أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – أيها الأسرى .. اتحدوا

عمر حلمي الغول  – 12/10/2020

معركة أسرى الحرية في سجون الاستعمار الإسرائيلية، معركة الشعب وكل نصير للسلام والحرية والعدالة في العالم، وليست معركة فردية لهذا الأسير أو تلك المجموعة، أو ذاك الفصيل. للأسف الشديد نجحت أجهزة “الأمن” الإسرائيلية في تفكيك وحدة الموقف والإرادة بين مناضلي الأسر، أضف إلى أنه جاء انعكاسا مباشرا لعملية التمزيق والانقلاب على الشرعية عام 2007، التي ألقت بظلال كثيفة على وحدة الموقف والأداة والأهداف للحركة الأسيرة الوطنية، ما نجم عن ذلك لجوء كل فصيل لانتهاج سياسة خاصة به في مواجهة سلطات السجون الصهيونية، حتى وصل الأمر بقيام كل أسير منفردا في الدفاع عن ذاته ومطالبه الشخصية، فبات المشهد مشوها وصعبا، وغير مفهوم أبدا لدى أي فلسطيني، وأكثر التباسا على المواطن العربي أو الأممي الداعم لقضية أسرى الحرية الأبطال.

والجميع يعلم علم اليقين، أن كل التباينات والتناقضات بين فصائل العمل السياسي في الساحة، وبعضها تباينات طبيعية باستثناء الانقلاب الحمساوي على الشرعية، الذي خرج عن مألوف التناقضات، وهدد وحدة الشعب وأهدافه الوطنية، والذي آمل أن تطوي الحوارات الجارية الآن بين حركتي فتح وحماس والكل الوطني صفحته مرة وإلى الأبد، ومع ذلك فإن أي تناقض بين القوى والفصائل ما كان له أن يكون عائقا أمام وحدة الموقف بين أبطال وجنرالات الأسر في السجون الصهيونية، بل كان الواجب يملي على قادة الحركة الأسيرة من كل الفصائل العمل على تجاوز أية تناقضات لصالح وحدة الموقف والهدف داخل إسرائيل الاستعمارية، وليس العكس.

حتى الآن ما يجري داخل جبهة السجون لا يشي بتمكن قادة الحركة الأسيرة من توحيد برنامجهم الكفاحي المطلبي والسياسي والقانوني. وما زال أسرى كل فصيل متقوقعين على ذاتهم، وغابت لغة الشراكة السياسية بينهم وبين أسرى الفصائل الوطنية الأخرى، لماذا؟ ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من إضراب ماهر الأخرس وحده 78 يوما، وأسرى “الشعبية” يلوحون باشتقاق برنامج كفاحي وحدهم؟ ولماذا لا تتوحد كل الجهود داخل صفوف الحركة الأسيرة والعمل وفق رؤية برنامجية واحدة، خاصة وأن الحوارات في الخارج بين الكل الفلسطيني وتحديدا بين الحركتين فتح وحماس تسير بالاتجاه الإيجابي؟ لماذا لا تقوم الحركة الأسيرة بتعزيز جهود الوحدة الوطنية؟ أم نسي أو تناسى جنرالات الحرية، أنهم هم أصحاب وثيقة التوافق الوطني 2006؟.

لم يعد مقبولا ولا مشروعا بقاء حالة التشرذم داخل صفوف الحركة الأسيرة؛ لأن المستفيد الأول منها، هو سلطات السجون وأجهزة “الأمن” الإسرائيلية والمشروع الصهيوني ككل ومن ورائهم إدارة ترامب الأفنجليكانية. وبات من الضروري على قادة أسرى الحرية والعدالة والسلام الخروج من دوامة الانغلاق على الذات الفصائلية، وتجاوز كل الأخطاء والمنغصات البينية مع ممثلي الفصائل الأخرى لترتيب بيت الحركة الأسيرة، باعتبار أن جبهتهم تمثل الخندق الأمامي في المواجهة مع الدولة العنصرية والخارجة على القانون. لا سيما أن الكل الوطني يعول على دورهم كرافعة لوحدة البيت الفلسطيني، كما ويفترض

أن يشكلوا مع كل الغُير في الداخل والشتات وداخل الداخل لوبيا ضاغطا لتجسير الهوة بين القوى الفلسطينية المختلفة، خاصة حركتي فتح وحماس لإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية.

مما لا شك فيه، أن معركة الأسير ماهر الأخرس، هي معركة الكل الوطني، وحريته من حرية الشعب، ورفضه الظلم الجائر، وتحديه لقانون الاعتقال الإداري، يعكس الإرادة الشعبية الفلسطينية. كما أن رفع العزل عن المناضل وائل الجاغوب، هو معركة أبطال الحركة الأسيرة، وكل الشعب. لكن أيهما أكرم وأفضل للحركة الأسيرة أن تخوض معاركها مشتتة، وبشكل جزئي، ووفق منطق “كل يغني على ليلاه”، أم خوضها تحت راية الوطنية الفلسطينية الجامعة، وعلى أرضية أهداف مطلبية وقانونية وسياسية واحدة ؟ من المؤكد أن وحدة الحركة الأسيرة ترعب سلطات السجون، وتمثل قوة بيدها في مواجهة البطش والجريمة المنظمة الإسرائيلية داخل وخارج الباستيلات.

لذا آن الأوان لأن توحد الحركة الأسيرة أدواتها في مختلف السجون دون استثناء، وتعزز من لغة الشراكة الكفاحية، وتعمق وتفعل دورها السياسي لعودة الروح للوحدة الوطنية وفقا لمقررات اجتماع الأمناء العامين بقيادة الرئيس أبو مازن في الثالث من أيلول/ سبتمبر الماضي. كل التضامن مع الأسير البطل ماهر الأخرس، والأسير وائل الجاغوب، وكل أسير دافع ويدافع عن حقه في الحياة الكريمة، ويدافع عن شركائه في جبهة الأسر البطولية. أيها الأسرى الأبطال اتحدوا تنتصروا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى