أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  منصور لم يغادر جلباب نتنياهو

عمر حلمي الغول – 30/6/2021

مضى وقت لم أتوقف أمام خطايا منصور عباس، رئيس كتلة القائمة الموحدة في الكنيست لأن الأحداث المتلاحقة في القدس العاصمة وأحيائها والمواجهة العسكرية على جبهة قطاع غزة، وغيرها من التطورات حالت دون ذلك. لكن لم يفت الأوان للحديث عن خطاياه المتعلقة بأكثر من ملف، منها أولا الانخراط مع حكومة التغيير بزعامة بينت ولبيد، وادعاؤه أنه لم يعد في جيب نتنياهو، وأخيراً تورطه في المساومة الرخيصة على قانون لَّم الشَمل بأبخس الأثمان، وموافقته ونوابه على تمديد القانون، الذي يحول دون لَّم شمل العائلات الفلسطينية الشابة.

وبداية أود أن اذكره، بأن جيب نتنياهو، أو جلبابه، لا تعني المعنى الحرفي للكلمة، او البعد الشخصي لرئيس الحكومة السابق. لأنه في جلباب النهج، والمدرسة الإخوانية المتساوقة مع القيادات الصهيونية الدينية واليمينية المتطرفة والفاشية، ولا يعني أنه وقع اتفاقا مع كتلة التغيير الصهيونية وصوت لصالح حكومة بينت – لبيد، أنه غادر جيب نتنياهو، لأن الحديث لا يدور عن نتنياهو الفرد، وإنما نتنياهو الفكرة والمشروع والانتهاكات الصهيونية الاستعمارية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني. وركضه في المياه الصهيونية الآسنة، و”قانون القومية الأساس للدولة اليهودية”، ومحاولة صناعة إنجازات شكلية ووهمية في القرى الثلاث في النقب، التي وعده بينيت ان يعترف بها. ولكنه في الحقيقة، لم يفعل شيئا، ولم يحقق انجازا في ما يتعلق بقانون “كامينتس” ولا قانون “القومية” ولا في اعادة النظر في الخرائط الهيكلية للمدن والبلدات الفلسطينية، ولا حتى في الموازنات إلا بالمعنى الشكلي، وتخلى كليا عن الموضوع السياسي، اي الحل السياسي، ليس هذا فحسب، انما وافق على مواصلة مشاريع الاستيطان الاستعماري في القدس، ولم ينطق بكلمة واحدة ضد اعلان شركائه في الحكومة المأزومة عن بناء الوحدات الاستعمارية في القدس خصوصا والضفة عموما.

وعلى صعيد ملف لَّمْ الشمل وافق على مساومة رخيصة ومذلة، ولم يحقق مكسبا واحدا من بينيت او شاكيد، وزيرة الداخلية، التي اعلنت قبل يومين، انها لن تسمح بـ”لَّم شمل” اي عائلة فلسطينية، حتى لو لم يتم تمديد القانون، الذي صدر عام 2003 ضد العائلات الفلسطينية الشابة، واستجدى شاكيد، ان تسمح للعائلات بـ”لَّم الشمل” ذات الطابع الإنساني الخاص!؟ ومع ذلك لم يأخذ وعدا بذلك، ووافق على تمديد القانون العنصري المستهدف ابناء الشعب العربي الفلسطيني عموما والازواج الشابة خصوصا. ورضخ لمشيئة النتنياهويين الجدد، وبقي متلفعا في جلباب النتنياهوية الصهيونية المتطرفة والفاشية.

حتى في المواجهات، التي حدثت داخل المدن المختلطة والمدن والبلدات الفلسطينية في مايو / ايار الماضي لم يرفع صوته، ولم يدن الانتهاكات العنصرية لا في اللد ولا في الرملة ولا في حيفا او عكا أو يافا او غيرها، وعندما زار مدينة اللد، التقى رئيس بلديتها العنصري، يئير لفيفو، الذي حرض القتلة الصهاينة على قتل الشهيد موسى حسونة واطلاق الرصاص الحي على ابناء الشعب في ذات المدينة، ولم يحاول اللقاء مع ابناء المدينة المكلومين والمضطهدين، والذين ارتكبت بحقهم ابشع الانتهاكات الإجرامية، ما دعى مناصري الحركة الإسلامية الجنوبية ان يعلنوا تبرؤهم منه. ورفضهم استقباله. وبالتالي ماذا حققت ايها غير المنصور، لا بل المهزوم، والقابع في دوامة الإفلاس وتنفيذ الاجندات الإخوانية المتورطة مع القوى الصهيونية الدينية واليمينية الفاشية.

ومن تابع مسيرتك منذ بدأت عملية تفكيك القائمة المشتركة في تموز/ يوليو 2020 مرورا باندفاعك المعلن والسريع لمستنقع التحالف مع القوى الصهيونية اليمينية المتطرفة، وحتى الآن، يلحظ انك ترتكب الحماقة تلو الحماقة، والخطيئة تلو الخطيئة، وتتورط أكثر فأكثر في مستنقع التبعية الكاملة للقوى الصهيونية الأكثر تطرفا وعنصرية، وتخليت كليا حتى عن مصالح ابناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة المطلبية، وألقيت وراء ظهرك المطالبة بالمساواة، وتعاميت كليا عن اتخاذ موقف ولو بشكل خجول تجاه الحرب المسعورة في القدس واحيائها، وعلى جبهة قطاع غزة، رغم ان العالم بقضه وقضيضه وقف واعلن موقفا متضامنا مع ابناء الشعب الفلسطيني.

وهذا ليس مستغربا ولا مفاجئا، لأنك كنت، وما زالت وستبقى في جلباب نتنياهو النهج والفكرة والمشروع والانتهاكات العنصرية الصهيونية. ولن تقوى على الخروج والتحرر من آفة الركض في متاهة النتنياهوية ومسمياتها وعناوينها المختلفة، لأن هذا هو خيار الإخوان المسلمين.

oalghoul@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى