ترجمات عبرية

عميره هاس – مستوطنون يلبسون الابيض جاءوا الى قرية المغير : واطلقوا النار باتجاه السكان، أما الجنود فوقفوا جانبا

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – 28/1/2019

من الشمال جاء المستوطنون وهم يلبسون الابيض ومسلحون واقتربوا من البيوت الخارجية في قرية المغير، التابعة لعائلة أبو عين. قرب البيوت كان تجمع سكان القرية وبالاساس الشباب: لقد عرفوا أن المستوطنين في الطريق الى القرية، وخرجوا للدفاع عن البيوت وسكانها. قبل فترة قصيرة من ذلك، الساعة الثانية والنصف ظهرا، في يوم السبت، اتصل اكرم مع اشخاص من القرية. لقد خرج هو وابنه لحراثة الارض الموجودة في المنطقة التي لا تحتاج الى تنسيق مسبق أو مصادقة من الجيش. أي أنها غير قريبة من البؤر الاستيطانية العنيفة التي انبتتها مستوطنة شيلو في العشرين سنة الاخيرة. مع ذلك،  مجهولون قاموا باتلاف الاشجار في السابق اكثر من مرة. اكرم ابلغ اصدقاءه وابناء العائلة بأن المستوطنين اقتربوا وبدأوا بتخريب بتراكتور، وأنه سارع الى الموقع العسكري الموجود في المنطقة وطلب منهم التدخل. قال لهم إنه ابلغ الجنود بأن المستوطنين اعطبوا التراكتور والجنود ابلغوه بأنه يجب عليه الذهاب الى الشرطة لأن هذا ليس من مسؤوليتهم. هو وابنه عرف أن الجنود لن يدافعوا عنهم، وسارعوا نحو القرية بقدر استطاعتهم وابلغوا بأن المستوطنين يقتربون.

محمود (50 سنة)، مريض بالقلب، لذلك لم ينضم الى السكان الذين ركضوا نحو البيوت الخارجية في القرية. لقد وقف على قمة الجبل في الجنوب ونظر الى ما يجري عن بعد بضعة مئات أمتار من الخط الجوي. لقد رأى المستوطنين وهم يلبسون الابيض ويتقدمون ويظهرون من بين قطاع اخضر مكتظ بالاشجار يقع على القمة أمامه. كانوا 10 – 15 شخص، قال للصحيفة. وهو يذكر أن المستوطنين اطلقوا النار اثناء سيرهم. لقد كانوا يسيرون مثل الجنود في صف منظم. ورأى ايضا جنود تمركزوا على سطح بيت واطلقوا النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع نحو الشارع على السكان الذين واصلوا المجيء من اجل الدفاع عن البيوت وساكنيها. المستوطنون اقتربوا اكثر. في مرحلة ما انضم اليهم جنود آخرون صعدوا من الوادي. شباب القرية رشقوا الحجارة على المستوطنين من اجل أن لا يقتربوا. والمستوطنون اطلقوا النار. الشباب اختبأوا وراء السلاسل الحجرية والمستوطنون اقتربوا.

الأول الذي عرف ما يجري هو فرج النعسان، رئيس لجنة الارتباط المدني في أريحا (التي لها اتصال دائما مع ادارة الارتباط والتنسيق الاسرائيلية). دائما يتصلون معه عندما توجد مشاكل مع المستوطنين. كان في البيت في ذلك الوقت بعد الظهيرة، وسارع الى بيوت عائلة أبو عين. هذا كان في الساعة الثالثة والنصف ظهرا. وانضم اليه إبنه وإبن شقيقه حمدي. حمدي ( 38 ستة) كان ما زال بملابس العمل، فهو عامل بناء يقوم بملء الشقوق بالاسمنت بين الطوب. في الصباح كان في قرية كفر مالك واتفق على أجر لعمل آخر في البناء. لقد قضى سبع سنوات في السجن بتهمة أنه “فلسطيني”، رد فرج على سؤال “هآرتس”. وقد اطلق سراحه في 2009 وهو أب لاربعة اولاد، الاصغر منهم اصبح عمره سنة قبل اسبوع.

فرج وحمدي النعسان وقفا قرب عائلة موسى أبو عليا. من ذلك المكان فرج شاهد ثلاثة مستوطنين مسلحين يسيرون في المنطقة المفتوحة بين الصخور، وبجانبهم كان ثلاثة جنود. لقد كانوا على بعد 70 متر عن سكان القرية الذين هبوا للدفاع عن البيوت. الجنود، قال، اطلقوا النار في الهواء، مستوطنان بجانبهم اطلقوا النار ووجهوا الرصاص نحو الاسفل. هو يذكر عوزي 1 وبندقيتي ام16. هم اطلقوا عدة رصاصات. رصاصة واحدة اصابت الخزان الكبير الموجود على سطح البيت، المياه تدفقت نحو الخارج قربه. سمعت صراخ بأن هناك مصاب. حمدي ركض نحو المصاب الاول من اجل انقاذه. وقام بنقله الى سيارة احد ابناء عائلة أبو عليا. بعد ذلك سمعوا صراخ بأن هناك مصاب آخر. حمدي ركض من اجل انقاذه ايضا، قال فرج.

الوقت اصبح الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر. حمدي ركع على الارض وعندما بدأ بالنهوض اطلقت النار عليه ايضا على ظهره، قال فرج. في الوقت الذي حاولوا فيه انقاذه ونقله الى سيارة الاسعاف، الجنود الموجودون على سطح المنزل اطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في الشارع. “اتصلت مع الجيش ولجنة التنسيق والارتباط”، قال فرج، “من اجل القول لهم إننا لا نستطيع انقاذ المصابين بسبب الغاز المسيل للدموع”. 12 مصاب وصلوا الى مستشفى في رام الله، عدد منهم اصيبوا في البطن وآخرون في الساقين. في المستشفى قرروا موت حمدي.

في صباح يوم الاحد عاد الجنود الى موقع اطلاق النار وقاموا بجمع الرصاص الفارغ، هذا ما قاله للصحيفة فتى إبن 10 سنوات من عائلة أبو عليا. في الساعة العاشرة والنصف صباحا تجمع مئات الاشخاص قرب بيت حمدي وانتظروا بصمت وصول الجثمان. الشباب اخرجوا الجثمان من سيارة الاسعاف وأدخلوه الى البيت من اجل توديعه من قبل النساء. اصوات البكاء والعويل خرجت من البيت والساحة التي تحيطه. في حين أن الشباب هتفوا “لماذا الخوف، نحن نعيش تحت نار الجيش”. ومن هناك نقل الشباب الجثمان الى مركز القرية للصلاة عليه، حيث جرت في ساحة قاعة افراح. مئات من سكان القرية والقرى المجاورة ساروا بصمت ولم ينضموا الى الشعارات التي هتف بها الشباب.

شعارات معتادة للمقاومة والصمود امتزجت مع الخطابات التي القيت في المقبرة. عندما غادر معظم المشيعين، أحد اشقاء القتيل احضر الوالدة الى القبر. “لا تبكي”، قال لها، واحتضن الأم الباكية. “هو الآن عند الله في عالم ليس له نهاية”. وحول القبر المغطى بالاكاليل بقي عدد من الشباب الذين كانوا يرتدون الكوفيات وجلسوا على الارض وبكوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى