أقلام وأراء

عمر حلمي الغول‏ يكتب – بايدن بهزم ترامب

عمر حلمي الغول –  10/11/2020

معركة الإنتخابات الرئاسية عمليا لم تنتهِ، ومازالت تخضع لعملية الشد والرخي. لا سيما وان الرئيس المنتهية ولايته لم يسلم بنتائج عمليات الفرز في ولايات بنسلفانيا ونيفادا واريزونا وجورجيا وميتشغن، ورفض قبول الهزيمة، مع ان وسائل الإعلام الرسمية الأميركية، وحكام الولايات المذكورة إلتزموا بما اعلنت عنه الهيئات المشرفة على الإنتخابات، وصرحوا بذلك رسميا. بيد ان الرئيس دونالد ترامب لم يرفض النتائج المعلنة فقط، والتي تؤكد فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، ونائبته، كمالا هاريس، بل أعلن انه ذاهب إلى القضاء للطعن بعمليات الفرز، والتشكيك بصحتها، وإعتبار نفسه الفائز.

غير ان العديد من سيناتورات الحزب الجمهوريـين ومنهم مت روميني هنأوا المرشح الديمقراطي الفائز بالإنتخابات. فضلا عن حكام الولايات محل الخلاف أقروا بنتائج عمليات الفرز. اضف إلى ان قادة العالم المركزيين في اوروبا وباقي الأقطاب الدولية، بمن في ذلك شريك ترامب الصهيوني نتنياهوهنأوا بايدن بالإنتصار بالغ الأهمية من وجهات نظرهم وخلفيات كل منهم تجاه سياسات الرئيس الجمهوري. ولهذا دلالات سياسية وديبلوماسية وقانونية تعزز مكانة الرئيس المنتخب .

من المؤكد، من حق الرئيس دونالد ترامب ان يذهب للقضاء، ويطعن في النتائج، وبامكانه إطالة امد معركة الرئاسة، إلآ انه بالمحصلة النهائية عليه قبول الحكم القضائي، هذا إذا قبلت المحكمة الطعون المقدمة من قبله، ومن ثم الألتزام بالنتائج التي افرزتها صناديق الإقتراع، وفي حال رفض، فإنه سيعرض نفسه أولا للإدانة من الرأي العام الأميركي؛ ثانيا رفض المؤسسات الفيدرالية ومؤسسات الولايات التنفيذية والتشريعية والقضائية سياسة التغول على العملية الديمقراطية؛ ثالثا قادة الحزب الجمهوري لن يقبلوا لمرشحهم المهزوم الإساءة لحزب، وللعملية الإنتخابية، وللتداول السلمي للسلطة، وسيضغطوا عليه الكف عن تشويه مكانة الحزب أكثر مما اساء له؛ رابعا أجهزة الأمن الأميركية عموما وخاصة الأمن السري ستقوم بإخراج الرئيس المنتهية ولايته بالوسائل المختلفة من البيت الأبيض، بما يؤمن للرئيس الجديد ممارسة مهامة بدءا من ظهيرة يوم 20 كانون ثاني/ يناير 2021، كرئيس فعلي للولايات المتحدة.

طبعا من السيناريوهات الافتراضية، التي يمكن ان برتكبها الرئيس المهزوم، اولا رفض حضور حفل التسلم والتسليم يوم 20/1/2021؛ ثانيا وإن حضرمرغما قد يرتكب بعض الممارسات الخاطئة والمسيئة للرئيس بايدن، مما يضاعف من عملية التوتير للإجواء داخل المشهد الأميركي؛ ثالثا مازالت فرضية شحن العصابات اليمينية المتطرفة بارتكاب عمليات خطف او إغتيال لبعض الشخصيات الديمقراطية، او تفجير بعض المؤسسات الخاصة بالحزب الديمقراطي، او حتى مؤسسات الحزب الجمهوري بهدف شحن الشارع الحزبي وتوسيع الفجوة بين انصار الحزبين، وتعميق الأزمة الداخلية إمكانية قائمة، وكذا يمكن تعريض المؤسسات الفيدرالية للخطر من قبل تلك العصابات؛ رابعا السفر لخارج البلاد وعدم العودة إلا بعد الإنتهاء من مراسم التسلم والتسليم، وقد يكلف نائب الرئيس بنس بالنيابة عنه؛ خامسا إرتكاب خطايا خلال الفترة الإنتقالية داخلية او خارجية تهدد سلامة الدولة الفيدرالية لتعطيل العملية الديمقراطية؛ سادسا قد تكون ردود فعله عبارة عن بالونات غير ذات شأن، ويلتزم بتسليم الحكم وفق المعايير والنظم الدستورية، وهذا الخيار قد يكون بعيد المنال لمن يعرف شخصبة تاجر العقارات، لإنه لا يقبل القسمة على الهزيمة؛ سابعا قد يلجأ لعمل جنوني يودي بحياته شخصيا، وهذا السيناريو بعيد المنال، لإن النرجسيون لا يمتلكون الجرأة والشجاعة الكافية لهكذا عمل، لإنهم عادة يضحون بغيرهم، ولا يضحون بأنفسهم.

مع ذلك، ووفق كل المعطيات، وأي كانت التطورات اللاحقة، فإن الرئيس دونالد ترامب هزم، والمرشح الديمقراطي فاز باغلبية ساحقة في المجمع الإنتخابي، وإن كانت عملية التصويت الشعبي متقاربة. لكن صاحب الشعر الأصفر لم يحالفه الحظ للفوز بولاية ثانية، وذلك يعود لسياساته الخاطئة داخليا وخارجيا، التي بات عامة الشعب الأميركي يعرفها، وحتى قطاعات واسعة من شعوب الأرض ايضا امست تعرفها غن ظهر قلب. كانت ولاية الرئيس دونالد ترامب الأكثر خطورة وتهديدا للسلم الأهلي الأميركي والإقليمي والعالمي. لكن هل بايدن سيتمكن من معالجة الملفات الخطيرة التي فتحها وتركها سلفه الجمهوري؟ ام سيغرق ويتلاشى في رمالها المتحركة، أم ان حقول الغام ابو ايفانكا قد تنفجر به، ولا تمنحه الفرصة لمعالجتها؟ المستقبل المنظور يحمل الجواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى