ترجمات عبرية

عاموس هرئيل – التوتر بين عباس وحماس يدهور الوضع الامن : في غزة في توقيت غير مريح لنتنياهو

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 8/1/2019

التصاعد الجديد في التوتر الداخلي بين حماس والسلطة الفلسطينية هو الذي يعكس نفسه الآن على الوضع الامني على حدود قطاع غزة. كلما زاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شدة منحى الانفصال عن القطاع، يزداد الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له حماس. تبادل التهديدات والاحداث العنيفة بين المعسكرين الفلسطينيين المتنافسين يهدد بتحطيم الهدوء (النسبي والجزئي جدا) الذي تم التوصل اليه في الاسابيع الاخيرة بين حماس واسرائيل. هذه الامور تحدث في وقت غير مريح لحكومة نتنياهو بسبب الانتخابات القريبة.

مؤخرا قرر عباس اخلاء رجاله من المعابر على حدود القطاع، الذين وصلوا اليها قبل سنة تقريبا كخطوة اولى في اطار التفاهمات بشأن المصالحة التي لم تنفذ بين السلطة وحماس. في نفس الوقت زاد عباس من شدة التهديدات لتقليص اموال اخرى من اموال المساعدة التي تنقلها السلطة لحماس، من اجل التزود بالمياه والكهرباء. رئيس السلطة قلق من الصعوبات الاقتصادية التي هو نفسه غارق فيها، على خلفية تقليص المساعدات الامريكية للسلطة ووكالة الغوث، الاونروا، التي تساعد الفلسطينيين في الضفة. هذا أحد تفسيرات تهديداته لحماس.

ولكن من وراء خطوات عباس يقف احباط اكبر يتعلق بشعوره أن حماس تأخذ منه الاموال ولا تعطيه أي شيء في المقابل. كما أن اسرائيل، حسب رأيه، ترد على حماس باعتراف غير مباشر بسيادتها على القطاع بواسطة وقف فعلي لاطلاق النار وتسهيلات في الحصار، في حين أنها تتجاهل كل دعوات السلطة الفلسطينية لتجديد المفاوضات السياسية. من الجدير التذكير بأن موجات التصعيد في القطاع بدأت في نهاية شهر آذار الماضي، مع بداية “مسيرات العودة”، كنتيجة للتقليصات الاولى في المساعدة التي تمنحها السلطة لحماس.

في الاسبوع الماضي كانت هناك احداث عنيفة بين نشطاء حماس ونشطاء فتح في القطاع. نشطاء فتح ارادوا احياء الذكرى السنوية لتأسيس الحركة في الاول من كانون الثاني من خلال مسيرة. ولكن حماس منعت ذلك. بعد ذلك، تم الحديث عن مسيرة اخرى، يبدو بمبادرة من مؤيدي محمد دحلان، عضو فتح المناوئ لعباس وقيادة السلطة. في هذه الاثناء حدثت حادثة اخرى عندما قام عدد من الاشخاص – يوجد خلاف حول هويتهم التنظيمية – باقتحام قناة التلفاز المتماهية مع السلطة في القطاع، ودمروا المعدات.

خطوات عباس تثير قلق حماس على خلفية احتمال المس بتزويد الكهرباء في ذروة فصل الشتاء. أيضا يبدو أن زعماء حماس وحتى المصريين يجدون صعوبة في قراءة خطوات عباس القادمة. التوتر الداخلي ينزلق مرة اخرى الى الجبهة الامنية. في يوم الاحد الماضي تم اطلاق عبوة ناسفة بواسطة طائرة مسيرة وبالونات على النقب. الجيش الاسرائيلي قصف ردا على ذلك موقعين لحماس.

في ليلة الاحد بعد هدنة طويلة نسبيا، اطلق من القطاع صاروخ على عسقلان، وتم اعتراضه من قبل القبة الحديدية.

في هذه الاثناء يتم تعويق ادخال المساعدة المالية القطرية الشهرية الى القطاع، التي تبلغ 15 مليون دولار، التي كان يتوقع أن تدخل قبل 10 كانون الثاني. يبدو أن التأخير يتعلق بضغط فترة الانتخابات. وزير الدفاع السابق افيغدور ليبرمان هاجم نتنياهو دائما على استمرار تحويل اموال قطر لحماس. صور الاوراق النقدية المحولة في الحقائب غير مريحة لنتنياهو بسبب تأثيرها السيء على مصوتي اليمين.

مع ذلك، رئيس الحكومة لم ينحرف عن سياسته خلال السنة الاخيرة في القطاع. وقد هدد حماس مؤخرا من خلال الرسائل التي نقلها بواسطة المخابرات المصرية، بأن لا تحاول اشعال الوضع على حدود القطاع في فترة الانتخابات لأن اسرائيل سترد بشدة استثنائية. ولكن مع ذلك، التعليمات لقادة الجيش الاسرائيلي فيما يتعلق باستخدام القوة في القطاع بقيت على حالها: ضبط النفس، وبذل كل ما في استطاعتهم من اجل الحفاظ على الهدوء دون أن يؤدي الى تصعيد. هذا صحيح حتى الآن، هذا ما يريده القائد، وهو مفهوم جيدا في كل مستويات جهاز الامن.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى