطاع، وليس للمرة الاولى.

الامر الهام هو أنه في وسائل الاعلام الفلسطينية لم يتم نشر الشك بأن الخلية التي ضبطت تنكرت بصفتهم اعضاء في منظمة انسانية – أي أن حماس لم تطرح هذا الادعاء علنا. حسب الروايات التي تسمع في القطاع فان اعضاء الخلية كانوا يحملون بطاقات هوية فلسطينية مزورة، كما يبدو لسكان القطاع، وقالوا إنهم يحملون كوبونات لتوزيع المواد الغذائية. كما يبدو هم مكثوا في القطاع بضعة ايام قبل اكتشافهم.

العمل في منظمة للمساعدة الانسانية هو قصة تغطية معقولة وجاهزة. في اطار تقييد الحركة المشددة لاسرائيل فان الاجانب والفلسطينيين الذين ليسوا من سكان القطاع الذين يعملون في منظمات المساعدات الدولية (ومراسلون اجانب) هم من بين الاشخاص القلائل الذين يحصلون على تصاريح لدخول القطاع. احدى الشخصيات الرفيعة في حماس، موسى أبو مرزوق، اقتبس وهو يشير الى أن دخول الخلية سمح به عبر نقطة الفحص للسلطة الفلسطينية في حاجز ايرز. اقواله هذه تغذي الشك القائم دائما تجاه الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية حول التعاون ومساعدة اجهزة الامن الاسرائيلية. ولكن معرفة عملية الدخول الرسمي للقطاع من اسرائيل تثير الشكوك بخصوص امكانية هذا السيناريو في هذه المرة.

الى جانب حملة العقبات البيروقراطية المرتبطة بالحصول على تصريح اسرائيلي من مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق، فان دخول الاجانب الى القطاع يحتاج ايضا الى تنسيق مسبق مع سلطات حماس. أي، من اجل الدخول بصورة رسمية من حاجز ايرز يجب اعطاء معلومات كاملة عن هوية الشخص، وتفاصيل حول هدف الزيارة وعن منظمة وهوية رجال الارتباط لها في القطاع.

الدخول عبر “حاجز ايرز”، اذا كان الامر كذلك، كان يلزم اسرائيل باستخدام اسم منظمة مساعدة معروفة وكبيرة بحيث لا تثير الشك. هل الجيش الاسرائيلي كان يستخدم مثلا اسم منظمة مثل الاونروا أو منظمة مساعدة ايطالية ما، ممولة من الاتحاد الاوروبي؟ واذا تبين أنه من اجل هذه المهمة اخترع الجيش الاسرائيلي منظمة مساعدة وهمية منذ زمن، ولهذا ايضا حصل على مساعدة منسق اعمال الحكومة في المناطق، فانه من الآن يمكننا أن نتوقع أن كل منظمة جديدة حقيقية ستجد صعوبة في الحصول على الثقة في اوساط سلطات القطاع وفي اوساط السكان.

في دخولهم الى القطاع يجتاز الحاصلون على تصاريح اربع نقاط تفتيش، في الجانب الاسرائيلي للحاجز، موقع تسجيل اولي للسلطة الفلسطينية من الجانب الثاني للحاجز، موقع فحص للسلطة الفلسطينية الذي كان في السابق موقع تفتيش لحماس وانتقل الى السلطة الفلسطينية قبل نحو سنة، اثناء محاولة اقامة حكومة مصالحة. وكذلك نقطة تسجيل جديدة لحماس تعمل منذ بضعة اشهر. ايضا من يحملون الهويات الفلسطينية – التي حسب احد التقارير اعضاء الخلية كانوا مزودين بها – يجب عليهم العبور بنقاط للسلطة وحماس والاجابة عن اسئلة. في نقطة حماس لا يتم دائما فحص الحقائق، ولكن شخص يكثر من دخوله الى القطاع، قال للصحيفة إن الفحص، حتى لو من اجل البحث عن الكحول، هو دائما مخاطرة يجب أخذها في الحسبان. يصعب عليه التصديق، قال، بأن الخلية الاسرائيلية كانت ستدخل الى القطاع بدون سلاح من جهة، ويعرضون للخطر كشفها من جهة اخرى.

من التقارير الصحفية يمكن أن يتولد الانطباع أن حماس والجيش الاسرائيلي يتنافسون من هو الذي أهين اكثر بسبب اكتشاف نشاط الخلية. المؤكد هو أن تحويل المساعدة الانسانية الى أداة لخدمة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تساعد على الشعور بالضرر والانغلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى