علي ابو حبلة يكتب – انتخابات رابعة بإسرائيل .. فهل انتهى عصر نتنياهو
علي ابو حبلة – 28/12/2020
انفراط حكومة الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو بعد حل الكنيست نفسه لعدم نجاح الليكود وازرق ابيض من تمرير الميزانية ، ، وبدء العد التنازلي لانتخابات جديدة ستكون الرابعة خلال عامين؛ يرى مراقبون أن التنافس الكبير في هذه الانتخابات سيكون داخل أطياف اليمين الإسرائيلي في ظل التراجع الكبير لأحزاب اليسار. فمن جهته، يسعى نتنياهو -الذي يواجه محاكمة بتهم فساد- إلى تشكيل حكومة تضمن تحصينه من المحاكمة، وتمنع الزج به في السجن في حال أنهى مسيرته السياسية، في مواجهة قناعة تشكلت في معسكر اليمين ترى ضرورة استبداله.
وشكل انشقاق الوزير السابق جدعون ساعر عن الليكود، وخوض الانتخابات بحزب يميني يسعى للحفاظ على يهودية وديمقراطية الدولة وتحصينها من ثقافة الفساد؛ ضربه قاصمه لنتنياهو الذي لُقب «بملك إسرائيل» لتقلده مقاليد الحكم لعقد ونيف العقد، ويواجه في هذه المرحلة تحديات مصيرية داخل معسكر اليمين.
ووسط هذه المتغيرات والتحديات، يجمع المحللون على أن نتنياهو نجح -في العامين الأخيرين- في «شخصنة» الخارطة السياسية والحزبية بإسرائيل، حيث تحولت الحلبة السياسية والحكومة إلى رهينة بيده ووفق مصالحه الشخصية، وسط تغييب شبه تام للقضايا الملحة والتحديات الأمنية الإقليمية التي تشكل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي، رغم اتفاقيات التطبيع مع دول عربية وخليجية، بترحيل حل القضية الفلسطينية إلى المجهول.
بعد تنقلات سياسيين من حزب إلى آخر، التي شهدها الأسبوع الحالي، توقعت تقارير أن يعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، بداية الأسبوع المقبل، عن قراره بشأن الدخول إلى الحلبة السياسية، وفي هذه الحالة إلى أي حزب سينضم، أو البقاء خارج هذه الحلبة. وأشارت صحيفة «يسرائيل هيوم» إلى أن رئيس حزب «أمل جديد»، جدعون ساعر، الذي انشق عن حزب الليكود قبل أسبوعين، وبات يهدد حكم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في الاستطلاعات على الأقل، يمارس ضغوطا على آيزنكوت كي ينضم هو الآخر إلى حزبه.
وباتت السمه الابرز للانتخابات الرابعة التي ستجرى في 23 مارس/آذار المقبل بالنسبة لكل ناخب وتيار سياسي ستكون: هل أنت مع أو ضد بقاء نتنياهو في الحكم الذي عمد على تسويق ذاته كضحية يُلاحق سياسيا بأروقة المحاكم من قبل الجهاز القضائي، الذي يحاول السيطرة عليه وتقويض صلاحياته؛ بهدف ضمان عدم استمرار محاكمته وتفادي الزج به وراء القضبان.
اليمين الصهيوني يرى في جدعون ساعر المنقذ للديمقراطية الإسرائيلية من ثقافة الفساد التي كرّسها نتنياهو (رويترز) وأكد الإعلامي الإسرائيلي المختص في الشؤون العربية والفلسطينية « يواف شطيرن « أن إسرائيل ذاهبة لانتخابات رابعة لسبب وحيد، وهو اعتبارات نتنياهو الشخصية، الذي يريد التهرب من القضاء والمحاكمة بتهم الفساد التي يواجهها. إن «الانتخابات الرابعة تجرى وسط انشقاق داخل حزب الليكود، وتشكيل ساعر لحزب جديد، وهي الحالة التي لم تكن في السابق، وهو ما يتم التعويل عليه لاستبدال نتنياهو مع بقاء اليمين في الحكم، كما أن نتنياهو عمد سابقا إلى مواجهة ومنافسة قيادات محسوبة على معسكري المركز واليسار، ولكنه لأول مرة ينافس شخصيات من معسكر اليمين».
وفي ظل هذا المستجدات والمتغيرات يشير شلحت إلى أن الأسئلة التي تطرح هي: هل حزب ساعر سيجذب أصواتا من القواعد الانتخابية الداعمة لليكود ونتنياهو؟ وهل حسم الصندوق يشكل بديلا لنتنياهو؟ وهي الأسئلة التي تزيد المشهد السياسي الإسرائيلي ضبابية، وستبقى دون أجوبة إلى ما بعد الانتخابات، وذلك رغم أن قيادات بمعسكر اليمين صرحت بأنها لن تكون شريكة مع نتنياهو في حكومة مستقبلية؛ بسبب تهم الفساد التي يواجهها، لكن الذهاب لانتخابات رابعة في أقل من عامين مؤشر قوي لبداية نهاية عصر نتنياهو.