أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – المسجد الأقصى وخطر التقسيم الزماني والمكاني

علي ابو حبلة – 19/11/2020

في خطوات متتابعة تسعى حكومة الاحتلال الصهيوني لتغيير الديموغرافية الفلسطينية والجيوسياسي سعيا لافشال مخطط رؤية الدولتين وقد شهدنا نشاطا غير مسبوق باقرار خطط التوسع الاستيطاني ومصادرة الاراضي  والاعلان بناء الالاف الوحدات السكنية والمستوطنة التي اعلنت حكومة نتنياهو عن الشروع باقامتها وتقع بين شمال القدس وبيت تفصل الضفة الغربية عن القدس وتحول مناطق الضفة الغربية الى كنتونات يستحيل معها اقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا ، المخطط الاستيطاني هو تنفيذ لمخطط صفقة القرن من جانب ،وتاتي زيارة بومبيو لمستوطنة بسغاف ضمن جهود ادارة ترمب لاضفاء شرعية على المستوطنات الغير شرعية وعقبات يتم وضعها امام جو بايدن للحيلولة دون تمكنه من اعادة مسار المفاوضات ايام اوباما حيث كان بايدن يشغل نائب الرئيس في تلك الحقبة.

واستغلالا للفترة المتبقية يسعى المستوطنون للمس بمكانة ورمزية واهمية المسجد الاقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا كما هو الحال في المسجد الابراهيمي وبعد ان فشلت محاولات وضع الابواب الالكترونية على مداخل المسجد الاقصى توجهت « جماعات المعبد برسالة الى وزير الامن الداخلي في حكومة الاحتلال عمير اوحانا تطالب فيها باتخاذ الساحة الشرقية للاقصى مدرسة توراتية دائمة».

وطالبت فيها بالسماح لأتباع المدارس الدينية بأن يقضوا كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك. وبحسب ما تفرضه شرطة الاحتلال حالياً فإن أتباع تلك الجماعات يقتحمون الأقصى ضمن مسار محدد تمشي فيه المجموعات بمرافقة شرطة الاحتلال، وهذا الطلب يحاول تحويل شكل الاقتحام من المشي والحركة إلى التمركز والمكوث لفترة طويلة ما بين الساعة السابعة والعاشرة والنصف صباحاً، وما بين الساعة الثانية عشرة والنصف وحتى الساعة الثانية من بعد الظهر.

ويهدف هذا الطلب إلى استغلال أوقات الاقتحام التي تفرضها شرطة الاحتلال إلى الحد الأقصى، بحيث يصبح دوام المدارس الدينية اليهودية داخل الأقصى لمدة خمس ساعات يومياً، بلغة أخرى أن يصبح الأقصى «حرم التدريس» الخاص بتلك المدارس، وهو يمهد لاحقاً لإدخال الكتب ولفائف التوراة والكراسي، ومن ثم المطالبة بمظلات بلاستيكية على غرار تلك المنصوبة في ساحة البراق، وهو ما يؤسس مساراً جديداً للتقسيم المكاني للأقصى واقتطاع ساحته الشرقية بعد أن فشل الرهان الذي استمر 16 عاماً على اقتطاع مصلى باب الرحمة كنقطة انطلاق للتقسيم المكاني.

وقد أكدت تلك الجماعات في رسالتها على أنها لا تعترف بالأوقات المحددة لليهود، وترى فيها «تمييزاً ضد اليهود» تمارسه شرطة الاحتلال في الأقصى، وبأن الأصل أن يُسمح لأتباع تلك المدارس أن يقضوا أوقاتهم على مدار اليوم في الأقصى، إلا أنها تقصر طلبها الحالي على تمكينهم من الدراسة خلال الأوقات المفروضة حالياً. يذكر أن مؤسسة تراث جبل المعبد قد تحولت إلى مؤسسة مركزية داخل جسم اتحاد منظمات جبل المعبد بعد تولي المتطرف تومي نيساني لإدارتها..

اليمين الصهيوني يدرك مخاطر هذا التقسيم وتداعياته التي تؤجج لصراع ديني في المنطقه لما للمسجد الاقصى من اهمية دينية وهو جزء من عقيدة المسلمين ويكتسب اهميه قصوى  في الدول الاسلامية والعربية وعليه فان العالم مطالب لوضع حد لسياسية الجموح الاسرائيلي ومخاطرها على المنطقه برمتها وان التعرض للمسجد الاقصى يؤسس لحرب صليبية ثالثة ويعرض امن  المنطقه برمتها للخطر ويساهم في زيادة التطرف للرد على التطرف والارهاب لليمين الفاشي الصهيوني ، اضافة لما يشكله ذلك من خرق فاضح للاتفاقيات الموقعة ومن تحد صارخ وتمرد على قرارات الامم المتحدة وجميعها تؤكد على عدم التعرض للاماكن المقدسة وتعتبر القدس الشرقية اراضي محتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى