ترجمات عبرية

عاموس هرئيل / في القطاع يسود هدوء نسبي ولكن وزير الدفاع يبقي – على مسافة عن مساعي التسوية مع حماس

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 26/8/2018

في القاهرة تتجدد غدا المحادثات بين السلطة الفلسطينية وحماس كجزء من الجهود المبذولة للتوصل الى اتفاق شامل في قطاع غزة. في نهاية هذا الاسبوع سجل انخفاض ظاهر في مستوى العنف في المظاهرات على طول حدود الجدار في القطاع. في جهاز الامن سيتم اتخاذ قرار قريبا بشأن هل سيتم رفع القيود التي فرضت على استخدام معبر ايرز.

في مظاهرات يوم الجمعة شارك حسب تقديرات الجيش الاسرائيلي حوالي 6 آلاف متظاهر فلسطيني، وهو اقل عدد منذ بدء المظاهرات في 30 آذار من هذا العام. في الجانب الاسرائيلي لم يكن مصابين، وزارة الصحة الفلسطينية تحدثت عن عشرات الجرحى من اطلاق نار القناصة ومن الغاز المسيل للدموع. منذ اسبوعين وعلى خلفية الاتصالات لوقف اطلاق النار طويل المدى، ولاحقا كما يبدو ايضا في اعقاب عيد الاضحى، هناك انخفاض في العنف. ايضا على الحرائق التي تسببها الطائرات والبالونات الحارقة في مستوطنات غلاف غزة قليلة نسبيا.

بعد انتهاء التصعيد الاخير بين اسرائيل وحماس قبل اسبوعين ونصف اعادت اسرائيل اعادة فتح معبر كرم أبو سالم وصادقت على زيادة مدى الصيد على شواطيء غزة. بعد ذلك وعلى خلفية المواجهات على الجدار قرر وزير الدفاع افيغدور ليبرمان وقف الحركة في معبر ايرز باستثناء الحالات الانسانية. الآن، ازاء الهدوء النسبي من المعقول أن ليبرمان سيلغي العقوبات – لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بشأن متى سيحدث ذلك.

من يريد الآن تسريع الاتصالات، مع انتهاء عيد الاضحى، هو مبعوث السكرتير العام للامم المتحدة نيكولاي ميلادينوف. ميلادينوف سيتم تعيينه في وظيفة جديدة كمبعوث السكرتير العام في سوريا، كما طرحت احتمالات بأن يشغل في البداية الوظيفتين بصورة موازية، هو معني بالتوصل الى اتفاق في غزة بالسرعة الممكنة.

ولكن العقبة الاساسية ترتبط بالعداء بين السلطة وحماس. حتى الآن لم تتم بلورة طريق بديلة لتحويل الاموال الى القطاع بدون وساطة السلطة الفلسطينية. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يواصل وضع مطالب قاسية امام حماس وهو ليس في عجلة من أمره في اشراك السلطة في الاتفاق رغم ضغوط الامم المتحدة والمخابرات المصرية.

بقي في منطقة هادئة

في هذه الاثناء يبذل وزير الدفاع الجهود لابعاد نفسه عن الاتصالات بشأن التسوية. في الجولة لدى رؤساء المجالس الاقليمية في غلاف غزة أول أمس قال ليبرمان: “بخصوص كل قصص التسوية ليس لي أي علاقة، أنا لست مشاركا في كل موضوع التسوية، ولا اؤمن بالتسوية. التسوية الوحيدة هي الواقع على الارض”. لقد سمع ذلك كرد ليبرمان على الانتقاد الاخير الذي وجهه اليه خصمه وزير التعليم نفتالي بينيت الذي عارض علنا كل اتفاق غير مباشر مع حماس. عمليا، ليبرمان يبقي بهذا الاتصالات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن يدير نيابة عنه المفاوضات، رئيس مجلس الامن القومي مئير بن شبات.

اذا تم التوصل الى “تسوية صغيرة” – وقف اطلاق نار طويل المدى مقابل تسهيلات – يستطيع وزير الدفاع مثل وزير التعليم القول إن هذه هي سياسة نتنياهو وهو يحافظ على تحفظه. بتسوية كبيرة تشمل مصالحة بين السلطة وحماس وحل متفق عليه في مسألة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين في القطاع هو لا يؤمن بذلك.

ليبرمان يطرح بدل ذلك هدف بعيد المدى: اسرائيل تحافظ على خط متصلب تجاه حماس وبعد ذلك الجمهور الغزي سيمل من نظام حماس وسيعمل على تغييره. اذا كانت امبراطورية الشر السوفييتية كما سماها رونالد ريغان انهارت، أخيرا في نهاية اربعة عقود ونصف من الحرب الباردة، ايضا حماس في النهاية ستنهار. هذه المقاربة تبقي وزير الدفاع داخل منطقته السياسية الهادئة على يمين نتنياهو، وتبقي كل مشاكل جهود التسوية لرئيس الحكومة.

لكن للانحراف الجديد لليبرمان نحو اليمين يمكن أن يكون هناك تداعيات له. سياسة نتنياهو بخصوص غزة منذ عودته للحكم في العام 2009 تراوحت دائما بين ضغوط الواقع – الخوف من التورط في القطاع وغياب بديل يكون افضل من حكم حماس – وبين الضغوط السياسية. عندما بينيت وليبرمان يحاصرانه من اليمين ايضا يصبح الامر في المركز اقل راحة لنتنياهو. قبل نحو شهرين في ظروف مشابهة، اسرائيل تقريبا كانت ستشن حرب في غزة بسبب الطائرات الورقية الى حين قام رئيس الحكومة، بتوصية من الجيش، بالضغط على الكوابح. 

عيد الاضحى أدى في الاسبوع الماضي الى وقف طويل في الاتصالات. اسرائيل دخلت الآن في الاسبوع الاخير من العطلة الكبيرة، وبعدها ستأتي الاعياد. إن تأجيلات اضافية في التوصل الى اتفاق من شأنها وقف الزخم الذي نشأ وستطرح من جديد خطر الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى