عاموس هرئيل / لجنة الخارجية والامن تطلب من الجيش الاسرائيلي : تقرير سري عن العملية في غزة
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 26/11/2018
لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست توجهت بطلب للحصول على تقرير سري حول ظروف العملية الخاصة للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة التي قتل فيها قبل نحو اسبوعين المقدم م. واصيب ضابط آخر في اشتباك مع نشطاء حماس. في هذه الظروف فان الموجه بشكل عام هو وزير الدفاع (في هذه الحالة رئيس الحكومة) أو رئيس الاركان. القصد هو تقديم توضيح محدد في منتدى مقلص، هو كما يبدو اللجنة الفرعية للاستخبارات التي يترأسها عضو الكنيست آفي ديختر (الليكود). حتى الآن لم يتم تقديم أي توضيح كهذا للجنة الخارجية والامن.
منذ الحادثة في 11 تشرين الثاني في خانيونس، التي قتل فيها سبعة نشطاء لحماس وأصيب سبعة، فرضت اسرائيل تعتيم اعلامي على ظروف الحادثة. في الطرف الفلسطيني يتم نشر تفاصيل كثيرة حول الملاحقة التي تجريها حماس وراء متورطين آخرين في العملية الاسرائيلية، وعن جهودها في محاولة فهم كيف عمل الجنود في عمق القطاع. لكن الرقابة العسكرية في اسرائيل توجهت لوسائل الاعلام وطلبت عدم نشر الصور التي تقوم حماس بنشرها.
حسب التقارير من القطاع فان ركاب احدى السيارات التي سافرت فيها القوة الاسرائيلية، تم وقفها للفحص بعد أن أثاروا شك رجال دورية حماية لحماس – عندها حدث تبادل لاطلاق النار في المكان. الجيش الاسرائيلي أعلن بعد الحادثة بأنه يجري تحقيق داخلي حولها.
الحادثة التي وقعت في قطاع غزة هي الحادثة الاولى، على الاقل في العقد الاخير، التي تدعي فيها وسائل اعلام عربية بأنه تم الكشف عن نشاط استخباري سري وهام بالنسبة لاسرائيل. وهي المرة الوحيدة التي تصادق فيها اسرائيل بأن الامر يتعلق بنشاط لها تم الكشف عنه. الحادثتين السابقتين هما كشف شبكات تجسس متشعبة نسبت لاسرائيل في لبنان في العام 2009 واغتيال شخصية رفيعة في حماس، محمود المبحوح، في العام 2010، التي في اعقابها قالت السلطات في دبي بأن رجال الموساد كانوا متورطين في عملية الاغتيال.
ايضا في احداث سابقة والتي اعتبرت فشلا للاستخبارات، منذ العملية الفاشلة في الخمسينيات وما بعدها، جرت تحقيقات داخلية في اذرع الاستخبارات ذات الصلة. تحقيقات كهذه رافقها أكثر من مرة صراعات قوى بين اذرع الاستخبارات المختلفة في الدولة، في حرب على تعريف حدود النشاطات التي هي من صلاحية كل جهاز، واحيانا ايضا باتهامات متبادلة. ولأن مجتمع المخابرات الاسرائيلي جميعه يرتبط بنشاطات مختلفة وراء الحدود، ولأنه في اكثر من مرة الحديث يدور عن عمليات مشتركة، من المتوقع كما يبدو أن تكون هناك اهمية لتحقيقات مشتركة في العمليات التي تعقدت.
بطبيعة الحال، وبسبب طبيعة العمليات الخاصة، فان جهاز الامن غير معني باشراك الجمهور بالعبر المفصلة من العملية والتفسيرات لسؤال ما الذي تشوش. مع ذلك، هناك اهمية للرقابة الخارجية والبرلمانية على التحقيقات الداخلية عن طريق لجنة الخارجية والامن. بشكل تقليدي، سواء للمستوى السياسي أو جهاز الاستخبارات، هناك تحفظ من اشراك جهات خارجية في النتائج المفصلة للتحقيقات. التبرير الرسمي هو الخوف من الضرر الامني، ولكن فعليا الامر يتعلق احيانا ايضا بخوف المسؤولين من أن يلتصق بهم الادعاء بالمسؤولية عن الفشل.
على كل الاحوال يبدو، حتى بدون معرفة كل تفاصيل العملية، أن هناك سلسلة طويلة من الامور التي تحتاج الى فحص عميق: طريقة اتخاذ القرارات واعطاء مصادقة المستوى السياسي بشأن تنفيذ العملية، في ذروة الجهود للتوصل الى تسوية في القطاع؛ الاسباب التي أدت الى كشف القوة الاسرائيلية، والتأثير المحتمل للتغييرات البنيوية التي جرت في السنوات الاخيرة على السيطرة والرقابة على العملية.
في المقابل، يبدو أن جهود حماس مستمرة – وربما أنه يشاركها في ذلك رجال حرس الثورة الايراني – من اجل حل لغز طبيعة العملية الاسرائيلية ورؤية هل بالامكان استخلاص دروس منها. ايران بشكل خاص، خبيرة في تحليل احداث كهذه بهدف تحسين نظام الدفاع والحماية لديها ولدى المنظمات التي تعمل بمساعدتها.
إن التورط الذي حدث قرب خانيونس لن يؤدي الى نهاية العمليات السرية الاسرائيلية في القطاع. في جهاز الامن يقولون إن نشاطات كهذه هي حيوية وأن تنفيذها سيستمر، من اللحظة التي سيتم فيها دراسة العبر من الحادثة الاخيرة. مع ذلك يمكن أنه، مثلما في قضية اسقاط الطائرة الروسية في غرب سوريا قبل نحو شهرين، التي قيدت عمليا النشاط الاسرائيلي في سوريا، ايضا في هذه الحادثة يدور الحديث عن حادثة سيكون لها تداعيات.