أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – إسرائيل في معادلة الصراع في الشرق الأوسط

علي ابو حبلة – 3/11/2020

صفقة القرن وفق مضمونها أن إسرائيل جزء لا يتجزأ من منظومة الشرق الأوسط الجديد حيث سعت إدارة ترمب لترسيخها كأمر ، وذلك وفق  عملية الفرز السياسي للقوى في الشرق الأوسط  التي تشهد صراعا سياسيا قد يؤدي إلى تفجر الصراع في المنطقة اذا فاز ترمب بولايه ثانيه ، إذ أن جميع المؤشرات تشير إلى أن  هذا الصراع  ينحصر اليوم في محورين محور تقوده الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ومحور آخر يضم كلا من سوريا وإيران وحزب الله وقوى المقاومة المؤتلفة مع هذا المحور.

إن محاولة أمريكا وحلفائها إعادة تشكيل  التحالفات الإقليمية وفق ما يحقق أهدافها ومصالحها وبما يحقق أمن اسرائيل في المنطقة  وذلك من خلال إعادة صياغة التحالفات في المنطقة بحيث تتبوأ  « إسرائيل « المنطقة تحت مظلة حماية المنطقة من الخطر الإيراني المتمدد بنتيجة الفراغ الذي تركه انسحاب القوات الامريكية من العراق  نهاية العام الحالي حيث النفوذ الإيراني في العراق من خلال قوى متحالفة مع إيران وأن سوريا اليوم بموقعها وتحالفها مع إيران تشكل عقبة أمام هذا المحور المستجد تحالفاته الامريكية والإقليمية.

سوريا هي في مواجهة  الضغوط  الاقتصادية وما تتعرض له من تداعيات قانون القيصر الا ضمن محاولات مسعى أمريكي يهدف إلى   فك تحالفها  مع إيران وحزب الله وإخضاعها  للشروط الامريكية الأوروبية  من اجل السير في ركاب ما يخطط للمنطقة بهدف تأمين الحماية للأمن الإسرائيلي في ظل تلك المستجدات في تغير موازين القوى.

إن الجبهة الشمالية والتي يشكل عماد القوة فيها ما يملكه حزب الله من مخزون استراتيجي من الصواريخ البعيدة المدى من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل وعليه  ، المنطقة  تشهد تطورات وتغيرات في خريطة التحالفات الإقليمية والتي بنتيجتها سيتم إعادة قولبة هذا الصراع ، خاصة وأن محور الصراع القادم ومعادلته في موقع إسرائيل من هذا الصراع القادم حيث مؤشرات الوضع تشير إلى الاستعدادات الاسرائيليه لمحاولة ضرب المفاعل النووي الإيراني  والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم إن كان بإمكان إسرائيل ضرب المفاعل النووي الإيراني ؟؟؟ هل سيكون بمقدور إسرائيل ضرب إيران، وماهية نتائج أية محاولة إسرائيلية وانعكاساتها  على المنطقة برمتها نظرا لإمكانية إيران وقدراتها العسكرية وما تملكه من قدره على تحريك حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم سوريا وحزب الله وقوى  متحالفه مع ايران في المنطقة؟ وما هي إمكانيات إيران في  حال تم توجيه ضربات عسكرية لسوريا تستهدف مفاصل مهمة  وقدرة سوريا بالرد على أية محاولة للاعتداء  عليها بهدف استهداف النظام كل المؤشرات تشير إلى أن إسرائيل ستكون محور الصراع القادم لان من شان محاولات إسرائيل لضرب المفاعل النووي الإيراني أو محاولات ضرب سوريا لاستهداف النظام سينعكس الأمر بمردوده على إسرائيل التي ستكون محور تفجر الوضع برمته بحيث محور الصراع في حقيقته وثقله هو بالحرب مع إسرائيل وبإشعال الجبهات القتالية مع إسرائيل وبخاصة الجبهة اللبنانية والسورية وغزه الأمر الذي سيحدث زلزالا مدويا ينعكس بنتائجه على المنطقة وعلى معادلة الصراع القادم ما يعني أن إسرائيل هي معادلة هذا الصراع.

إن قادم الأشهر ستحدد ملامح الصراع وستحدد موقع إسرائيل من هذا الصراع وموقفها من القضية الفلسطينية والحل مع الفلسطينيين إذ إن تمسك إسرائيل بالاحتلال وبالاستيطان وبرفض الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية ستكون من عوامل تفجر الصراع القادم الذي سيحدد خريطة المنطقة وتحالفاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى