ترجمات عبرية

عميره هاس / سيارة اسعاف في كل دقيقة

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – 27/5/2018

كل نظام طبي في الغرب كان سينهار مع هذا الرقم المرتفع من الجرحى باطلاق النار في يوم واحد مثلما حدث في 14 أيار، هذا ما قاله الاطباء الدوليون. في حين أن الجهاز الطبي في غزة، الذي بطبيعته موجود منذ سنوات في وضع حافة الانهيار بسبب الحصار الاسرائيلي والانقسام الداخلي الفلسطيني – واجهوا هذا التحدي بصورة تثير الانفعال. في اسرائيل اليوم الدموي في 14 أيار  أصبح تاريخا. في غزة التداعيات الدموية ستواصل املاء حياة آلاف العائلات لسنوات كثيرة.

عدد جرحى اطلاق النار هو الذي ادهش اكثر من القتلى الكثيرين: تقريبا نصف الـ 2770 جريح الذين وصلوا الى غرفة الطواريء كانوا جرحى من اطلاق النار، “كان واضحا أن الجنود يطلقون النار أولا من اجل الجرح وتشويه المتظاهرين”، كان هذا هو الاستنتاج. أن يجرحوا أكثر من أن يقتلوا. إبقاء اكبر عدد من الشباب معاقين مدى الحياة.

إن استعداد المحطات العشرة لتخفيف الصدمة والطواريء كان مثيرا للاعجاب. في كل محطة قرب مواقع التظاهر كان هناك ممرضون وطلاب طب متطوعين. خلال ست دقائق بالمتوسط تمكنوا من فحص كل جريح وتشخيص نوع الاصابة وتحديد من سيرسل الى المستشفى واعطاءه العلاج الأولي. من ساعات الظهيرة وصلت في كل دقيقة سيارة اسعاف الى مستشفى الشفاء، الصافرات لم تتوقف. كل سيارة اسعاف انزلت 4 – 5 جرحى.

في مستشفى الشفاء عملت في ذلك اليوم بدون توقف مدة 12 ساعة غرفة العمليات. في البداية تم علاج الذين اصيبوا بالأوعية الدموية. في الممرات انتظر مئات الجرحى الآخرين دورهم، الذين كان وضعهم اقل خطورة، يتألمون ومغمى عليهم. مسكنات الألم التي كانت موجودة كانت تتناسب مع وجع الرأس الصعب وليس مع آلام الجرح. حتى لو أن وزارة الصحة في رام الله لم تكن تقيد في السنة الاخيرة ارساليات المواد الطبية الى غزة، بتعليمات من أعلى، لكان من المشكوك فيه أن يكون هناك ما يكفي من مواد التخدير ومسكنات الألم والمواد الطبية المستهلكة بالكميات المطلوبة لمعالجة حوالي 1300 جريح من جرحى اطلاق النار واجراء مئات العمليات في نفس اليوم.

لا يوجد في أي مستشفى في العالم ما يكفي من الاخصائيين في جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام من اجل التعامل مع مئات جرحى اطلاق النار في يوم واحد. لذلك تم احضار جراحين اضافيين، الذين تلقوا توجيهات من الاخصائيين. لا يوجد في أي مستشفى ما يكفي من الطواقم الطبية لعلاج جرحى بهذا العدد الكبير. بعد الساعة الواحدة والنصف عندما بدأ أبناء عائلات الجرحى يتدفقون الى المستشفى، خرجت الامور عن السيطرة. قوة من رجال الامن المسلحين لوزارة داخلية حماس استدعيت من اجل فرض النظام. القوة بقيت في المكان حتى الساعة الثامنة والنصف مساء. في الليل كان هناك سبعون جريح ينتظرون العلاج. في صباح اليوم التالي انتظر اربعون آخرين. الآن سيأتي دور عمليات العظام والعلاج الطبيعي، لكن لا يوجد في القطاع ما يكفي من المعالجين الطبيعيين أو من يجرون عمليات العظام وكذلك ما يكفي من المعدات الطبية.

من 30 آذار وحتى 22 أيار كان عدد الجرحى في المظاهرات 13.190 شخص، منهم 1136 طفل، حسب المعطيات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية. منهم 3360 جرحوا بالنار الحية التي اطلقها جنودنا الابطال المحميين جيدا. 332 هو عدد الجرحى الذين جراحهم تشكل خطر على الحياة (فقط في نهاية الاسبوع توفي اثنان متأثران بجراحهما). تم القيام بعمليات بتر لخمسة أيدي و27 ساق. فقط في الاسبوع بين 13 أيار و20 أيار الذي جرح فيه جنودنا 3414 من سكان غزة، من بينهم كان يجب نقل 3013 للعلاج في مستشفيات وعيادات لمنظمات غير حكومية: منهم 271 طفل و127 امرأة. 1366 كانوا جرحى نيران.

جنودنا الشجعان يطلقون النار ايضا على الطواقم الطبية الذين يقتربون من الجدار لاخراج الجرحى. الاوامر هي الاوامر، اطلاق النار حتى على الممرضين. لذلك، فان الممرضين ينتظمون في مجموعات مكونة من ستة اشخاص: اذا جرح أحدهم يقوم اثنان بحمله للعلاج والثلاثة الآخرون يواصلون المهمة، وهم يصلون بأن لا يجرحوا. في 14 ايار قتل ممرض، من طاقم “الدفاع المدني”. لقد اطلقت النار عليه وهو في طريقه لاخراج جريح. خلال عشرين دقيقة تقريبا حاول زملاءه الوصول اليه لكنهم لم يستطيعوا بسبب اطلاق النار. لقد توفي بسبب فشل رئوي. في الاسبوع بين 13 – 20 ايار فان 24 شخص آخر من الطواقم الطبية جرحوا – 8 بالنار الحية و6 بشظايا الرصاص وواحد أصيب بشكل مباشر من قنبلة غاز مسيل للدموع و9 عانوا من استنشاق الغاز المسيل للدموع. تمت اصابة والتسبب بالضرر لـ 12 سيارة اسعاف. من 30 آذار حتى 20 أيار جرح 238 من رجال الطواقم الطبية وتضررت 38 سيارة اسعاف.

بيير كارهنفول، المدير العام للاونروا قال بعد زيارة الى غزة في 23 أيار: “معظم العالم لا يقدر بصورة صحيحة حجم الكارثة، بمفاهيم انسانية التي حدثت في قطاع غزة من بداية المسيرات في 30 آذار، عدد الجرحى في الايام السبعة من المظاهرات يوازي عدد الجرحى طوال المواجهات في سنة 2014، وحتى أعلى منه. هذا رقم مدهش. إن نموذج جروح اختراق صغيرة وجروح خروج كبيرة تدل على أن الذخيرة التي استخدمت باطلاق النار تسببت بضرر كبير للاعضاء الداخلية وانسجة العضلات والعظام. سواء الطاقم في مستشفيات وزارة الصحة أو طاقم في عيادات المنظمات غير الحكومية والاونروا يجدون صعوبة في التعامل مع الجروح والعلاج المعقد بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى