أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – نتائج الانتخابات تشير للذهاب إلى انتخابات خامسة

علي ابو حبلة – 27/3/2021

يُجمع المراقبون الإسرائيليون على أن نتائج الانتخابات لن تمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من تشكيل حكومة جديدة، ومن من المرجح عودة الإسرائيليين لصناديق الاقتراع بعد عدة أشهر. وكانت انتخابات جرت في إبريل/نيسان 2019 قد انتهت دون تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة، فجَرت انتخابات أخرى في سبتمبر/أيلول من ذات العام وانتهت الى نفس النتيجة. ونتج عن الانتخابات الثالثة التي جرت في مارس/آذار 2020، حكومة تناوب بين نتنياهو وزعيم حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس، غير أن هذه الحكومة سقطت قبل أن تبدأ ولاية غانتس، وتم حل الكنيست.

راهن رئيس الوزراء نتنياهو على نتائج الانتخابات الرابعة لإنقاذ نفسه ، الذي يقول المراقبون إنه يريد البقاء في الحكم لتفادي إدانته بتهم الفساد.وتنظر المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس الشرقية، في لائحة اتهام ضد نتنياهو، تتضمن تهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة. وقال أنطوان شلحت، الخبير ومحلل الشؤون الإسرائيلية، في حديث لوكالة الأناضول إن «احتمال أن تؤدي الانتخابات الإسرائيلية القريبة إلى جولة خامسة هو سيناريو وارد بقوة، ربما ليس أقل من السيناريوهين المرتقبين، وهما استمرار حكم نتنياهو أو عدم استمراره». موضحا : «السبب الجوهري الذي أدى إلى ذهاب إسرائيل نحو 4 جولات انتخابية خلال أقل من سنتين ما زال قائما، وهو سعي نتنياهو للبقاء في الحكم وإحباط محاولة محاكمته بشبهات فساد».

وفي هذا الصدد قالت الإذاعة الاسرائيلية، إن الاحتلال قد يذهب الى جولة انتخابات خامسة بسبب عدم تمكن أي من المعسكرات المتنافسة على الوصول الى نسبة الحسم. ويتوقع أن تتسبب أصوات المغلفات المضاعفة بتنقل المقاعد بين الأحزاب الـ13 التي تجاوزت نسبة الحسم، ويراهن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الحصول على مقعدين إضافيين على الأقل لمعسكره، ليتمكن تشكيل حكومة يمين متطرفه تعتمد على 61 من أعضاء الكنيست، دون أن يكون بحاجة إلى دعم ولو حتى من الخارج للقائمة الموحدة.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أعلن نتانياهو (71 عاماً) عن «فوز ضخم» لتيار اليمين وحزبه الليكود، ولم يكرر مزاعمه هذه في كلمة ألقاها على حشد من أعضاء حزب ليكود وقال فقط أن العدد المتوقع لمقاعد الحزب في البرلمان في حدود 30 مقعداً واصفا ذلك بأنه «إنجاز عظيم». وأعرب عن أمله في تشكيل «حكومة يمينة مستقرة».

وربما يضطر نتانياهو إلى استمالة الأحزاب الدينية اليهودية التي شاركت في حكوماته السابقة وكذلك أحزاب يمينية وربما حزباً عربياً إسلامياً محافظاً لم يستبعد العمل مع نتانياهو. وهناك توقعات ترجح كفة منافسه القومي المتشدد نفتالي بينيت الذي عمل ذات يوم وزيراً للدفاع في حكومته. ويؤيد بينيت ضم أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وسيحتاج نتنياهو إلى أن يدعمه بينيت لتشكيل ائتلاف يتمتع بالأغلبية.

حكومة يشكلها بينت من المرجح أن تختلف مع حكومة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بشأن قضايا مثل الدولة الفلسطينية وتعامل واشنطن مع إيران العدو اللدود لإسرائيل بسبب برنامجها النووي. ووفق محللين يرفض لابيد المشاركة في حكومة بقيادة نتانياهو. وتعني النتائج حصول كتلة الأحزاب اليمينية المؤيدة لنتانياهو إجمالاً على 56 مقعداً، في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، مقابل 57 لمن يرغبون في الإطاحة بنتنياهو. ان أي ائتلاف حكومي سينقذ إسرائيل من التوجه إلى انتخابات خامسة؟ لكن سيعقد عملية التسوية التي تسعى ادارة بايدن لتحقيقها بين الفلسطينيين وإسرائيل تفضي إلى تحقيق رؤية الدولتين وربما تقود الى تدهور العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى