عباس زكي يكتب – في الذكرى التاسعة والأربعين لرحيل القائد الكبير ابو صبري
بقلم عباس زكي *- 26/7/2020
في الذكرى التاسعة والأربعين لرحيل القائد الاستثنائي الكبير ممدوح صبري صيدم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واحد ابرز أعضاء القيادة العامة لقوات العاصفة تذكرنا بالمغفور له أشياء عديدة …فبمجرد ذكراه العطرة يقف أمامك شاب ممشوق القامة طامحا في حياة كريمة لا يمكن تحقيقها إلا بالاستعداد لتقديم المال والوقت والروح من اجل تحرير الوطن السليب فلسطين .. هكذا قبل أبو صبري التحدي فكان مثالا للضمير الوطني الحر الذي يرفض أن يقف مترددا لإيمانه بقانون فتح بان اقصر الطرق إلى فلسطين هو الكفاح المسلح متجاوزا عملية الهروب نجو اليمين أو اليسار تهربا من دفع الثمن … وكانت الفروسية عنده أن القائد هو الذي يتقدم الصفوف وانه مشروع شهادة فكان أول القادة العابرون النهر إلى فلسطين لرد الاعتبار بعد الهزيمة النكراء لثلاثة جيوش عربية إثر حرب الخامس من حزيران عام 1967 وسقوط سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة بأيدي الصهاينة.
نعم هذا هو ابو صبري الذي كان يردد أن فلسطين شعلة شمس العروبة وبالرصاص والشهداء سنعززها وستكون منارة العزة والكرامة للأمة فكان المقدام الجسور الأمين على حمل الأمانة الثورية الضمانة للتحرير وللعودة والحرية …وهو يدرك أن هذا الطريق مزروع بالألغام والأشواك وبالغ الصعوبة والتعقيد ولكنه يدرك أن لا بديل له من أجل تجسيد حلم كدارس للجغرافيا وحلم كل الأوفياء للقدس وفلسطين بما تمثله من مكانة روحية كمسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيامة السيد المسيح عليه السلام … بوابة الأرض إلى السماء مهد الديانات ومهبط الرسالات السماوية… كان ابو صبري ممن امتلك الثقافة الوطنية المحصنة بالثورة الجزائرية وعقيدتها لانتهاله العلوم العسكرية من كلية شرشال الجزائرية والمحصنة أيضا بالتجربة الثورية الصينية التي يرسم أحفادها في الحزب الشيوعي الصيني الصديق مستقبل العالم بأسره لدراسته في كلية نانكين العسكرية في جمهورية الصين الشعبية ، فامتلك القدرات التي يحتاجها قادة الصف الأول بالإضافة إلى شعوره العميق بمأساة الشعب الفلسطيني والمذابح متعددة الأشكال من العصابات الصهيونية (الهاجاناه,اشتيرن,ارغون ) عندما رفع بن غوريون (شعار) للننصر بالعرب انتصرنا بالرعب… ومن يملك القدس يملك العالم بأسره…. بهذا الفهم صاغ فكره الاجتماعي وعمق وعيه السياسي وتعززت الجوانب المرتبطة بسلوكه الشخصي الذي كان فيه فيضا من المهابة مع عدم الاستخفاف بمدارك وعقول الآخرين وبخاصة مع زملاء المسيرة ويؤمن بالقيادة الجماعية يعمل وفق النظام ويحترم المراتبية ودور المؤسسات كدليل عملي على قدرة استمرار فتح رغم كل العواصف و التحديات.. وكان حريصا على أصحاب المواقف الشجاعة وحتى لو اخطئوا يجد لهم عذرا… شاهدته في معركة الكرامة مقاتلا شرسا يحرضنا على القتال ويصرخ في الفدائيين… ” هكذا كان الشعب الفيتنامي لا ينحني أمام القصف الأمريكي، انتم نواة الأمة وحماة مقدساتها… لكم النصر ولهم الهزيمة والخذلان..” لقد كان أبوصبري تاريخ ثورة رغم الرحيل المبكر وهو في سن الثلاثين، فإلى روحه الخلود.. والى من سار على دربه وتميز كما هو على أبناء جيله المحافظ على ارث والده النضالي المناضل والوزير صبري صيدم الذي احتل موقع والده في اللجنة المركزية لفتح في المؤتمر العام السابع، ووالدته جميلة صيدم رمز الطهر والصبر والحفاظ على العهد.. حملت الهم الشخصي و الوطني ومثلت حياتها قضية نجاح لتمايزها في الأداء في المواقع التي شغلتها عبر الانتخابات في المجالس(الثوري,التشريعي,الوطني) بالإضافة إلى الاتحادات النقابية ودور المرأة… فكانت صاحبة رأي وموقف لا يأخذها في الحق لومة لائم… ويكفيها فخرا ما نراه في نجلها القائد صبري ونسرين وحفيدها جواد… فالرحمة إلى روحها الطاهرة والبقاء والنجاح لحملة الإرث النضالي الكبير…
*عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية .