أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – المطلوب من اللجنة المركزية

عمر حلمي الغول  – 3/5/2020

  ترددت كثيرا قبل الإقدام على الكتابة عشية إجتماع اللجنة المركزية غدا الإثنين (4/5/2020)بكل قوامها، وبرئاسة الرئيس محمود عباس لإعتبارات كثيرة أهمها، أن الإجتماع لن يكون مختلفا عن الإجتماعات الدورية السابقة في عمل الهيئة القيادية الأولى في الوطن، ومع الإحترام والتقدير الشديد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. بيد اني إرتأيت الكتابة خاصة وان اللحظة السياسية حساسة ومفصلية في مسار العملية الوطنية، وتحتاج إلى وقفة مختلفة ومغايرة عن آليات العمل السابقة، وكون الرأس الفلسطينية في المقصلة، و”إسرائيل” تنتظر ساعة الصفر للتصفية الكاملة للقضية والمشروع الوطني برمته، وعليه تستدعي الضرورة من الهيئة القيادية الممسكة بزمام منظمة التحرير، وتتحكم في مفاصل القرار السياسي والتنظيمي والمالي إدارة الصراع مع دولة الإستعمار الإسرائيلية، والإدارة الأميركية والإنقلاب الحمساوي والعلاقات الفلسطينية الفلسطينية البينية ومع الأشقاء العرب بمنهجية جديدة، لإن الرتابة، والسكون الملازم للخطاب السياسي الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة أضعف من زخمه وقوتة، وصداه تلاشى كثيرا، وبات بحاجة إلى طاقة وقوة شحن اعلى.    

ولا أعتقد ان الصورة غائبة عن الأخوة اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ولا حتى اعضاء اللجنة التنفيذية ولا عن النخب السياسية الفلسطينية عموما في الوطن والشتات. وهو ما يتطلب من أعضاء الهيئة القيادية تحمل مسؤولياتهم التاريخية أمام أنفسهم، وأمام حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وأمام فصائل منظمة التحرير وامام الشعب العربي الفلسطيني بكل مكوناته وفي الوطن والشتات، ولا يجوز لإي منهم الإدعاء، انه ليس معنيا بالقرار السياسي أو اي قرار ذات صلة بمصير الشعب والمشروع الوطني، وبالتالي يلقي المسؤولية على كاهل غيره. طالما انتم إنتخبتم في المؤتمر السابع لقيادة حركتكم وشعبكم، فأنتم مسؤولون عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمصير الوطني، ولن يعفيكم الشعب ونخبه من ذلك.

الآن نحن امام لحظة تاريخية دقيقة وحاسمة على أكثر من مستوى وصعيد، مطلوب من إجتماعكم احداث نقلة نوعية في مسار العملية السياسية والتنظيمية والإدارية والمالية والقانونية: أولا لا بد من حسم موضوع العلاقة مع إسرائيل الإستعمارية دون تطير وشعارات كبيرة، ولكن دون تبسيط الأخطار المحدقة بالقضية والمشروع والسلطة الوطنية والممثل الشرعي والوحيد، منظمة التحرير. وهنا تملي الضرورة العمل بصمت لتنفيذ القرارات الوطنية التي تم إتخاذها في المجلسين الوطني والمركزي منذ الدورة ال27 في 2015، والكف عن سياسة نقل القرارات من لحظة لإخرى ودحرجتها لإزمان غير معروفة، وغير محددة، فهذا يضرب مصداقية القيادة والقرارات وهيئات المنظمة، ويسمح لإسرائيل الإستعمارية ومعها إدارة ترامب التغول على المصالح والحقوق الوطنية، والإستهتار بكل مواقفنا ومرجعياتنا؛ ثانيا تشكيل لجنة خبراء لدراسة تداعيات جائحة الكورونا، وإنعكاساتها على الشعب والقضية والمشروع الوطن، وعلى الوطن العربي ودولة إسرائيل والعالم ككل. ولا تقتصر اللجنة على أعضاء اللجنة المركزية او اللجنة التنفيذية بل يفترض توسيعها وتطعيمها بالنخب من الوطن والشتات، وتقسيمها للجان تخصصية، ووضع اليات عمل بمنهجية مختلفة عن المنهجية السائدة؛ ثالثا العمل وبسرعة لترميم العلاقات الوطنية في إطار منظمة التحرير، وتعزيز روح الشراكة الوطنية بعيدا عن سياسات الثواب والعقاب. لإن القوى والفصائل الوطنية ليست جزءا من حركة فتح، وليست تابعة للحركة، بل هي شريكة في المشروع الوطني، وبالمقابل إحترام تلك القوى ايضا لوزنها وحجمها في الساحة الوطنية، بعيدا عن لغة العنتريات والشعارات غير الإيجابية؛ رابعا حسم وأؤكد مرة أخرى على موضوع حسم الإنقلاب الحمساوي، والعمل على طي صفحته شاءت إسرائيل والإخوان المسلمين ومعهم اميركا ام ابوا، لا بد من إغلاق هذا الخطر فورا. وفتح الحوار مع حماس على ارضية الإتفاقيات الموقع عليها، وإلزامها بإستحقاقات المصالحة، ومطالبة مصر الشقيقة بتحمل مسؤولياتها وقبل غيرها من الدول لترجمة إتفاق إكتوبر 2017، ولا يجوز بقاء الحال على ما هو عليه، ونحن والعالم نتجه بسرعة نحو إنعطافة دراماتيكية فارقة في تاريخ البشرية، إذا تتطلب الضرورة إستعادة الوحدة بكل الوسائل والسبل الممكنة والمقبولة. وحماس لن تأتي للوحدة برضاها، لإن خيارها مواصلة الإنقلاب والتمترس في دار الإمارة، وهذا خطر داهم على القضية، وإنعكاس لمشروع نتنياهو ترامب ومعهم غانتس ومن لف لفهم. مطلوب ترتيب البيت الفلسطيني أولا وثانيا وثالثا … وعاشرا … والف دون ذلك سنكون امام خطر يهدد مصيرنا ومستقبلنا الوطني برمته، وضياع دماء وتضحيات الشهداء والجرحى وعذابات الجماهير في متاهة الإنتظار والترقب.

اللحظة غير مسبوقة وعلى اللجنة المركزية حتى لو إستمر الإجتماع يومين أو ثلاثة ان تخرج بقرارات وسياسات جديدة وتستجيب لمكانتها ودورها، ولمكانة حركة فتح، ومنظمة التحرير والشعب العربي الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى