ترجمات عبرية

عاموس هرئيل : الاسد يستعد للسيطرة على الجولان السوري – واسرائيل ستحسم اذا كانت ستتدخل

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 27/6/2018

الحرب الاهلية في سوريا دخلت كما يبدو الى المرحلة القادمة. بعد عدة نجاحات عسكرية لنظام الاسد في السنتين الاخيرتين يستعد النظام السوري بدعم جوي من روسيا للسيطرة على جنوب غرب الدولة. هذه المنطقة لها اهمية رمزية (في مدينة درعا بدأ التمرد ضد النظام في آذار 2011)، لكن لها اهمية عملية ايضا لأن محافظة درعا ومنطقة هضبة الجولان السورية قريبة من الحدود مع الاردن واسرائيل.

في الاسبوع الاخير جاءت تقارير عن هجمات الطائرات المروحية للنظام في المنطقة الزراعية التي تقع في شمال وشرق درعا، الى جانب القاء البراميل المتفجرة على المتمردين. تبادل اطلاق النار يجري ايضا على الارض اثناء محاولة النظام دق اسفين بين المنطقتين الواقعتين تحت سيطرة المعارضة. في يوم الاثنين الماضي جاءت تقارير عن هجوم جوي ثاني منسوب لاسرائيل خلال اسبوع، هذه المرة قرب مطار دمشق. تنظيم يتماهى مع المعارضة قال إن الهجوم كان موجها ضد ارسالية للسلاح تم انزالها من طائرة ايرانية في المطار بعد وقت قصير من وصولها.

ولكن ساحة المعركة الاساسية في سوريا ما زالت سياسية وليست عسكرية. في الوقت الذي يستعد فيه النظام للهجوم في الجنوب، تحاول روسيا اقناع الولايات المتحدة بالموافقة على تسوية سيتم التوصل اليها في القناة الدبلوماسية. روسيا تسعى الى اخلاء متفق عليه لعدد من المتمردين في الجنوب وسيطرة نظام الاسد على جزء من المناطق (ربما خلال تعهد  ابعاد قوات ايرانية ومليشيات شيعية عن المنطقة). وهم معنيون ايضا بانسحاب امريكا من قاعدة تنف القريبة من الحدود مع العراق، وهي الخطوة التي لا توافق عليها في الوقت الحالي ادارة ترامب. الخطوات العسكرية الاخيرة في جنوب سوريا أن نراها بناء على ذلك تسخين للمحركات وأعلان نوايا للنظام قبل هجوم عسكري واسع. في الخلفية توجد لاسرائيل مصالحها الخاصة – افشال تهريب السلاح لحزب الله واعطاء اشارات لايران بأنها ستواصل العمل ضد تواجدها العسكري في سوريا.

في نهاية الاسبوع الماضي نشرت وكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة قامت بابلاغ المتمردين في جنوب سوريا أنه لا يمكنهم الاعتماد عليها في حال أن النظام بدأ بتنفيذ خطة الهجوم. السؤال الرئيسي الآخر هو كيف ستتصرف اسرائيل. اسرائيل تسعى الى استقرار على الحدود، ونددت أكثر من مرة بنظام الاسد على قتل مواطنيه واستخدامه للسلاح الكيميائي في القتال. ولكن هل ستعارض بالضرورة اعادة الجيش الاسرائيلي الى الحدود في هضبة الجولان اذا ترافق ذلك مع ابعاد الايرانيين من هناك؟.

في السنوات الاخيرة نقلت اسرائيل الغذاء والملابس والادوية لمن سماهم الجيش الاسرائيلي السكان المحليين – سكان القرى القريبة من الحدود الذين دخل الآلاف منهم الى البلاد بغرض تلقي العلاج. في وسائل الاعلام الغربية نشر ايضا عن نقل سلاح وذخيرة من اسرائيل الى مليشيات محلية حاربت النظام. اسرائيل نفت ذلك، لكن مؤخرا ظهر أن هذا النفي تم بلهجة اضعف من اللهجة التي تم اتباعها في السابق.

خلال النضال ضد المتمردين في ارجاء سوريا، قتل النظام بلا رحمة سكان المدن والقرى الذين كانوا تحت سيطرتهم. في حالات كثيرة قوات الرئيس بشار الاسد قصفت من الجو وبالمدفعية قرى تقع تحت الحصار الى أن استسلمت. القيادة الاسرائيلية يتوقع في القريب أن تواجه معضلة غير بسيطة. في نقاشات داخلية في جهاز الامن سمعت اصوات منها في قيادة الشمال، تؤكد على التزام انساني من قبل اسرائيل لهذه القرى.

مع ذلك من الصعب رؤية دعم الجمهور لخطوة تعرض حياة جنود الجيش الاسرائيلي للخطر لانقاذ مواطنين عرب من دولة معادية. السيناريو الاكثر منطقية هو أن اسرائيل لن تتدخل بشكل مباشر ضد النظام الذي سيصل رجاله أخيرا الى هضبة الجولان السورية، بل ستحاول ربط ذلك باتفاق شامل يبعد ايران والمليشيات الشيعية عن المنطقة.

في الخلفية توجد مشكلة اخرى تتعلق بالدروز. على مدى اكثر من سبع سنوات الحرب نجح الدروز في سوريا بشكل عام في البقاء خارج المواجهة، رغم أنه في بعض المناطق تعاونوا مع النظام. مدينة السويداء (قلب جبل الدروز) تقع قرب المنطقة التي منها “هاجم النظام درعا”. نحو 50 ألف شاب درزي من سكان المنطقة تهربوا من التجند للجيش السوري اثناءالحرب، واعتبروا متهربين من الخدمة. والنظام اختار عدم التصادم معهم حتى الآن.

ولكن المواطنين الدروز في اسرائيل قالوا إنه في الاسبوع الماضي وصل الى مدينة السويداء جنرالين روسيين وطلبا من القيادة المحلية وضع عشرات آلاف الجنود الدروز تحت تصرف الجهد الهجومي للنظام. واذا رفضوا، هدد الجنرالان، فان النظام سعتبر السويداء منطقة معادية وسيتعامل مع السكان هناك على أنهم عملاء لمنظمة ارهابية. في الطائفة يخشون من أن الاسد يريد اعطاء طابع ديني للمواجهة في المرحلة الاخيرة، وتحريض الدروز ضد جيرانهم السنة.

التوتر في جبل الدروز يلقي بظله على الدروز في هضبة الجولان السورية ايضا. القرية الدرزية الخضر في شمال الهضبة تقع قرب خط التماس بين النظام والمتمردين. ولكنها حافظت على مدى السنين على علاقة مع النظام، وفي بعض الحالات وقفت في احتكاك مباشر مع المليشيات السنية التي حاربت ضد الاسد. في بداية تشرين الثاني الماضي، على الاقل من خلال غض نظر اسرائيل، اقترب مقاتلو المليشيات السنية من قرية الخضر. الهدف كان ابعاد جنود النظام عن منطقة مجاورة، لكن بطريقة ما بدأ قصف مدفعي بالهبوط ايضا على سفوح جبال قرية الخضر نفسها.

لقد هبت الطائفة الدرزية في اسرائيل للنجدة خشية مذبحة ضد اخوانهم خلف الحدود. “عندما يقول لك اصدقاءك إنهم سيتوقفون خمس دقائق لشرب القهوة قرب الخضر فان هناك احتمال كبير لأن ينتهي هذا مثلما حدث في صبرا وشاتيلا”، قال مصدر مطلع على التفاصيل. اسرائيل استيقظت بسرعة، رئيس الحكومة نتنياهو وجه تحذير للمتمردين اثناء زيارته في بريطانيا، وزير الدفاع ليبرمان أمر الجيش بتحريك الدبابات في جبل الشيخ قرب الحدود. هذه الخطوات كانت كافية لردع المتمردين. ولكن الآن ربما يجد الدروز في الخضر أنفسهم في خط التماس بين النظام والمعارضة اذا تجدد ذلك بكامل القوة في هضبة الجولان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى