أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  عقدان على ال11 سبتمبر ..!

عمر حلمي الغول – 13/9/2021

منذ حدثت جريمة البرجين التوأم في الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001 والولايات المتحدة الاميركية تنشر ووثائق وتقارير وافلام وثائقية ومعلومات مفبركة وكاذبة عن الحدث، الذي اودي بحياة ثلاثة الاف ضحية واصابة المئات من الجرحى بهدف تضليل العالم عن الفاعل الحقيقي، ولاستخدام الحدثين كذريعة لارتكاب جرائم الحروب القذرة على افغانستان والعراق وغيرها. غير ان بعض المصادر الاميركية العليمة اكدت ان اركان الدولة العميقة الاميركية، هي من وقف خلف الحدث المرعب، ولفقت التهمة لادواتها الوظيفية ومنها “تنظيم القاعدة”، ولا اضيف جديدا للمتابعين عندما اؤكد على حقيقة راسخة دونتها هيلاري كلينتون في مذكراتها، بان بلدها اميركا، هي من صنع وانشأ واسس تنظيم القاعدة وطالبان في افغانسات، كما ان اميركا نفسها من انتج كل المجموعات والتنظيمات التكفيرية “داعش” و”النصرة” و”انصار بيت المقدس” وغيرها من رحم جماعة الاخوان المسلمين لتمزيق وحدة العالم العربي خصوصا والشرق الاوسط الكبير بما في ذلك افغانستان، واستخدمتها في الدول العربية في اعقاب اشتعال الثورات العربية ضد انظمة الحكم بدءا من نهاية 2010، ومازالت تداعيات ما اطلق عليه “الربيع العربي” تلاحق دول وشعوب الوطن العربي حتى الان. وقامت اميركا واسرائيل والغرب الرأسمالي بتبديد تلك الثورات، وحولتها لثورات الردة والتخريب والتفتيت للدول والشعوب العربية، ومازالت حتى الان.

ولا اريد ان اعيد تذكير القارىء ببشاعة ووحشية الحروب ، التي ارتكبتها، ومازالت ترتكبها الولايات المتحدة ضد شعوب الارض وخاصة في العراق وافغانستان، التي غادرتها قواتها قبل نحو شهر من الآن، بعد ان دمرت الدولة الافغانية ونهبت ثرواتها، وسلمتها لاداتها طالبات تسليم اليد، لانها لم تستنفذ اهدافها، ومهامها في الاقليم بعد. الاستنتاج العلمي من احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ان الولايات المتحدة ودولتها العميقة لا تتورع عن استخدام ابشع الوسائل حتى داخل الولايات المتحدة نفسها لتنفيذ حروبها القذرة ضد شعوب العالم لنهبها وباسم “الديمقراطية” و”الحرية”، وكل تلك المقولات لا تمت بصلة للسياسة الاميركية، لا بل العكس صحيح 100%   حيث تركت العراق وافغانستان وغيرها من الدول كنماذج للدولة الفاشلة.

ولم تكن الولايات المتحدة يوما منذ ان قامت على انقاض جماجم 100 مليون هندي احمر 1776 وطنا للحرية والديمقراطية والسلام، انما دولة بطش وارهاب وحروب، ومازالت حتى يوم الدنيا هذا ترعى الارهاب والفوضى الخلاقة وغير الخلاقة لتحقيق مآربها واهدافها في زيادة وتضخيم الربح الاحتكاري لاباطرة رأس المال المالي، الذين يحكمون ويسيطرون على مقاليد الحكم في الدولة العميقة. وعملت وتعمل بشكل حثيث قبل وعد بلفور وبعده ومع اقامة دولة المشروع الصهيوني في العام 1948 على حماية ورعاية ودعم الدولة الاسرائيلية المارقة والخارجة على القانون، وعلى حساب مصالح وحقوق الشعب العربي الفلسطيني، رغم ادعاءاتها بانها تدعم وتؤيد خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. ولكنها منذ اتفاقات اوسلو سيئة الصيت والسمعة قبل 27 عاما وهي تراوح في ذات المكان، وتضغط على القيادة الفلسطينية لتحقيق مآرب واهداف الدولة الاسرائيلية الكولونيالية، بهدف نزع ما يمكن انتزاعه من اراضي دولة فلسطين المحتلة في الخامس من حزيران / يونيو 1967، والتي لا تزيد مساحتها عن 22% من ارض فلسطين التاريخية، فضلا عن انها تناور وتعمل على ادارة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولا تعمل على حله، مع انها تملك كل اوراق القوة لفرض الحل الذي اكدته قرارات الشرعية الدولية.

باختصار كان حدث الحادي عشرمن ايلول / سبتمبر 2001 لحظة الذروة في صعود الامبراطورية الاميركية، حيث تفردت بالحكم والتسيد على السياسة العالمية، ولكنه بالمقابل شكل بداية التراجع الاميركي نتاج افلاس سياساتها، وبفعل الازمات الاقتصادية، التي تفاقمت مع ازمة العقار في الربع الاخير من عام 2008 ومطلع 2009، ومازالت تداعياتها حتى اللحظة تهدد مكانة بلاد العم سام، بعد ان باتت جزءا من منظومة عالمية جديدة عنوانها نظام الاقطاب المتعددة. تحاول اميركا جاهدة لاستعادة نفوذها لتتربع على رأس قمة الهرم العالمي مجددا، لكن القطار فاتها. والمستقبل المنظور في العقد القادم حسبما اعتقد يشير الى ان اميركا ستفقد مكانها لاقطاب جديدة اكثر جدارة في التربع على عرش المنظومة العالمية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى