أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – عيد حرية الصحافة

عمر حلمي الغول – 6/5/2021

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي صادف يوم الإثنين الماضي، وقف الكثيرون من العاملين في حقل الإعلام عموما والصحافة خصوصا ليجددوا ولاءهم للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، ومنطلقات وتوصيات وإعلان مؤتمر ويندهوك لليونسكو، الذي شكل الإرهاصات الأولى لتبني يوم عالمي لحرية الصحافة، وكان عقد في الثالث من أيار/ مايو 1991 لبناء وتطوير والتأصيل لصحافة حرة ومستقلة وتعددية، الذي تبنته الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 1993 بشكل رسمي، وبات منذ ذلك الحين يوما عالميا لعيد وحرية الصحافة العالمية، وتأكيدا على دورها ومكانتها الريادية في نشر المعلومة، والدفاع عن حرية وحياة الصحفيين، الذين أفنوا حياتهم انتصارا للكلمة الحرة والصادقة والشجاعة، والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات وإرهاب الأنظمة السياسية والعصابات التكفيرية ونظام الأبرتهايد الصهيوني.

ثلاثة عقود مضت والعالم ومنظماته واتحاداته الأممية ذات الصلة بالصحافة وحريتها تعقد سنويا مؤتمرها العالمي في الثالث من أيار/ مايو، كما فعلت قبل أيام بعقد مؤتمرها في ويندهور للدفاع عن حرية الكلمة، وإجراء تقييم عام خلال عام كامل للصعوبات والتحديات، التي تواجهها الصحافة ومؤسساتها والعاملون جميعا في حقولها، ولإبراز تضحيات شهداء القلم والمعلومة والخبر الصادق، والانتصار لكفاحهم وعطائهم، وتقديم الدعم المعنوي لرسالتهم وسلطتهم الرابعة، وتكريسا لدورهم الريادي في تعميم المعرفة والمعلومة.

وإذا انتقلنا من الخاص إلى العام، فإن فلسطين بحكم وقوعها تحت نير الاستعمار الصهيوني، ومؤسساتها الإعلامية وفرسان الصحافة، يواجهون تحديات تفوق تحديات شعوب الأرض الأخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ووفق تقرير صادر عن نقابة الصحافيين الفلسطينيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نشرته ورفعته للاتحادات ذات الصلة قبل يومين، أكت فيه على أن أجهزة أمن وجيش دولة المشروع الصهيوني ارتكبوا 183 اعتداء منذ بداية العام الحالي 2021 حتى الآن بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين، من بينها 67 حالة احتجاز لطواقم إعلامية، ومنعها من التغطية، وتلازمت معها 22 حالة اعتداء جسدي بالضرب والركل، و15 حالة اختناق بالغاز السام المدمع، مع إصابة 10 صحافيين بشكل مباشر بالجسد من خلال استهدافهم بقنابل الغاز والصوت. كما لم يسلم الصحفيون من الاستهداف بالرصاص المعدني، وأصيب 9 منهم، أضف إلى ارتفاع عدد المعتقلين وبلغ عددهم 14 شخصا، بالإضافة لاستدعاء 12 صحفيا من الجنسين للتحقيق معهم. يضاف لما تقدم، اقتحام 10 منازل للصحفيين والمؤسسات الصحفية، وتحطيم ومصادرة معدات صحفية، وتهديدات بالملاحقة وتقديم للمحاكم الجائرة، وتدفيعهم غرامات مالية واعتداءات بالكلاب البوليسية.

وعلى صعيد آخر، فإن الصحافة ومؤسساتها شهدت 8 انتهاكات من قبل ميليشيات الإنقلاب الحمساوية. بالاضافة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي عموما وخاصة الفيسبوك، التي تخضع لسلطات دولة الاستعمار الإسرائيلية، قامت بارتكاب انتهاكات، منها: تم رصد حوالي 50 انتهاكا ما بين إغلاق جزئي أو كلي لصفحات ومنابر اعلامية، وحوالي 15 انتهاكا من قبل موقع “تويتر” و”اليوتوب” و”الواتساب” و”الإنستغرام” و”التيك توك”، ومارست جميعها عمليات تكميم، وإغلاق صفحات لعدم نشر المعلومات الوطنية الصادقة.

وتوجهت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بمناسبة انعقاد المؤتر الدولي هذا العام في ويندهور إلى المنابر والهيئات الدولية الحقوقية والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب للتدخل لوقف جرائم دولة المشروع الصهيوني ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني عموما، والصحفيين ومؤسساتهم خصوصا. واكدت النقابة على مضيها قدما في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، الذين ارتكبوا جرائم ضد الاعلاميين ومؤسساتهم بالتعاون مع الهيئات والاتحادات العربية والإقليمية والدولية لرفع الظلم عنهم.

معركة الصحافة والكلمة الحرة والصادقة والشجاعة في مواجهة بطش المستعمر الإسرائيلي لم تتوقف، ولن تتوقف، وسيتابع الإعلاميون الفلسطينيون عبر نقابتهم الشجاعة وبالتعاون مع كل منبر حر ومقاتل من اجل الحرية ونشر المعلومة، ومدافعا عن سلامة الصحفيين ومؤسساتهم التصدي لكل من تسول له نفسه بانتهاك حرية الصحافة المستقلة والحرة والموضوعية، وحاملة هموم الشعب، والمعبر عن آلامه ومعاناته وتضحايته لتكشف وتعري الممارسات والانتهاكات العنصرية والوحشية لجيش الموت الصهيوني واجهزة دولة الابرتهايد والإرهاب المنظم. وبنفس القدر ستتصدى للانقلابيين في قطاع غزة، وكل من يتجرأ على الاعتداء على حرية الصحفيين ومكانتهم ودورهم الريادي، وحماية سلطتهم الرابعة من الانتقاص من مكانتها، او تقويض دورها، او حرف بوصلة مهمتها الوطنية والاجتماعية والإعلامية، لتبقى منبرا ونبراسا مضيئا للاعلام الحر والصادق. وعاشت الصحافة ومؤسساتها وجنودها في يوم وعيد الصحافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى