أقلام وأراء

عمر الجندي يكتب – ليست نصراً ولا هزيمة

بقلم عمر الجندي *-  21/11/2020

الوثائق المتبادلة بين الوزير حسين الشيخ ومنسق دولة الإحتلال القاضية بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في شهر أيار الماضي، بما في ذلك عودة أموال المقاصة، ليست نصراً يستحق التطبيل ولكنها أيضاً ليست هزيمة تستوجب التقريع لأن عودة أموال المقاصة هي حق لأبناء شعبنا الفلسطيني لا تتطلّبُ عودته شكراً ولا منّة.

أمّا مَـنْ يشيطن هذه الخطوة فعليه التكرم بالإجابة على الأسئلة التالية:

١- هل يمكن لشعب أن يدير شأنه السياسي والإداري دون منظومة حكم أو سلطة حاكمة تمثله محلياً وإقليمياً ودولياً؟

٢- هل يمكن لسلطتين أن تجتمعا في بقعة جغرافية واحدة دون تنسيق بينهما ولو من باب التعايش الإضطراري للشعبين اللذيْن يمثّلان، وخاصة إذا كانت إحداهما تحت احتلال الأخرى؟

٣- هل يمكن تسليم أموال المقاصة بدون تنسيق بين السلطتين ؟

٤- لماذا تباكيتم على وقف رواتب الموظفين ومخصصات عوائل الشهداء والأسرى والجرحى والإنفاق على الصحة والتعليم وغيرها عندما أوقفت السلطة استلام أموال المقاصة رغم علمكم أن حكومة الاحتلال اشترطت عودة التنسيق لتسليم تلك الأموال؟

٥- هل التنسيق محرّم دائماً أم يحق لمن يحرّمه وجوباً على غيره (الذي يمارسه لمصلحة عموم الشعب بموجب اتفاقيات علنية) أن يحلّله أحياناً لنفسه عندما يكون ذلك التنسيق سرياً ولمصلحته الحزبية؟

٦- هل تم دخول مشعل والعاروري والقرضاوي ومنْع دخول المرحوم رمضان شلّح للقطاع بدون تنسيق أمني؟

٧- هل تدخل حقائب العمادي النقدية للقطاع دون تنسيق مع دولة الإحتلال؟ أم أن الأحتلال نفسه هو من يطيّرُ طائراته لإحضارها من مصدرها؟

٨- لحساب مّنْ تذهب توريدات العمادي النقدية؟

٩- لحساب مّنْ تذهب عوائد الضرائب والجباية عن الكهرباء والرسوم المحصلة من الجمارك والتعليم والصحة والبلديات ودائرة الأراضي ودائرة السير والقضاء وبيع المعونات المقدمة للقطاع المنكوب؟

١٠- هل تنفق حكومة الأمر الواقع الربانية في القطاع من كل تلك الأموال التي تقوم بتحصيلها وجبايتها على غير قادتها ومنتسبيها؟

١١- مَـنْ غير السلطة الفلسطينية يقوم بالإنفاق على المرافق الصحية والتعليمية والمخصصات الاجتماعية الأخرى في جناحيْ الوطن وتسديد ثمن الكهرباء التي تجبي حكومة الأمر الواقع في غزة عوائدها كأرباح صافية وبدون أي كلفة؟

١٢-لماذا التباكي على عودة التنسيق الذي شكّكتم بقرار وقفه أصلاً؟! الآن وقد شكّكتم فيه من قبل وكنتم في الإلتزام به من المكذّبين؟!

١٣- كم رصاصة أطلق المطالبون بوقف التنسيق والمتباكون اليوم بسبب عودته، على العدو طيلة فترة وقف التنسيق الأمني؟

١٤- هل يحتاج المقاومون إلى إذن السلطة لمقاومة العدو؟ وهل منعتهم السلطة منها حتى قبل وقف التنسيق؟

١٥– معروف أن السلطة تسيطر أمنياً على أقل من ربع الضفة الغربية وهي المنطقة المصنفة A، أيْ أقل من ٥٪؜ من مساحة فلسطين التاريخية، فما الذي يمنع مدّعي المقاومة من مقاومة الإحتلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني انطلاقاً من المساحة المتبقية البالغة ثلاثة أرباع الضفة الغربية و٩٥٪؜ من مساحة فلسطين التاريخية؟

١٦- كما قلنا في البداية فإن وثائق الشيخ – كميل ليست نصراً ولا هزيمة لكنها في الحالين لم تكلفنا قطرة دم واحدة، فهل يجرؤ منتقدو التطبيل لها باعتبارها نصراً، على نقد الحكومة الربانية لاحتفالاتها بالنصر المؤزر في ثلاثة حروب لم نحرّر فيها شبراً واحداً، لا بل لم نحافظ فيها على ما كان بأيدينا، رغم أنها كلّفتْ شعبنا أكثر من خمسة آلاف شهيد وعشرات الاف الجرحى والمهجّرين وعشرات الاف البيوت المهدمة؟!

لقد قيل: مَـنْ لم يساهم برأس المال لن تهمّه الخسارة،

وقيل: مَنْ كانت يده في النار ليس كمَـنْ كانت يده في الماء

وكلا المثلين يصحّان للمقارنة بين مَـنْ يتصدّى لقيادة شعبه بمسؤولية عالية ويتحمّل تبعات قراراته التي يتخذها، فيصيب أحياناً ولا يطلب شكراً على صوابه، ويخطئ حيناً ولا يتنصّل من المسؤولية عن خطئه، وبين متفرج لم يسهم يوماً بأي جهد ويرى في المزايدة على غيره متنفّساً لعجزه، أو مراهق سياسي فَطِن متأخراً لموهبته في القيادة فطمح للقفز لقيادة السفينة دون امتلاك مؤهلات قيادتها، فأخذ يتصيّدُ هفوة من هنا أو زلة من هناك للقيادة القائمة، فغدا بذلك أضحوكةً وهو يتخبّط في شرّ تناقضاته وانتقاداته العقيمة.

أخيراً فإن كل أعمال السياسة والنضال ومقاومة المحتل هي أفعال بشرية قابلة للتقييم والتقويم وخاصة عندما تغدوا كلفة البذار أعلى بكثير من ناتج الحصاد!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى