أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  رمى الفلسطينيين بدائه !

عمر حلمي الغول – 11/10/2021

ليس مفاجئا، ولا مستهجنا أن يلقي قادة دولة الاستعمار الإسرائيلية الشعب  الفلسطيني بأمراضهم الخبيثة، التي تحكم سلوكياتهم العدوانية والإجرامية، فمثلا يصفون الأسرى الفلسطينيين الأبطال بـ”المخربين”، ويصفون الكفاح الوطني التحرري بـ”الإرهاب”، وفي ذات الوقت، يصفون أنفسهم عكس ذلك تماما، ويتشدقون ليل نهار بأنهم “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، وللأسف الشديد جوقات الإعلام الغربي كلها ودون استثناء والصهيوني تحديدا تطبل لهم على مدار الساعة، وجميعها تساهم عن سابق تصميم وإصرار في قلب الحقائق، وغسل أدمغة شعوب الغرب، وتخلط بشكل متعمد الوقائع، لدرجة أنها تقوم بإعادة منتجة أشرطة الفيديو والصورة المتضمنة اعتداءاتهم وجرائم حربهم على أبناء فلسطين، باعتبارها من ممارسات الشعب  الفلسطيني. 

ومن النماذج الجديدة على قلب الحقائق، وتشويه صورة الكفاح الوطني الفلسطيني، ما أدلى به الإرهابي الفاشي، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مؤتمر صحفي جمعه أمس الأحد مع المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنجيلا ميركل، حيث قال ردا على تأكيد الضيفة، بأن حل الدولتين هو الأنسب للخروج من نفق العنف والفوضى، إن إقامة دولة فلسطينية يعني إقامة “دولة إرهابية”. وأضاف القاتل، الذي أكد في أكثر من تصريح علني، “أنا قتلت العديد من الفلسطينيين، ومستعد لقتل المزيد”، مدعيا أنه “براغماتي، والفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان آخر”. وكأنه يقول، ليبقوا هنا، لأنهم لن يذهبوا لأي مكان، وبالتالي لا داعي للالتفات لهم، ولنتركهم كما هم عليه تحت نير الاستعمار، كونهم “لا يستحقون دولة” لأنهم لو أقاموا دولة، فستكون دولة “إرهاب”. تناسى ذلك الولد الصهيوني البائس، أن مصيره ومستقبله ومستقبل دولته برمتها مرهون بمقدار ما يتحرر الفلسطينيون من استعمار دولته القائمة على الباطل والجريمة والمذبحة. 

نعم، المثل الشعبي المتداول بين العرب، القائل “رمتني بدائها وانسلت”، ينطبق تماما على بينيت ونتنياهو ولبيد وليبرمان وشاكيد وغانتس وكل جوقة العنصريين الصهاينة منذ وجدت دولة المشروع الصهيوني الكولونيالية على الأرض الفلسطينية العربية. أي أن بينيت العنصري والمروج لعمليات القتل والجريمة والإرهاب المنظم والاستيطان الاستعماري، يتهم الفلسطينيين بما فيه، وفي دولته المارقة والخارجة على القانون، ليدرأ التهمة عن نفسه وعن دولته، دولة التطهير العرقي الإسرائيلية، معتقدا أنه يستطيع تمرير بضاعته الفاسدة على الرأي العام الإسرائيلي والعالمي إلى ما لا نهاية. 

وتناسى رئيس حكومة التغيير الهشة، والآيلة للسقوط أن الشعب الفلسطيني، والرأي العام الإقليمي والعالمي باتوا يكتشفون حقيقة وجوهر دولة إسرائيل الفاشية بما في ذلك، وقبل ذلك اتباع الديانة اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ولم تعد أكاذيب الحركة الصهيونية وقاعدتها المادية إسرائيل، ولا امبراطورية الإعلام الصهيونية والغربية قادرة على إخفاء الحقيقة الماثلة للعيان أمامهم. 

ولعلم الجاهل في علم السياسة والتاريخ، أن إقامة الدولة الفلسطينية يعني أولا إنهاء دائرة العنف والفوضى والحروب؛ ثانيا إقامة سلام ممكن ومقبول وشبه عادل، وترسيخ التعايش بين الشعوب؛ ثالثا خلق ركائز التنمية المستدامة في عموم الإقليم؛ رابعا تعزيز السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وفتح الآفاق للتكامل والتعاون بين الشعوب في الإقليم … إلخ.

لكنه كما من سبقوه من قادة إسرائيل والحركة الصهيونية يخشون السلام والتعايش، ويصرون على العيش في “الجيتوات”، ودوامة الحروب، واستخدام اليهود الصهاينة المضللين وقودا لحروب غيرهم من أباطرة المال، وإبقائهم مع الفلسطينيين العرب في دائرة الخطر والإرهاب تنفيذا لمآرب رأس المال. وحتى يصدقوا روايتهم المزورة والكاذبة، التي لا تهدد اليهود المضللين والفلسطينيين فقط إنما كل شعوب الإقليم، فإنهم يلجأون للأكاذيب والخداع والتضليل والأساطير التاريخية الكاذبة، وبالتالي يخشون التراجع عن أكاذيبهم، خوفا من افتضاح تاريخهم العنصري والفاشي الأسود. 

لذا مازالوا غارقين في متاهة الأكاذيب والفتاوى الصهيونية الحريدية والعلمانية المتطرفة، لعدم يقينهم بالمستقبل، وعدم قدرتهم على الانفكاك من قيود رأس المال، وشياطين الصهيونية الأفاقين ومزوري الحقائق والتاريخ والجغرافيا، لأنهم بعيدون ألف سنة ضوئية عن القيم الإنسانية، وعن العدالة، وعن المصداقية والرغبة بالتعايش وبناء ركائز السلام، الذي هو مصلحة استراتيجية للجميع، وليس للفلسطينيين والإسرائيليين وحدهم. لكن هيهات أن يدرك ذلك زعيم حزب “يمينا”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى