أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب نتنياهو الزنزانة بانتظارك

عمر حلمي الغول – 3/6/2021

  بات من شبه المؤكد التوافق بين احزاب وقوى كتلة التغيير الصهيونية مدعومة من بعض نواب المشتركة والموحدة على تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، حيث توافقت كل تلك القوى على الإطاحة بنتنياهو، ولم يعد لدى التلاوين المختلفة لمركبات الكتلة من اقصى اليمين الصهيوني إلى الوسط إلى ما يسمى باليسار هدف سوى إخراج بيبي وسارة من شارع بلفور، وتنظيف البيت الحكومة من ادران السنوات الماضية، التي أقامت فيه عائلة رئيس الوزراء الفاسد، وتجديد هواءه لبعض الوقت قبل الذهاب للانتخابات الخامسة قبل نهاية العام الحالي

المفترض ان يكون يئير لبيد ابلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين باستطاعته تشكيل الحكومة امس الاربعاء الموافق 2/6/2021 بعدما حصل على الشراكة مع كل من: حزب يمينا، وأمل جديد، وحصانة إسرائيل، ويسرائيل بيتينو، والعمل، وميريتس، فضلا عن دعم القوائم الفلسطينية، وهو ما يعني عمليا إنتهاء مرحلة زعيم الليكود الفاسد، التي دامت 12 عاما عاث خلالها في دولة المشروع الصهيوني فسادا أكثر مما هي فاسدة، ومنزوعة الدسم، وترك بصمات قوية في تعميق الشروخ والتناقضات في كل مركباتها السياسية بما في العسكرية والإجتماعية والإقتصادية والقضائية والثقافية والدينية والحزبية والنفسية. لم يترك مجالا دون ان يلقبه رأسا على عقب، ودمر كل ركائز عملة التسوية السياسية، ولم يبق اي ملمح من ملامحها يمكن التراكم عليه، وعمق الإستيطان الإستعماري، والعنصرية والفاشية، وخلق الفتن والحروب البينية في الداخل الصهيوني وتحديدا مع قوى اليمين المتطرف، ومع الحليف الإستراتيجي، الولايات المتحدة.

خاض رئيس الحكومة المنتهية ولايته كل المعارك، واستخدم كل اساليب الإحتيال والمناورة والدهاء الفطري والصناعي والمركب لينقذ نفسه من تهم الفساد والإحتيال والرشوة وسوء الأمانة. لكن على ما يبدو حتى اللحظة الراهنة، التي اكتب فيها باء بالفشل، ومني بالهزيمة، إلا ان فرضية إفلاس نتنياهو كليا بالخروج من المأزق مازال محل شك، للإعتقاد انه سيحاول اللعب بورقة المليون دولار للبقاء في شارع بلفور، ومن السيناريوهات الإفتراضية، التي قد يلجأ لها الحاوي، هي: اولا في ضوء عملية التحريض والشحن ضد كل من بينت وشاكيد وساعر (اقطاب اليمين المتطرف) الذين توافقوا مع عضو الكنيست المكلف بتشكيل الحكومة، لبيد، قد يدفع أحد غلاة اليمين الفاشي بإرتكاب جريمة إغتيال ضد احدهم، او حتى ضد زعيم “هناك مستقبل”، مما يعطل إمكانية التشكيل؛ ثانيا الإقدام على شن عملية عسكرية على إيران.  لاسيما وانه أعلن اول امس في كلمة وداع كوهين، رئيس الموساد السابق، إنه إذا خير بين المحافظة على العلاقات مع الإدارة الأميركية وبين ضرب إيران، فإن سيضرب الدولة الفارسية بذريعة انها تهدد “الأمن الإسرائيلي”. وقد يفتح النار مجددا على جبهة غزة، او على جبهة لبنان بهدف خلط الأوراق؛ ثالثا الإقدام على جريمة عنصرية ضد الجماهير الفلسطينية العربية في المدن المختلطة لدفع البلاد نحو هاوية الحرب الأهلية، خاصة وان عمليات التحريض والشحن العنصري ضد الجماهير الفلسطينية العربية تتفاقم

بتعبير دقيق نتنياهو لن يرفع راية الإستسلام بسهولة، ولن يخرج من شارع بلفور إلآ محمولا إلى مثواة الأخير، او محملا بسيارة الشرطة إلى السجن، او عبر مساومة تضمن عدم دخوله السجن، والسيناريو الأخير لن يقبل به إلآ مرغما، لإنه وزوجته الحاكمة بامرها، مسكونين بالبخل واللصوصية والسلطة، ولا يعنيهم شيء سوى مصالحهم النفعية الخاصة.

وبالنسبة للحكومة الإفتراضية القادمة، إن اتيح لها رؤية النور، فهي حكومة مؤقتة، ووزارة زواج المتعة بين القوى المتنافرة المشكلة لها، والتي لا يجمعها جامع سوى إسقاط نتنياهو، وإخراجه من شارع بلفور. لإنه خذلهم جميعا، وكذب عليهم، وكذب على الشارع الإسرائيلي، ومارس الإحتيال والنصب على كل الدنيا بديماغوجية رخيصة وميتذلة، وبالتالي حكومة الثنائي بينت لبيد لا مستقبل لها، ولا تحمل في مكوناتها قواسم مشتركة تسمح لها بالديمومة، يمكن الإتفاق على نقاط عملية إدارية لوجستية، مثل الموازنة، والخدمات البلدية، وقضايا الصحة … إلخ من هذا القبيل، غير ذلك صعب وصعب جدا التوافق فيما بينها. لذا مآل شمسها الغروب باكرا. وللحديث عن الامر بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى