أقلام وأراء

عباس زكي يكتب – الذكرى الخامسة والأربعون ليوم الأرض المجيد

عباس زكي* – 31/3/2021

في مثل هذا اليوم الثلاثين من آذار/ مارس من عام 1976 انتفض شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر ضد سياسة القهر والظلم التي مارستها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 على حساب حقوق أصحاب الأرض الأصليين.

وانطلق شعبنا شامخا في الجليل والمثلث والنقب رافضا سياسة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية واقتـــلاع شعبنا من أرضه وتهجيره من قراه.. فقد أقدمـــت سلطـــات الاحتلال الإسرائيلـــي علـــى الاستيـــــلاء علـى نحو 21 ألـف دونـم من أراضي قرى الجليل، وكان أبرزها (عرابة البطوف، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد) في إطار خطة صهيونية تهدف إلى تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب وإقامة المزيد من المستعمرات الصهيونية في هذه المناطق، ما أدى إلى إعلان الإضراب الشامل في القرى العربية في الجليل ومناطق المثلث، والذي أدى إلى إقدام قوات الاحتلال على استخدام القوة لفض الإضراب من خلال إطلاق الرصاص بشكل وحشي ضد المنتفضين المدنيين، ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وجرح تسعة وأربعين واعتقال نحو ثلاثمائة، فأصبح يوم الثلاثين من آذار/ مارس من كل عام يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، ورمزا لمقاومة السياسة الاستيطانية الاستعمارية التي تستهدف الأرض وتهويدها وسياسة القتل لأبناء شعبنا واقتلاعه من أرضه وتهجيره. لذلك جاء الثلاثون من آذار عام 1976 ليسجل وقفة عز بطوليّة في تاريخ شعبنا الذي لم ولن يفرط بذرة تراب وحبة رمل من وطنه على مدى نضاله الطويل، فكان يوم الأرض محطة كرامة وطنية تسجل لهذا الشعب العظيم الذي لم يتخل عن أرضه وسيبقى متشبثا وصامدا على أرضه مادام هناك احتلال مؤمنين بما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).

إن الثلاثين من آذار / مارس عام 1976 وما شهده من هبة جماهيرية لشعبنا في الجليل والمثلث وضع شعبنا الفلسطيني العربي داخل فلسطين التاريخية في مرحلة نضالية جديدة تبعها إنجازات كبيرة حققها شعبنا بالداخل، إضافة إلى ذلك أصبحت هذه الذكرى مناسبة وطنية لكل أبناء شعبنا وعلى مستوى الأمتين العربية والإسلامية وما تبع هذا اليوم من أحداث دامية وإجرامية قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم كشف القناع الحقيقي لوجه هذا الكيان الغاصب الذي مارس وما زال يمارس أعلى درجات التمييز العنصري في العالم.. سيبقى شعبنا صامدا على أرضه ويقف ندا وشجاعا في وجه كل محاولات العدو الصهيوني التي تستهدف محو وطمس الهوية الوطنية لشعبنا، وسيبقى حاملا لراية النضال مرفوعة عالية وشامخة جيلا بعد جيل وسيستمر نضاله موجة تلو موجة حتى تحقيق مشروعه الوطني المتمثل بحق عودته إلى أرضه وحقه في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

*عضو اللجنة المركزية لحركة فتح- المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى