عاموس يدلين – 6 ساحات، لحظة اختبار للقيادة الاسرائيلية
بقلم : عاموس يدلين، يديعوت 5/10/2018
في مستهل الربع الاخير من العام 2018 تقف اسرائيل أمام تحديات أمنية في 6 ساحات: النووي الايراني؛ مساعي التموضع الايراني في سوريا وفي لبنان (مع التشديد على مشروع “دقة الصواريخ”)؛ توريد بطاريات اس300 لسوريا؛ التهديد من جانب حزب الله؛ التصعيد المتبلور في غزة؛ والاضطراب في يهودا والسامرة.
الساحة الاكثر اهمية هي النووي الايراني. حتى وإن لم يكن من المتوقع تطور كاسح هذه السنة، يحتمل أن ينسحب الايرانيون – في اعقاب اعادة العقوبات في تشرين الثاني القادم – من الاتفاق فيعودوا لنشاط التخصيب النووي الكامل. الى جانب الجهود الاستخبارية للكشف عن النشاط الايراني، الجهد السياسي مع اوروبا والنقد المبرر عن ضعف رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية، تحتاج اسرائيل الى خطة استراتيجية – عملياتية، منسقة مع الولايات المتحدة تعد التربة لليوم الذي تستأنف فيه ايران نشاطها النووي.
بالنسبة للتموضع الايراني في سوريا وفي لبنان، رغم الضربة الأليمة التي تلقتها ايران في أيار الماضي، فانها مصممة على المواصلة في أن تبني في هاتين الدولتين قدرات عسكرية متطورة ودقيقة تهدد اسرائيل. حتى الآن لم يتم صد التصميم الاسرائيلي لاحباطها – ليس بلا مخاطر، مثلما تجسد في الفترة التي في اعقابها اسقطت الطائرة الروسية من قبل سوريا. فتوسيع انتشار القدرات الدقيقة الى لبنان ايضا، الذي يصعب على اسرائيل أن تسلم به، يؤكد التفجر في الساحة الشمالية.
بطاريات الدفاع الجوي من طراز اس300 توجد منذ الآن في سوريا لتضمن “أمن الروس في سوريا”، على حد قول وزير الخارجية لافروف. عمليا، منذ اليوم توجد في سوريا بطاريات اكثر تطورا، من طراز اس300، يستخدمها الجيش الروسي لاغراضه. اذا تُركت البطاريات الجديدة في اياد سورية، فان الحرية العملياتية لسلاح الجو الاسرائيلي ستتضرر، وسيضطر الى تدميرها. وهذه امكانية كامنة لتوتر متصاعد حيال روسيا، فما بالك حيال سوريا.
إن التفجر الاعلى الآن هو في الساحة الفلسطينية، وفي قطاع غزة بشكل خاص. فرئيس السلطة الفلسطينية يعرض خطا متصلبا تجاه حماس (اكثر من ذاك الذي تتخذه اسرائيل)، يرفض المساعدة في تطبيق حلول رحلية للتهدئة، بل وشدد الضغط الاقتصادي على سكان القطاع وعلى حماس. يخيل أن أبو مازن معني باشعال مواجهة بين حماس واسرائيل يؤدي الى مس خطير بحماس ويساهم في تعزيز السلطة. على خلفية الطريق المسدود اتضح في الاسبوع الماضي تصعيد في النشاط العنيف لحماس قرب الجدار الحدودي، بما في ذلك العودة بقوة اكبر الى اطلاق البالونات الحارقة، مما أسفر عن ارتفاع في عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين. نحن نعود الى نقطة الانطلاق في الربيع الماضي، حيث أن مواجهة بحجم اكبر ممكنة بالتأكيد. في الضفة ايضا الحال ليس هادئا: الاحباط المتراكم، الى جانب ضغوط الادارة الامريكية على السلطة وضعف أبو مازن، من شأنها أن تؤدي الى انفجار عنف شعبي أو منظم. الاستراتيجية الحالية لاسرائيل لا تقلل احتمال التصعيد الزائد والقابل للمنع.
من اجل مواجهة التحديات في جملة الساحات مطلوب من اسرائيل أولا وقبل كل شيء تنسيق واسع مع الولايات المتحدة. اضافة الى ذلك، ينبغي التوصل الى تفاهمات متجددة مع روسيا على تحقيق المصالح المشتركة في الساحة الشمالية، وتثبيت توازن مدروس بين احباط التهديدات، الردع المصداق ومنع التصعيد في الساحات المرشحة للانفجار. بالنسبة للقيادة السياسية – العسكرية هذه لحظة اختبار، مطالبة فيها بجهد مشترك، مهني واع ويقوم على اساس الثقة. حين تكون الانتخابات على الابواب، يضاف الى التحديات الامنية – الاستراتيجية ايضا بعد سياسي داخلي وانفعالي، مثلما يتبين من المناكفات الاخيرة بين اعضاء الكابنت. هذا الوضع ليس مجديا لمحفل تتخذ فيه القرارات في مسائل الحياة والموت.