#أقلام وأراءشخصيات

عبدالحميد القدسي

الاخ والصديق القائد الفتحاوي المؤسس عبدالحميد القدسي في ذمة الله

لأنه احد القادة المؤسسين .. لأنه واحدا من اولئك القادة الذين صنعوا تاريخا بتضحياتهم .. لأنه طاقة ثورية وابداعية نضالية لا تتكرر، لذلك لم يكن من الممكن ان يمر خبر وفاة الثائر والمناضل الكبير عبد الحميد القدسي “ابو ثائر” مررو الكرام، فرحيله يعني فقدان ذاكرة بدايات الثورة وصندوق اسرار رحلة القائد الرمز ياسر عرفات الاولى الى الارض المحتلة بعد حرب 1967م.

لقد تلقيت بمزيد من الحزن والاسى اليوم 4-3-2025م نبأ ترجل فارس من فرسان الثورة، احد مناضلي الزمن الثوري الاصيل، بعد حياة آثر فيها على نفسه كثيرا من اجل الثورة الفلسطينية، وحرية الشعب الفلسطيني، والذي استمر على درب الثورة مناضلا مضحيا من اجل فلسطين، حتى وافته المنية.

لقد شاءت الاقدار ان اتعرف عليه عن قرب لاعتبارات العمل المشترك في بداية الامر، الا اننا جمعتنا صداقة قوية لسنوات طويلة، تعرفت خلالها على شخصية هذا المناضل الكبير الذي لم يترك مجالا نضاليا الا وكان دائما في الصدارة، غير مباليا بأية عواقب من الممكن ان تقع على عاتقه، وفي 26/7/1967م وبناءا على قرار قيادة حركة فتح تم تكليف الاخ ياسر عرفات “ابو عمار” بالانتقال الى الارض المحتلة لترتيب اوضاع حركة فتح في الارض المحتلة، وقام الاخ ابو عمار باختيار 14 مناضلا لمرافقته في رحلته التاريخية وكان منهم عبدالحميد أحمد حسن القدسي، وانطلقت المجموعة الى الارض المحتلة ووصلت إلى الضفة الغربية وتحديدا طوباس ثم قباطية حيث التقوا مع الأخ / خطاب أبو الرب ثم توجهوا إلى جنين، ثم انتقلوا إلى نابلس، ثم غادروا إلى رام الله ثم إلى القدس حيث لاحظ عبد الحميد القدسي ان الاستخبارات الإسرائيلية كانت تلاحقهم، فأبلغ الأخ / أبو عمار أن يدخل إلى منزل أرضي ويخرج من الجهة الأخرى، وقام “ابو ثائر” بالهرب بسيارته للتغطية على انسحاب الأخ / أبو عمار، وبعد مطاردته من قوات الاحتلال تم أسره واقتيد إلى سجن المسكوبية في القدس، ليضرب بذلك فقيدنا الراحل عبد الحميد القدسي اعظم صفات الايثار والتضحية من اجل مسيرة الثورة الفلسطينية والتي كانت في بداياتها، فقد تحقق الهدف الاهم بالنسبة له حيث استطاع الاخ ابو عمار الافلات من ملاحقة قوات الاحتلال، حيث توجه من القدس الى منزل اللواء كايد يوسف “ابو نشأت” في منطقة بيت فجار قضاء بيت لحم، ثم يتوجه الى الاردن، ليواصل مسيرة الثورة.

لقد كان القائد المؤسس ابو ثائر القدسي من الكوادر التاريخية والمؤسسة لحركة فتح وقوات العاصفة وصاحب التجربة في كافة ميادين النضال، فقد امضى في معتقلات اسرائيل سبع سنوات ونصف، حيث تم الإفراج عنه في شهر تموز عام 1975م، وتوجه الى سورية والتحق بمعسكر الهامة، وعمل في جهاز الارض المحتلة – القطاع الغربي، تحت قيادة القائد خليل الوزير “ابو جهاد”، وكان من أركان قيادة الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م.

كان دائماً في المقدمة سواء على أرض الوطن وفي المعتقل وترك بصمات لكل الأجيال، وفي العمل الحكومي، وفي كل مواقع المسؤولية التي تولاها، وهو ما جعله خالدا في ذاكرة شعبنا، فقد تم تعيينه بعد اقامة السلطة الفلسطينية عام 1994م ، وكيلا لوزارة التموين في أول حكومة للسلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن وبقى حتى تقاعده، واستمر في عطائه حيث اختير عضوا في المجلس الاستشاري لحركة فتح.

وفي هذه المناسبة الحزينة اذ نودع قائدا وطنيا كبيرا صاحب مسيره نضالية عريقة، لم يتوان ابدا عن خدمة ابناء شعبه وقضيته، وكان مثالاً للالتزام والشجاعة، نتقدم من الشعب الفلسطيني، وابناء حركة فتح وعائلة الفقيد الراحل، باحر التعازي داعين الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان، وسنظل على عهد المناضلين حتى تحرير ارضنا وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب”

السيرة الذاتية : 

عبدالحميد أحمد حسن القدسي من مواليد مدينة القدس بتاريخ 13/10/1940م التحق بصفوف حركة فتح منذ الانطلاقة، واعتقل في الأردن نهاية عام 1966م وبقى في سجن الزرقاء المركزي حتى تاريخ 5/6/1967م تعرض خلالها للتعذيب هو وزملائه، بعد الإفراج عنه ذهب إلى سوريا حيث التحق بمعسكر الهامة.

بتاريخ 26/7/1967م شكلت دورية برئاسة الأخ / أبو عمار مع (14) شخص كان من بينهم المناضل / عبدالحميد أحمد حسن القدسي، والتي انطلقت من دمشق إلى منطقة الحمراء داخل الحدود الأردنية والتي وصلت إلى منطقة طوباس ومن ثم إلى قباطية حيث التقوا مع الأخ / خطاب أبو الرب ومن ثم توجهت إلى جنين طرف الأخت الحاجة / تودد عبدالهادي، ومن بعدها انتقلوا إلى نابلس بعد ترتيب الأمور في نابلس، غادروا إلى رام الله ثم إلى القدس وكانت سلطات الاحتلال تقوم بعمليات تمشيط واسعة، حيث كانت الاستخبارات الإسرائيلية تلاحقهم، لأحظ عبدالحميد القدسي أن هنالك من يترصد بهم، فأبلغ الأخ / أبو عمار أن يدخل إلى منزل أرضي ويخرج من الجهة الأخرى، وقام المناضل / عبدالحميد أحمد حسن القدسي بالهرب بسيارته كتغطية لانسحاب الأخ / أبو عمار، وفعلاً فقد لاحقت الاستخبارات الإسرائيلية عبدالحميد القدسي بعد مطاردة وتم أسره، حيث اقتيد إلى سجن لمسكوبية في القدس، أمضى بالمعتقل سبع سنوات ونصف حيث تم الإفراج عنه في شهر تموز عام 1975م.

في تلك الأثناء خرج الأخ / أبو عمار وتحرك من القدس إلى بيت فجار منزل اللواء / كايد يوسف (أبو نشأت).

عمل المناضل / عبدالحميد القدسي في جهاز الأرض المحتلة (القطاع الغربي) مع الشه/يد القائد / أبو جهاد الوزير.

كان من أركان قيادة الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م.

بعد استش/هاد القائد / أبو جهاد كلف من قبل الأخ / أبو عمار بمتابعة مسؤولياته في الدعم أثناء تراكم العمل مع رفاقه، حيث كانت مهمته الدائمة في المجال التعبوي التنظيمي.

كان عضواً في مؤتمرات حركة فتح بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية وهو عضو في المجلس الوطني الفلسطيني.

بعد عودة قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى أرض الوطن عام 1994م وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، عين وكيل وزارة التموين في أول حكومة للسلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن وبقى حتى تقاعده.

المناضل / عبدالحميد أحمد حسن القدسي عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح.

صاحب السيرة العطرة والتاريخ المجيد، الرجل الخلوق الدمث الذي يعكس فتح في أحلى صورها.

كان رجلاً زاهداً في الحياة.

المناضل / عبدالحميد أحمد حسن القدسي (أبو ثائر) قيادي في حركة فتح، وتاريخه حافل بالإنجازات في الأرض المحتلة وهو من قدماء الأسرى المحررين.

كان دائماً في المقدمة سواء على أرض الوطن وفي المعتقل وترك بصمات لكل الأجيال التي اعتقلت من بعده.

لقد قدم للثورة ولم ينتظر أي مقابل من الرعيل الأول ومن الرجال الذين ثبتو وصدقوا.

المناضل / عبدالحميد أحمد حسن القدسي وجوة لن تغيب عن ذاكره شعبنا بتاريخه المشرق، رفيق الش/هيد الرمز / ياسر عرفات.

المناضل / عبدالحميد أحمد حسن القدسي متزوج وله من الأبناء (مجد – ثائر – رامي – ليث).

الرجل الصلب ومن الكوادر التاريخية والمؤسسة لحركة فتح وقوات العاصفة وصاحب التجربة الميدانية النضالية.

فجر يوم الثلاثاء الموافق 4/3/2025م فاضت روحه إلى بارئها في العاصمة الأردنية عمان بعد سنوات قضاها في خدمة فلسطين بكل الظهر الثوري عن عمر يناهز ال (85) عاماً.

تمت الصلاة على جثمانه الطاهر ظهراً في مسجد صبرية الخطيب ومن ثم شيع إلى مأواه الأخير في مقبرة صويلح.

رحم الله المناضل الوطني الكبير / عبدالحميد أحمد حسن القدسي (أبو ثائر) واسكنه فسيح جناته.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى