ترجمات عبرية

عاموس هرئيل / سيناريو الجيش للحرب في الشمال : اخلاء مئات الآلاف، حماية محدودة من الصواريخ

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 31/7/2018

عرض الجيش الاسرائيلي قبل بضعة اسابيع على الكابنت السياسي – الامني سيناريوهات تتعلق بتطورات حرب محتملة في الشمال وتداعياتها على الجبهة الداخلية الاسرائيلية. ضباط كبار في الجيش عرضوا بالتفصيل على الوزراء حسابات الاضرار المحتملة عند حدوث حرب قصيرة مع حزب الله في لبنان (عشرة ايام تقريبا)، معركة بطول متوسط (ثلاثة اسابيع تقريبا) ومعركة طويلة (اكثر من شهر).

المعلومات قدمت للوزراء كجزء من تعمق الكابنت في الوسائل القتالية التي لا تنبع من التقدير الجديد بشأن احتمالات متزايدة لحرب في الشمال. الجهات الاستخبارية الاسرائيلية ما زالت تقدر أن احتمال حدوث حرب مبادر اليها من جانب حزب الله أو ايران منخفض. مصدر القلق الاساسي ينبع من احتمال أن احداث محلية في سوريا ستؤدي الى تدهور، خلافا لنوايا الطرفين.

حسب تقارير مختلفة في السنوات الاخيرة فان حزب الله لديه 130 ألف صاروخ وقذيفة، معظمها بمدى قصير ومتوسط. مدى حوالي 90 في المئة من الصواريخ يصل الى 45 كم، أي أنها تعرض للخطر البلدات التي تقع في شمال حيفا. غالبية الصواريخ تحمل رؤوس متفجرة بوزن يصل الى 10 كغم. الملاجيء التي يلزم القانون باقامتها في كل المباني الجديدة منذ منتصف التسعينيات، مبنية بصورة من شأنها توفير الحماية من اصابة كهذه، بحيث لا تخترق جدران الملجأ.

السيناريوهات التي عرضت على الكابنت شملت تحليل مقدر لعدد الصواريخ التي ستطلق في كل يوم بالمتوسط، ونسبة الاعتراض المتوقعة، ونسبة السقوط في مناطق مأهولة مقابل المناطق المفتوحة وعدد المصابين المحتمل.

في حالة اندلاع معركة شاملة في الشمال، ينوي الجيش الاسرائيلي اخلاء مئات آلاف المواطنين من مدى الصواريخ الى اماكن مختلفة في البلاد. وكما جاء في “هآرتس” قبل سنة ونصف تقريبا الخطة تتضمن اخلاء كامل للبلدات، باستثناء اصحاب مهن في حالة الطواريء في القطاع القريب من الحدود مع لبنان. الخطة الاساسية تتعلق باخلاء 78 ألف شخص من 50 بلدة في مدى يصل الى 4 كم عن الحدود. ولكن هناك نية لمساعدة السكان الذين يريدون الاخلاء ايضا من مستوطنات اكثر بعدا عن الحدود.

في اطار الخطة تم الربط بين السلطات المحلية القريبة من الحدود وبين سلطات محلية أبعد وظيفتها المساعدة على استيعاب سكانها. في السلطات تم اعداد قوائم سكان ذوي احتياجات خاصة، قائمة مواقع الاستيعاب والأسرة. حسب الاستطلاعات التي اجريت، في قيادة الجبهة الداخلية يقدرون أنه عند الضرورة فان اكثر من نصف السكان سيفضلون الاخلاء بأنفسهم والانتقال الى اصدقاء واقارب في مناطق اخرى، ولن يحتاجوا الى مساعدة للسكن في النوادي والمدارس أو الفنادق. قيادة الجبهة الداخلية ستكون مسؤولة عن عملية الاخلاء نفسها، في حين أن وزارة الداخلية يجب عليها أن تعالج استيعاب المخلين.

في حالة الحرب ستواجه اسرائيل معضلة وهي هل ستشغل حقل الغاز “تمار”. التقدير المقبول هو أنه سيتم وقف نشاط المحطة خوفا من حدوث اضرار لا يمكن اصلاحها، رغم أن المنصة ستكون محمية بمنظومة اعتراض من قبل جهاز الدفاع الجوي وسلاح الجو. ان اصابة المنصة وهي تعمل من شأنها التسبب بضرر يحتاج اصلاحه الى عدة سنوات.

قيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطواريء الوطنية حددوا 50 موقع في انحاء البلاد كمواقع حاسمة تحتاج الى دفاع واسع. القائمة تشمل ضمن امور اخرى منشآت طاقة ومواصلات. في السنوات الاخيرة تم تحصين حوالي 20 في المئة من هذه البنى التحتية، حيث بنيت فيها طبقة اسمنت اخرى فوق المواقع الحساسة لمنع ضرر كبير للاقتصاد كنتيجة لسقوط صواريخ عليها. عند نشر نظام بطاريات الاعتراض سيعطي الجيش اهتمام خاص لهذه المواقع الى جانب قواعد سلاح الجو وعدد من مواقع الجيش الاخرى.

احد الامور التي تقلق كبار ضباط الجيش الاسرائيلي تتعلق بفجوة توقعات الجمهور الاسرائيلي، آخذا في الاعتبار تجربته في المعارك التي هوجمت فيها الجبهة الداخلية في السابق، بالنسبة لما هو متوقع في مواجهة واسعة في شمال البلاد. في العمليتين الاخيرتين في قطاع غزة، “عمود السحاب” و”الجرف الصامد”، وصل نظام القبة الحديدية الى نسبة اعتراض ناجحة تبلغ نحو 90 في المئة من بين الصواريخ التي اطلقت على مناطق مبنية. هذه الحقيقة اعطت الشعور بالامن مبالغ فيه لسكان مركز البلاد وأعدت بالكثيرين الى تجاهب التعليمات الامنية اثناء الحرب. ولكن معركة في الشمال تلزم اسرائيل بمواجهة اطلاق مئات الصواريخ في اليوم – وتؤدي الى ضرر كبير جدا للجبهة الداخلية سواء في الشمال أو في مركز البلاد.

مستوى الاطلاق والعدد الذي ما زال محدود من صواريخ الاعتراض التي توجد لدى اسرائيل، لا يتوقع أن تمكن من الوصول الى نسبة اعتراض مشابهة في حالة حدوث حرب في الشمال. تقليص الاصابات في اوساط السكان مرتبط باخلاء السكان من المناطق القريبة من الحدود وبمستوى مرتفع من الانصياع من جانب المواطنين لتعليمات الحماية في الجبهة الداخلية (لأن الملاجيء صالحة لمعظم انواع الاصابات باستثناء الاصابة المباشرة بصاروخ يحمل رأس متفجر ثقيل). تحسين نظام الردع القادر الآن على أن يشخص بدرجة كبيرة من الدقة اطلاق صواريخ، وأن يتوقع ايضا منطقة سقوطها الدقيق، من شأنه أن يسهل تحذير الجمهور في الوقت المناسب.

في قيادة الجبهة الداخلية طوروا مؤخرا برنامج محوسب سيوضع تحت تصرف السلطات المحلية وسيمكن من مراقبة مكان الاصابة حسب عدة معايير من شأنها التسهيل على اجهزة الانتقاذ. من اللحظة التي يتم فيها تشخيص مكان الاصابة سيكون بالامكان توفير تفاصيل سريعة عن عدد السكان الذين يعيشون في المبنى وعن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة بينهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى