عاموس هرئيل يكتب – تدخل طرف ثالث
بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس 5/10/2018
في قطاع غزة، يجري ثانية سباق ضد الزمن، هدفه منع تصعيد عسكري مجدد. وكما كتب أمس في “هآرتس” فإن قطر وافقت بعد جهود اقناع كبيرة، على تخصيص 60 مليون دولار لشراء سولار لمحطة توليد الكهرباء في غزة. هذه الخطوة التي بادر بها المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة “ملادينوف”، من شأنها أن تمكن من مضاعفة ساعات التزود بالكهرباء في غزة للشهور القادمة، وبهذا التخفيف من الضائقة في قطاع الكهرباء، التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للتوتر الحالي.
ولكن السلطة الفلسطينية تواصل وضع العقبات، فهي تهدد بوقف العقود لشراء وقود من اسرائيل للضفة وبموازاة ذلك زيادة تقليص المساعدة في تمويل تزويد الكهرباء للقطاع. على هذه الخلفية تم تجميد دخول ال3 صهاريج سولار الأولى إلى القطاع أمس صباحاً. إزاء الحساسية المتزايدة في القطاع، أمر رئيس الأركان أمس بزيارة كبيرة لقوات الجيش على طول الحدود. في الأسابيع الأخيرة تُسخِّن حماس بصورة متعمدة الحدود، بواسطة المظاهرات الليلية، وارسال “وحدات اقتحام” جديدة، والتي تقوم بأعمال تخريب في المعدات التي يتم بواسطتها بناء الجدار ضد الانفاق- وللمرة الأولى، كما يبدو، أيضاً يمكن أن تؤخر قليلاً الجدول الزمني لاستكماله.
كل هذا يجري بتغطية اعلامية محدودة. بعد الذعر الذي أثارته موجة البالونات الحارقة في الصيف، فإن الحكومة تعمل يداً بيد مع الجيش في التقليل من التقارير العملياته في الضفة. ولكن الهدوء النسبي في وسائل الإعلام لا يقلل من القلق المتزايد في مستوطنات الغلاف –والاقتحامات الليلية هي حقاً أخطر من البالونات الحارقة. ان الشرخ ما بين كلا المعسكرين الفلسطينيين، حماس والسلطة، عاد ليقرب المواجهة مع الجيش الاسرائيلي في غزة. اسرائيل والتي طوال الثلاث سنوات ونصف من الهدوء النسبي بعد عملية الجرف الصامد، لم تهب للمساعدة في إعادة إعمار القطاع، تدفع الآن الثمن النابع من مواجهة، مشاركتها فيها ثانوية نسبياً. المعارك الأخيرة وخاصة الجرف الصامد، أوضحت بأن مجمل الإنجازات في نهايتها هو ضئيل مقارنة بحجم الدمار الذي حل بالقطاع- والآن لا يوجد من يتطوع ليخصص بسرعة المبالغ المطلوبة لإصلاح الأضرار.
ومع ذلك، فإن تعزيز قوات الجيش الاسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية، يعبر عن عمق القلق من حدوث تدهور. الجيش الاسرائيلي يجد صعوبة في إيجاد رد فعّال للجولات الليلية لخلايا حماس شرقي الجدار الحدودي والتي يعود الكثير منها لقطاع غزة دون أن يلحقها ضرر. المزيد من القوات في المنطقة يجب عليها المساعدة حتى في هذا الأمر. ولكن القنبلة الموقوتة الحقيقية هي أزمة البنى التحتية في القطاع.اذا نجحت السلطة في ازالة البلاستر الخفيف الذي وضعته قطر والأمم المتحدة على الجرح، فإن الوضع سيزداد تدهوراً. واسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها في أن تستيقظ يوماً ما وتكتشف أنه تحت انفها ظهرت “يمن” جديدة اخرى على شواطيء البحر المتوسط –منظقة كارثة جماعية- والذي فقد المجمع الدولي الاهتمام بامكانية اصلاحه.