ترجمات عبرية

عاموس هرئيل / الولايات المتحدة : الهدنة في غزة بالتوازي مع عرض خطة السلام

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 29/5/2018

تحقيق اتفاق لوقف اطلاق النار (هدنة) في قطاع غزة من المتوقع كما يبدو أن يتأخر رغم الاتصالات التي تجري الآن بهذا الشأن في عدد من القنوات. مصر والولايات المتحدة والامم المتحدة سجلت تقدم في بلورة الاتفاق، الذي اجزاء من الافكار التي جاءت فيه بحثت للمرة الاولى في شهر آذار، في اللقاء الذي جرى في البيت الابيض، لكن الاطراف توجد الآن في حالة انتظار، والآن حماس تستعد لموجة مظاهرات اخرى على حدود قطاع غزة بدء من 5 حزيران الذي يصادف الذكرى السنوية الـ 51 لحرب الايام الستة.

في الخلفية، تطور توتر منفصل بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. صباح أمس عثرت قوة من الجيش الاسرائيلي على عبوة ناسفة وضعت قرب الجدار في جنوب القطاع. وردا على ذلك اطلقت دبابة اسرائيلية القذائف على موقع مراقبة قريب للجهاد الاسلامي امام الجدار وقتلت ثلاثة نشطاء من المنظمة. اليوم هاجم الجيش الاسرائيلي موقع مراقبة فلسطيني في شمال القطاع. وحسب وزارة الصحة في غزة، شخص واحد قتل في الحادث وآخر اصيب اصابة متوسطة من الشظايا نتيجة اطلاق النار. بعد ذلك تم تشغيل صافرات الانذار في سدروت بعد أن اصابت طلقات اطلقت من القطاع مبان وسيارات في المدينة ولم يصب أحد.

حماس امتنعت في الاشهر الاخيرة بصورة متعمدة عن اطلاق الصواريخ، وتمنع المنظمات الاصغر من اطلاقها رغم موت حوالي 100 فلسطيني في المظاهرات منذ نهاية آذار. في الماضي اعتاد الجهاد الرد على كل مس اسرائيلي برجاله. السؤال هو كيف سيتصرف الآن، آخذا في الاعتبار السياسة الفلسطينية العامة في القطاع، التي تؤكد على رواية المقاومة الشعبية لاسرائيل بدل الكفاح المسلح.

عروض اعادة اعمار القطاع تم طرحها في الغالب من قبل من كان يشغل منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، في  المؤتمر الذي استضافته ادارة ترامب في واشنطن في شهر آذار، وهي تشمل عدد كبير من المشاريع لتحسين البنى التحتية في القطاع، التي سيقام جزء منها في الجانب المصري من الحدود في شمال سيناء.

النية في المرحلة الاولى هي اقامة مشاريع بمبلغ نصف مليار دولار تقريبا من اموال عدة دول مانحة، حيث يتم دمج آلاف العمال الغزيين في الاعمال في سيناء.  وكما جاء في “هآرتس” في بداية الشهر الحالي، تم الحديث عن اقامة منطقة صناعية، منشأة لتحلية المياه، محطة لتوليد الطاقة ومصانع لصناعة البناء في شمال سيناء، لكن تنفيذ الخطة ووجه في البداية بتردد مصري. الآن يظهر من جانب مصر اهتمام مجدد، حيث في المقابل قدم اقتراح وساطة قطري لوقف اطلاق النار في القطاع.

من تصريحات عدد من الوزراء الاسرائيليين في الاسابيع الاخيرة يمكن أن يتولد الانطباع بأن اسرائيل تلين مطالبها السابقة، التي تشترط اعمار القطاع بنزع كامل للسلاح فيه، أي تخلي حماس عن كامل سلاحها. حسب الافكار التي تناقش الآن فان حماس ستتعهد بالتوقف عن حفر الانفاق الهجومية على الحدود والامتناع عن اطلاق الصواريخ، وفي المقابل يبدأ اعمار تدريجي للقطاع.

القلقون جدا من هذه التطورات هي عائلات الجنديين هدار غولدن وأورون شاؤول اللذان تحتجز حماس جثتيهما في القطاع مع مواطنين اسرائيليين. في هيئة النضال من اجلهم يعتقدون أن مصر وامريكا تطبخان اتفاق سيخفف على القطاع، لكنه سيبقي مشكلة المفقودين بلا حل. مساء أمس جرت مظاهرة احتجاج في كفار سابا بهذا الشأن.

ولكن فعليا، من المعقول أن تحاول ادارة ترامب المزامنة بين طرح حل لغزة وبين نشر خطة السلام للرئيس. في هذه الاثناء بعد تأخيرات كثيرة يتحدثون عن نهاية حزيران، في نهاية شهر رمضان. احتمالات عملية ترامب تبدو في الضفة الغربية ضئيلة على خلفية الشك الراسخ للسلطة الفلسطينية بأن الرئيس متساوق في خطواته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

مع ذلك، الولايات المتحدة تعطي اشارات بأنه ستكون محاولة للتوفيق بين الخطوات في الضفة والقطاع، أي أن الخطة لتسوية الوضع في غزة ستنتظر شهر تقريبا. مؤشر آخر على أن الوقت غير مهم لأحد، رغم القتلى الفلسطينيين الكثيرين، يمكن ايجاده في حقيقة أن الجيش الاسرائيلي لم يطلب منه حتى الآن من قبل المستوى السياسي أن يطرح رؤيته بخصوص الهدنة.

بين التسوية والحرب

في هذه الاثناء، في الجبهة الشمالية، قال وزير الخارجية الروسي سرجيه لافروف إنه فقط قوات نظام الاسد يجب أن تتواجد في جنوب سوريا. اقواله اعتبرت رسالة واضحة من اجل اخراج قوات حزب الله وحرس الثورة الايراني من قرب الحدود مع اسرائيل. ومثلما جاء أمس في هآرتس فان روسيا غيرت موقفها وستقوم بتأييد ابعاد ايران والمنظمات المرتبطة بها الى أبعد من 60 كم عن الحدود الاسرائيلية السورية في هضبة الجولان، أي، شرق شارع دمشق – درعا، مثلما طلبت اسرائيل في الخريف الماضي. على خلفية هذه الامور، اليوم تم الابلاغ عن أن وزير الدفاع افيغدور ليبرمان سيسافر يوم الاربعاء في زيارة قصيرة لروسيا، وهناك سيلتقي مع وزير الدفاع سرجيه شفيغو. ويتوقع أن يبحثا في التوتر بين اسرائيل وايران حول التواجد العسكري الايراني في سوريا.

أمس أعلن علي شامخاني، سكرتير مجلس الامن القومي في ايران والمقرب من الزعيم الروحي علي خامنئي، بأن طهران اغلقت الحساب مع اسرائيل. شامخاني قال في مقابلة مع قناة “الجزيرة” إن اسرائيل سبق لها ودفعت الثمن على عدوانيتها ضد رجال حرس الثورة. لقد تطرق الى اطلاق صواريخ ايرانية في سوريا في 10 أيار، الذي تم ردا على سلسلة هجمات اسرائيلية ضد اهداف ايرانية في سوريا. الجيش الاسرائيلي قال بعد الحادثة إن ايران اطلقت 32 صاروخ، فقط 4 منها اقتربت من الاراضي الاسرائيلية في هضبة الجولان، وحتى هذه تم اعتراضها بواسطة القبة الحديدية.  سلاح الجو رد بهجوم آخر على اهداف ايرانية ودمر بطاريات دفاع جوي لنظام الاسد بعد أن قامت هذه باطلاق النار على طائراته. ايران تطرح رواية مختلفة تقول إن الضرر الذي اصاب اسرائيل كان اكثر خطورة. ولكن من المهم القول إن السكرتير العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال في خطاب له في منتصف هذا الشهر إن ايران ثأرت من اسرائيل.

يمكن تفسير هذه الاقوال كرغبة من ايران وحزب الله للاعلان عن انتهاء جولة الضربات الحالية في الشمال. سواء في سوريا أو في قطاع غزة لم تتحقق حتى الآن المخاوف التي ابداها زعماء اسرائيليون كبار بشأن احتمالية اندلاع حرب في شهر أيار. التوتر ازداد حقا في الساحتين، لكن ما ظهر وكأنه توجيه مسؤول من المستوى السياسي والعسكري منع التدهور الى حرب.

ولكن نقطة الضعف بقيت على حالها: لم يسجل تقدم في حل المشكلات الاساسية التي ولدت التوتر في الساحتين. مشكوك فيه اذا تنازلت ايران حتى الآن عن تطلعها للتواجد العسكري في سوريا، وللوضع المحزن للقطاع لم يحدث أي تحسن.

فعليا اسرائيل تواصل ادارة الاخطار بين تسوية وحرب تقريبا في كل الساحات التي تهمها. في سوريا تبذل جهود تسوية روسية – امريكية مع المخاطرة بأن ترفض ايران الضغوط الواقعة عليها وتواصل في المستقبل الاحتكاك مع اسرائيل. في لبنان تنتظر المعسكرات السياسية المختلفة تشكيل التحالف، لكن التوتر مع اسرائيل يتوقع أن يتجدد في اللحظة التي ستصل فيها اعمال الجيش الاسرائيلي لاعادة اصلاح الجدار الحدودي الى المقاطع المختلف عليها في رأس الناقورة وقرب مسغاف عام. نتنياهو عاد وهدد أمس بالعمل ضد جهود انتاج السلاح في لبنان. وفي الضفة يتوقع أن يظهر مرة اخرى التوتر حول مبادرة ترامب أو زيادة خطورة الوضع الصحي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وفي القطاع مطلوب تسهيل حقيقي في الوضع الاقتصادي والاجتماعي من اجل استقرار الوضع على طول الحدود مع اسرائيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى