أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب –  الاحتلال الصهيوني يخطط لعزل المسجد الأقصى

علي ابو حبلة – 17/5/2021

المشاريع الاستيطانية التي تأتي في سياق تهويد مدينة القدس وطمس معالمها نفذتها المنظمات الصهيونية طيلة أكثر من خمسين عاما لطمس معالم وحضارة القدس العربية والاسلاميه ، بقي المسجد الأقصى المبارك متصدرًا مشهديه المدينة المحتلة الثقافية والعمرانية والحضارية، ومثلت هذه المشهدية عقده و عقبة أمام الاحتلال الصهيوني ، الذي يسعى بشكلٍ محموم إلى تغيير طبيعة هذه المنطقة عبر بناء العديد من الكنس اليهودية والمشاريع التهويدية.

وفي محاولات الاحتلال وخططه التي تهدف لاستحداث هوية يهودية جديدة تحاول بكل ما أوتيت من قوه لتغيير معالم المسجد الأقصى بصريًّا وحضاريًّا، وضمن مخططها استهداف المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، ولا يقف هذا الاستهداف عند الحفريات أسفل المسجد وفي محيطه فقط، بل نفذت سلطات الاحتلال في السنوات الماضية العديد من المشروعات التهويدية، التي تشرف عليها مؤسسات الاحتلال الرسمية وغير الرسمية، وتسعى إلى استحداث «هوية يهودية» يريدها الاحتلال أن تكون الصبغة المهيمنة على القدس وفي سبيل تحقيق مخططه يسعى لإخراج المقدسيين من محيط المسجد الأقصى ضمن سياسية التطهير العرقي وسياسة الفصل العنصري ضمن أهداف الاحتلال ومخططه لتهويد محيط الأقصى ، وتهدف الأبنية والمشاريع بشكل رئيسي إلى تسهيل وصول أكبر أعداد من المستوطنين إلى محيط المسجد ومن ثم إليه، وما ينبني على هذه الخطوة من إدارة عمليات اقتحام الأقصى، وجعل محيط المسجد يعج بأعداد من المستوطنين، الذين يقدمون لأهدافٍ سياحية ودينية.

فقد كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الاحتلال الإسرائيلي يكثف من أعماله الاستيطانية حول المسجد الأقصى المبارك، خاصة في منطقة رأس العامود المطلة على الأقصى. وأن الاحتلال يكثف من أعماله في المنطقة الاستيطانية ببلدة رأس العامود وأن أعمال ترميم وأعمار وبناء تتم في منطقتين متقابلتين برأس العامود في المستوطنة التي يطلق عليها الاحتلال مستوطنة «معالي هزيتيم». وقالت إن أغلب البؤر والمشاريع الاستيطانية تكون في أعالي الهضاب المحيطة بالمسجد، في منطقة الطور من الجهة الشرقية ومنطقة قلعة القدس من الجهة الغربية، بالإضافة إلى مشاريع التهويد ببلدة سلوان جنوب الأقصى واستكمال بناء خط القطار الخفيف من الجهة الشمالية الغربية للبلدة القديمة. وأكدت أن الاحتلال يسعى إلى ضرب حزام استيطاني حول الأقصى، في محاولة لعزل وخنق المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة التي تعتبر خط الدفاع الأول عنه. وكشفت المؤسسة عن أعمال استيطانية تتم في موقعين متقابلين يفصلها شارع قريبًا من الدوار مدخل بلدة رأس العامود. الموقع الأول الذي تنفذ فيه الأعمال يقع عن يسار الشارع للداخل من اليمين، حيث تنفّذ أعمال بناء وترميم واسعة وشاملة تجرى في جميع البنايات التي كانت تستعمل كمحطة شرطة إسرائيلية مركزية برأس العامود إلى ما قبل نحو سنتين والتي كانت عبارة عن بنايات تابعة للأردن قبل الاحتلال عام 1967. وشددت المؤسسة على أن هذه الأرض مملوكة لعائلات مقدسية. ولوحظ وجود عدد من العمال يقومون بأعمال بناء وأعمال تشطيب تمهيدية واسعة في عشرات الشقق والمتوزعة على عدة بنايات وكل بناية تتكون من عدة طوابق، وتجري هذه الأعمال الواسعة وسط حراسة مشددة. أما الموقع الثاني الذي تتم فيه أعمال بناء جديدة فيقع يمين الشارع، ويقوم الاحتلال ببناء عدة بنايات جديدة واسعة وعالية تطل على المسجد الأقصى، وهو ما أعلن عنه عبر مواقع إلكترونية تابعة لبعض المنظمات الاستيطانية التهويدية. وان احتفالات المستوطنين بيوم القدس اليهودي يمهد الى إسكان مئات المستوطنين اليهود في هذه العمارات الجديدة ستضاف إلى العمارات الاستيطانية بجوارها، في حين يوجد مخطط لربط بين الموقعين الاستيطانيين على جانبي الشارع بجسر كبير وطويل. ويشار إلى أن أغلب المشاريع الاستيطانية تقام على أعالي الهضاب المطلة والمحيطة بالأقصى، بالإضافة إلى الموقع الاستيطاني المذكور، فهناك بؤرة استيطانية إضافية بمنطقة جبل الطور في طلعة الصوانة أو ما يسمى بمستوطنة «بيت أوروت»، من الجهة الشرقية المطلة على الأقصى. وفي 9 يوليو/ تموز 2020 وضعت «جماعات المعبد» مجسمًا لـ»المعبد» المزعوم عند مدخل باب المغاربة في السور الغربي للأقصى، وهو الباب المخصص لاقتحامات المستوطنين اليهود و»السياح». ونُصب المجسم بجانب العريشة الدائمة التي وُضعت في «عيد العُرش» اليهودي عام 2018، و»التي باتت اليوم أقرب إلى استراحة ونقطة خدمات وضيافة للمقتحمين عند باب المغاربة». تعوّل «جماعات المعبد» على هذا المجسم وغيره لتعبئة جمهور المقتحمين بأفكار «إعادة بناء المعبد»، وإزالة المسجد الأقصى من الوجود. وتحيط بالمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة نحو سبع «حدائق توراتية» تشكل حزامًا حولها، وبحسب معطيات مقدسية تعود فكرة الحدائق «التوراتية» إلى سبعينيات القرن الماضي، ولكنها تصاعدت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، يهدف الاحتلال عبرها إلى منع أي وجود فلسطيني في محيط الأقصى، إضافةً إلى فرض سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي بذريعة إقامة هذه الحدائق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى