ترجمات عبرية

عاموس هرئيل/ في اسرائيل يحذرون : عباس هو العائق الرئيس امام تحسين الوضع في غزة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 3/7/2018

في جهاز الامن الاسرائيلي يعتقدون أن معارضة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هي التي تشكل اليوم العائق الرئيس امام القيام بالخطوات الاولى لتحسين الوضع الانساني في قطاع غزة. ورغم البلاغة العلنية المتصلبة للقيادة في اسرائيل ظهر في الاسابيع الاخيرة استعداد اكبر من جانب القيادة لتشجيع مشاريع اصلاح البنى التحتية في القطاع.

ولكن المعارضة الشديدة لأبو مازن على خلفية التوتر بين السلطة وحماس تصعب في هذه الاثناء التقدم في هذه المسيرة. في الوقت الحالي كشفت قطر عن اتصالات غير مباشرة بين اسرائيل وحماس تهدف الى منع التصعيد بين الطرفين والمصادقة على عملية اعادة الاعمار.

في التصريحات الرسمية أكد رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان على الحاجة لحل مسألة المواطنين الاسرائيليين وجثتي الجنديين المحتجزة في غزة قبل المصادقة على خطوات انسانية واسعة. ولكن فعليا يبدو أنهما سمحا مؤخرا للمستوى المهني بمجال مناورة اكبر من اجل تطبيق مشاريع يمكنها المساعدة في تهدئة التوتر مع حماس على طول الحدود. وضمن امور اخرى، جاءت تقارير عن تقدم في الاتصالات مع قبرص من اجل اقامة رصيف بحري في المستقبل بحيث يستوعب بضائع لصالح قطاع غزة.

منذ بدأت حماس بالمظاهرات على طول الجدار في القطاع في 30 آذار قتل اكثر من 120 فلسطيني بنار الجيش الاسرائيلي، وتم اطلاق مئات الصواريخ والقذائف على اسرائيل. وفي الاشهر الاخيرة تم احراق حقول واحراش في بلدات غلاف غزة نتيجة استخدام الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المفخخة التي تطلق من القطاع.

المجتمع الدولي وادارة ترامب التي تعتبر اعادة اعمار القطاع جزء من مبادرة السلام التي ينوي ترامب عرضها، يؤيدون عمليات تحسين البنى التحتية في القطاع في الوقت القريب القادم. ولكن هنا ظهرت عقبة اساسية – الصعوبات التي تضعها السلطة الفلسطينية. اسرائيل بحاجة الى السلطة من اجل القيام بخطوات مختلفة في مجال البنى المدنية في القطاع مثل تشغيل خط كهرباء اضافي، والحفاظ على التنسيق مع السلطة في مجالات اخرى ومنها الحفاظ على الهدوء الامني في الضفة الغربية. مشكلة الطاقة في غزة تعتبر الآن الموضوع الاكثر الحاحا الذي يحتاج الى حل.

المجتمع الدولي ايضا بحاجة الى السلطة لغرض ضخ الاموال للقطاع. القواعد المالية الصعبة التي اتبعتها الولايات المتحدة بصورة متشددة اكثر في عهد ادارة ترامب لا تسمح تقريبا بالعمل مع البنوك المرتبطة بحكم حماس بصورة مباشرة أو غير مباشرة. لذلك، يجب على الاموال أن تمر عبر بنوك في مناطق السلطة (مؤخرا فقط كان على البنك العربي أن يدفع مليار دولار في اتفاق تسوية في اعقاب نقاش في محكمة امريكية، بسبب اتهامه بالتعامل مع اموال للارهاب).

في الشهر الماضي خرج عباس من المستشفى في رام الله بعد عدة علاجات طبية. ورغم نفي السلطة إلا أن الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني (83 سنة) قد اصبح اكثر خطورة بدرجة معينة. وهو يعمل الآن ساعات قليلة وعلاقته مع بعض كبار السلطة المحيطين به اصبحت متوترة جدا. في محيط الرئيس يشعرون أنه غارق في جهوده لتشكيل ارثه التاريخي (كمن لم يتنازل عن المباديء الوطنية الفلسطينية) قبيل انتهاء دوره. وفي نفس الوقت يبحث عن طرق للدفاع عن أبناء عائلته الذين عدد منهم اثرى في فترة ولايته ومن شأنهم أن يتعرضوا لانتقاد عام بعد ترك مهامه.

في المحادثات التي اجراها عباس في الاسابيع الاخيرة اظهر اهتمام ضئيل بضائقة غزة. وهو ايضا يظهر عداء شديد لحماس ويتهمها بتخريب خطوات المصالحة الداخلية الفلسطينية وبمحاولة التعرض لحياة رئيس حكومة السلطة رامي الحمد الله اثناء زيارته للقطاع في شهر آذار الماضي. رئيس السلطة لم يستجب فعليا للتحسسات من جانب اسرائيل والولايات المتحدة ومبعوث السكرتير العام للامم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ملدينوف فيما يتعلق بتحريك عملية اعمار قطاع غزة.

في قيادة السلطة في رام الله يقلقون من احتمال واحد وهو اظهار تماهي سكان الضفة الغربية مع الوضع في القطاع بتشجيع حماس. في نهاية شهر حزيران قامت شرطة السلطة بتفريق مظاهرات تماهي مع غزة في رام الله بالقوة. ولكنهم في رام الله يعتقدون أن استمرار ازمة القطاع  يمكن أن يؤثر في نهاية المطاف ايضا على الوضع في الضفة الغربية ويضعضع الاستقرار النسبي فيها.

محمد العمادي، مبعوث قطر في المنطقة، الذي يعمل في السنوات الاخيرة في وساطة غير رسمية بين حماس والسلطة الفلسطينية واسرائيل صادق أمس في مقابلة مع وكالة الانباء الصينية على أنه تجري اتصالات غير مباشرة حول الوضع في القطاع. وقال غامدي إن اسرائيل وحماس تجريان مفاوضات غير مباشرة للتوصل الى تسوية في غزة بعلم الولايات المتحدة وأن الاتصالات تتناول مشاريع بنى تحتية ستحسن مجال الكهرباء والمياه والصرف الصحي في القطاع وتوفير اماكن عمل. واعترف أنه في هذه الاتصالات لم يتم التوصل بعد الى أي اتفاق.

الاقوال الاستثنائية للعمادي تؤكد التقدير بأنه اضافة لتبادل الرسائل الشديدة بين اسرائيل وحماس، تتواصل المحاولات للتوصل الى اتفاق سياسي غير مباشر بين الطرفين. لقد صعدت حماس حقا ردودها على هجمات سلاح الجو الاسرائيلي في القطاع وقامت عدة مرات باطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على بلدات غلاف غزة. ولكنها امتنعت عن استخدام عمليات اطلاق اوسع، مثلا على اسدود وبئر السبع مثلما فعلت في عمليات التصعيد في السابق. هذا السلوك يمكن أن يعبر ايضا عن ضبط للنفس الذي تفرضه مصر عليها.

في هذه الاثناء تحظى حماس بتسهيلات في الحصار على القطاع في اعقاب قرار مصر فتح معبر رفح امام حركة الاشخاص والبضائع منذ شهر رمضان. وحتى الآن مر في معبر رفح اكثر من 1400 شاحنة من مصر، ولأن الرقابة الامنية في المعبر ضئيلة فان اسرائيل لا تعرف بشكل واضح هل تم تهريب وسائل قتالية في هذه الشاحنات مثلما فعلت حماس في السابق.

وقد وردت تقارير عن لقاء اول بين محمود عباس ورئيس حكومة السلطة الفلسطينية السابق سلام فياض بعد فترة طويلة من انقطاع العلاقة بينهما. وجاء في صحيفة “الشرق الاوسط” اليوم إنه في اللقاء بحث عباس وفياض في امكانية تشكيل حكومة وحدة فلسطينية بموافقة حماس برئاسة فياض. محمود عباس بحاجة الى تجربة ومكانة فياض اذا قام المجتمع الدولي بضخ اموال اخرى الى المناطق. هذه الخطوة تبدو محاولة من عباس لمواجهة مبادرة السلام الامريكية. السلطة الفلسطينية تظهر الشكوك الكثيرة تجاه نوايا ترامب وتقاطع تماما مبعوثيه الى المنطقة بذريعة أن موقف الادارة ينحاز تماما لاسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى