ترجمات عبرية

عاموس هرئيل – الحادثة في قطاع غزة هي عملية تم كشفها : وليست عملية تصفية

بقلم: عاموس هرئيل، هارتس ١٢-١١-٢٠١٨

السؤال الفوري الذي يطرح ازاء الحادثة في قطاع غزة التي قتل فيها أمس ضابط برتبة مقدم وستة اشخاص من حماس هو لماذا الآن؟ العملية في عمق القطاع تمت في ذروة الجهود للتوصل الى وقف اطلاق نار طويل المدى، وفي الوقت الذي شارك فيه رئيس الحكومة في مؤتمر سياسي هام في فرنسا؛ وبعد ساعات معدودة من خطاب طويل ومقنع جدا لنتنياهو في مؤتمر صحفي شرح فيه لماذا حسب رأيه يجب بذل كل الجهود من اجل التوصل الى تسوية في غزة وعدم الانزلاق نحو الحرب.

اسرائيل الرسمية لم تقدم أي تفسير مفصل في المساء على هذا السؤال. الفلسطينيون يبلغون بتفاصيل الحادثة، لكن يبدو على الاقل أن جزء من هذه التقارير مضلل. على هذه الخلفية من المهم سلسلة اللقاءات التي اجراها جنرال الاحتياط، طل روسو، في قنوات التلفاز والاذاعة في الليل. روسو، قائد المنطقة الجنوبية الاسبق، ومن قام بمعظم خدمته العسكرية في الوحدات الخاصة، دورية رئاسة الاركان، لا يكثر من اجراء المقابلات مع وسائل الاعلام. اذا كان قد اختار بالتحديد هذه الليلة، فمن المعقول أن أحد ما استعان به من اجل نقل الرسائل.

في الحادثة قتل قائد من حماس في منطقة خانيونس، نور بركه. الفلسطينيون يزعمون أن هذه كانت عملية تصفية اسرائيلية. روسو نفى هذه الاقوال وقال إن عملية الجيش الاسرائيلي لم تكن عملية تصفية مخططة وأن الضابط من حماس قتل اثناء التصادم مع المقاتلين. حسب قوله الجيش الاسرائيلي يعمل بصورة بحيث أن “معظم المواطنين لا ينتبهون لها. هذه نشاطات تتم طوال الوقت وفي كل ليلة وفي كل القطاعات. هذه العملية كما يبدو كشفت. ليست محاولة تصفية. توجد لنا طرق اخرى للتصفية”. في هذا الصباح صادق المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد رونين منلس، على أن هذه لم تكن عملية تصفية.

من الصعب التصديق بأنه في هذه الظروف يمكن أن يصادق المستوى السياسي على عملية تصفية لأحد النشطاء من المستوى المتوسط في الذراع العسكري لحماس. حيث ليس من الواضح ماذا سيكون المكسب من ذلك. نتنياهو غارق جدا في جهود التسوية مع حماس الى درجة لا تسمح له بالقيام بخطوة كهذه. تفسير روسو بدا اكثر معقولية. ربما أن هذه كانت عملية لجمع المعلومات، مرتبطة بالبنية العسكرية لحماس – الانفاق، تطوير السلاح. وربما في سيناريو آخر هي تتعلق بمعلومات مرتبطة بمشكلة مقلقة اخرى لاسرائيل في قطاع غزة وهي الأسرى والمفقودين. في السنوات الاخيرة، في فترة المعركة بين الحربين، تستغل اسرائيل الفوضى في العالم العربي للقيام بعدد كبير من العمليات المشابهة خلف الحدود. الاغلبية الحاسمة من هذه العمليات لا يتم الكشف عنها، لذلك لا يعلم الجمهور عنها.

إن مجرد كشف المقاتلين هو خطأ عملياتي، يقتضي الآن القيام بتحقيق داخلي عميق في الجيش الاسرائيلي. هل شيء ما في سلوك القوة أو في الاعداد للعملية كشف لحماس عن المقاتلين. وكذلك حقيقة أن العملية انتهت بقتل شخص واصابة شخص آخر، والمقاتلون الآخرون تم انقاذهم بسلام بدون اصابات اخرى. والامر الذي لا يقل اهمية عن ذلك هو أنه لم يكن اختطاف لأي جندي، هذه الحقيقة تثير التقدير. من الواضح أنه تم استخدام الكثير من الشجاعة وبرودة الاعصاب من اجل اخراج القوة بسلام، من مسافة 3 كم في قلب منطقة مكتظة ومعادية.

هذه الحادثة الصعبة ستخرب كل جهود مصر من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار لزمن معين. مع ذلك ورغم القتلى من الطرفين ورغم اطلاق على الاقل 17 قذيفة هاون وصاروخ على بلدات غلاف غزة، لم تنته بالضرورة الاتصالات بشأن التهدئة. حماس حافظت على رد محسوب نسبيا، اذا أخذنا بالحسبان عدد القتلى. حماس ايضا ستحاول بالتأكيد استثمار هذه الحادثة كانجاز، كشف وضرب قوة من وحدة اسرائيلية مختارة، يرسخ صورة مقاومتها العسكرية ضد اسرائيل، بالتحديد بعد أن تصدعت هذه الصورة في اعقاب نشر صور تحويل الاموال القطرية في الحقائب في الاسبوع الماضي.

سواء لاسرائيل أو لحماس هناك مصلحة في تجديد التهدئة، بحيث أنه رغم الحادثة الاستثنائية والخطيرة، ما زال يبدو أن احداث الليلة الماضية لن تقود الى تصعيد والى عملية عسكرية واسعة لاسرائيل في القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى