أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – نتنياهو وغانتس نحو تسوية تبعد شبح الانتخابات

علي ابو حبلة – 25/8/2020

أعلن نتنياهو عن قبوله عرضًا من حزب «حزب أزرق» يمنع حل الكنيست. وقال: من منطلق المسؤولية الوطنية قررت قبول اقتراح التسوية لعضو الكنيست هاوزر بتأجيل إقرار الميزانية 100 يوم لحين التوصل لحلول. وأكد نتنياهو، حان وقت الوحدة وليس الانتخابات، ويجب إيقاف الحكومة داخل الحكومة. وأضاف، أفهم أن بيني غانتس وافق على حل الوسط الذي اقترحه هاوزر، إذا عملنا معا سيتم تنفيذ الخطط والاتفاقيات وهذا يعتمد عليه، ليس لدي أي نية لتعيين مدعي عام للدولة. يأتي ذلك مع الموعد القانوني لجلسة الكنيست  الاثنين 24/8/2020 لإقرار الميزانية ألعامه وإما لحل الكنيست

وسقوط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة هي الرابعة خلال 18 شهراً، قَدّم رئيس لجنة الأمن والخارجية في « الكنيست» ، تسفيكا هاوزر، يوم السبت، مقترحاً لتسوية أزمة الميزانية التي تعصف بالائتلاف الحكومي الراهن، في محاولة لتلافي السيناريو الثاني؛ إذ ينصّ القانون على أنه في حال عدم المصادقة على الميزانية العامة خلال 100 يوم من تأليف الحكومة، فإن « الكنيست» يحلّ نفسه تلقائياً، لتتمّ الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وفي ردود فعل أولية، لاقى مقترح هاوزر ترحيباً من حزب « الليكود»  ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فيما أعلن رئيس حزب « كاحول لافان»  بيني غانتس أنه يدرسه « بإيجابية» . ويدعو المقترح، الحكومة، إلى أن تصادق على المشروع الذي كانت الهيئة العامة لـ» الكنيست» مرّرته الإثنين الماضي بالقراءة الأولى، والقاضي بتأجيل إقرار الميزانية لمدّة 100 يوم (دون ذلك، تنبغي المصادقة على المشروع في «الكنيست»، بالقراءتين الثانية والثالثة، حتى يصبح نافذاً).

وسط هذا الخلاف ، يتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن الدفع نحو انتخابات مبكرة، واللافت أن كلّاً منهما يحاول تقديم مبرّرات موضوعية لموقفه، إذ سبق أن أشار نتنياهو، قبل أيام، خلال جلسة عقدها «الليكود» ، إلى أنه « في ضوء الوضع الأمني وتفشّي كورونا، إسرائيل لا تريد انتخابات، هي تريد استقراراً» ، فيما شدّد غانتس، أمام كتلته أيضاً (أزرق أبيض)، على أن « إسرائيل بحاجة إلى ميزانية مسؤولة وبعيدة الأجل» ، معتبراً أن « الذهاب إلى انتخابات رابعة خلال عام هو إنفاق للمليارات على يافطات ونشرات سياسية، ويعبّر عن عدم مسؤولية وطنية، ويتجاهل إرادة الشعب» . هكذا، يبدو واضحاً أن نتنياهو وغانتس يستنفدان هامش المناورة السياسية، في ظلّ حرص متبادل على إظهار التعنّت في المواقف بهدف وضع الآخر بين خيارين: إمّا التنازل والتوصّل إلى صيغة توافقية تخرج الجميع من المأزق أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

يعلم نتنياهو أن الذهاب إلى انتخابات مبكرة قد لا يكون مربحاً له في هذا التوقيت، لكن المصادقة على الميزانية لسنتين ستسلبه في المقابل الورقة الأساسية التي يمكن أن تمثّل مبرّراً لإجراء انتخابات جديدة بعد عام. والجدير ذكره، ، أن تحدّيات قضائية وقانونية تنتظر نتنياهو في المدى المنظور، إذ يستعدّ لمواجهة استحقاق بدء محاكمته في كانون الثاني/ يناير المقبل، وقرار المحكمة العليا حول إمكانية مواصلته تأدية مهامه بكامل الصلاحيات خلال محاكمته. وتلك استحقاقات يبدو واضحاً أنها تكمن في خلفيات مواقف رئيس الحكومة، وتكتيكاته التي يستهدف من خلالها المحافظة على منصبه، وتوفير الحصانة التي تحميه من أيّ إجراء لاحق.

في المقابل، يريد غانتس أن يسلب نتنياهو ورقة الميزانية، بعدما أيقن أنه لن يتولّى رئاسة الحكومة بأيّ حال من الأحوال، وبالتالي فَلْتُجْرَ الانتخابات الآن أفضل من أن تجري بتوقيت نتنياهو. أما في حال التوصّل إلى مخرج قانوني يفضي  إلى التعديل المقترح من قِبَل هاوزر، وهو أمر مرجّح حتى الآن، نتيجته تاجيل استحقاق الميزانية ، مع استمرار الخلاف السياسي  دون الوصول حدّ إطاحة الحكومة. وبات في حكم المؤكد النزول عن شجرة المواقف عالية السقف ، بدءاً من كورونا وتفاقم الصعوبات الاقتصادية، وصولاً إلى الوضع الإقليمي.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى