ترجمات عبرية

عاموس هرئيل يكتب – المصلحة الاسرائيلية: استكمال انجاز الاسد وبوتين بدون سفك آخر للدماء

بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس 8/7/2018

​​اعادة سيطرة جيش سوريا على جنوب الدولة يتقدم بوتيرة سريعة حتى اكثر مما كان متوقعا في البداية. في نهاية الاسبوع الماضي جاءت تقارير عن اتفاقات محلية بين نظام الاسد وبين منظمات المتمردين في مدينة درعا، حيث تضمنت استسلام قريب للمدينة. وربما الاكثر اهمية هو أن جنود سوريين احتلوا من جديد معبر نصيب، وهو المعبر الرئيسي بين سوريا والاردن.

سبب استسلام المتمردين في درعا، مهد التمرد ضد الرئيس بشار الاسد في 2011، واضح. علاقات القوى بين الطرفين تعطي افضلية مطلقة للنظام، وكل تصلب في مواصلة القتال فقط سيتسبب بخسائر في ارواح المقاتلين في قوات المعارضة والى جانبهم سكان المدينة. في السنة والنصف الاخيرة تم اخضاع تدريجي بطريقة مشابهة لجيوب معارضة للمتمردين في مناطق مختلفة في ارجاء سوريا. ضباط روس من مركز “المصالحة” في قاعدة سلاح الجو الروسية حميميم في شمال سوريا يتوسطون في الاتفاقات التي فيها تتخلى قرى وبلدات عن سلاحها الثقيل وتصبح موالية للنظام. هذا ما يتوقع حدوثه ايضا في درعا، في الوقت الذي يحتل فيه الجيش السوري والمليشيات المؤيدة له في الايام الاخيرة المزيد من القرى في محيط المدينة.

بالنسبة للرئيس الاسد هذا يعتبر انتصار كبير. قبل نحو ثلاث سنوات تقريبا وصل نظامه الى شفا الانهيار وكان يسيطر بصعوبة على ربع مساحة الدولة. الآن وبفضل ارسال سربين من الطائرات الروسية المقاتلة في ايلول 2015 وبفضل المقاتلين الشيعة الذين وضعتهم ايران تحت تصرفه، فان النتيجة انقلبت بصورة كاملة. خلال ذلك قتل النظام وأتباعه مئات آلاف المواطنين السوريين الابرياء.

المتمردون ما زالوا يسيطرون حتى على مساحة واسعة في منطقة ادلب في شمال الدولة، وعلى منطقة اصغر في هضبة الجولان السورية. والقوات الكردية موجودة في شرق الدولة ولكن النظام عاد الى السيطرة على كل المدن الرئيسية وهو يسيطر على تواصل جغرافي حيوي من شاطيء البحر المتوسط في الشمال وحتى الحدود الاردنية في الجنوب. احتلال معبر نصيب هام بشكل خاص لأنه يستطيع أن يضمن مستقبلا استئناف تصدير البضائع الاردنية الى سوريا، وهو أمر مهم لاقتصاد الدولتين.

وليس اقل من ذلك أنه سجل هنا انجاز كبير للرئيس الروسي بوتين. من خلال استضافة كأس العالم للمونديال يتلقى بوتين الانتصار العسكري لبلاده في سوريا: لقد وقف الى جانب الديكتاتور السوري في الوقت الذي أرادت فيه معظم دول المجتمع الدولي تنحيته، ونجح في املاء الابقاء عليه. في نفس الوقت وقبيل اللقاء بين بوتين والرئيس ترامب في الاسبوع القادم تحاول موسكو تجاوز اتفاق سياسي جديد في سوريا يعزز نفوذها ويخدم مصالحها ومصالح نظام الاسد.

في الطرف الاسرائيلي لحدود هضبة الجولان كان يمكن في نهاية الاسبوع تشخيص اطلاق قذائف مدفعية للنظام على المتمردين في منطقة جبتا في شمال القنيظرة. بعد أن سقطت قذيفة مدفعية في المنطقة الفاصلة شرق الجدار قرب القنيطرة رد الجيش الاسرائيلي أول أمس باطلاق النار على موقع عسكري سوري قريب.

متحدثون اسرائيليون ومنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (الذي سيلتقي مع بوتين في موسكو في يوم الاربعاء) يؤكدون مؤخرا على اهمية اتفاق الفصل في هضبة الجولان من العام 1974. اسرائيل ترمز بذلك الى أنها لن تسمح للجيش السوري بادخال سلاح ثقيل مثل الدبابات، الى مناطق تخفيف تواجد القوات. وفي نفس الوقت هي معنية بأن تعيد الى الجولان السوري رجال قوة المراقبين التابعة للامم المتحدة، الذين غادروا الاراضي السورية قبل اربع سنوات بعد احتلال المتمردين معظم منطقة الحدود.

اذا تم احترام اتفاقات الاستىسلام في منطقة درعا فمن شأن النظام أن يركز قريبا على ما يجري في الجولان السوري وأن يسعى الى اتفاقات مشابهة ايضا مع المليشيات المحلية، التي جزء منها حسب مصادر اجنبية، راكمت في السنوات الاخيرة علاقة جيدة مع اسرائيل. ايضا لاسرائيل هناك مصلحة بأن يتم دخول الجيش السوري الى المنطقة دون سفك للدماء. المثلث الحدودي مع الاردن هو حالة منفصلة. فهناك ما زالت تسيطر مجموعة محلية لداعش، واذا لم يتم تحقيق اتفاق استسلام آخر فيتوقع أن يستخدم الاسد قوة كبيرة بدون تدخل الاردن واسرائيل طالما لن يكون هناك أي انزلاق للنيران الى اراضيهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى