ترجمات عبرية

عاموس هرئيل – الاحتكاكات على الجدار مستمرة، وفي اسرائيل باتوا حذرين في مسألة التسوية

بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس 8/8/2018

حادثة اطلاق النار أمس على حدود قطاع غزة هي دليل على سوء تفاهم محلي يمكنه أن يتطور الى حادثة تلقي بظلها على جهود التوصل الى وقف لاطلاق النار. اطلاق رجال حماس للنار قرب الجدار أدى الى رد فوري لاسرائيل والى قتل نشيطين من الذراع العسكري لحماس.

حسب رواية حماس التي نشرت بعد الظهر الامر يتعلق بسوء تفاهم. في موقع لقوات الكوماندو البحري لحماس في شمال القطاع جرى استعراض امام شخصيات كبيرة في المنظمة؛ جنود الجيش الاسرائيلي اعتقدوا بالخطأ أن اطلاق النار موجه ضدهم وردوا بنار المدفعية. في الجيش الاسرائيلي قالوا في البداية إن  الرد على اطلاق النار كان مطلوبا في مثل هذه الظروف.

ولكن في هذه الليلة وبعد تحقيق اولي عدل الجيش لوائحه. من التحقيق تبين أن اطلاق النار شخص على بعد حوالي 2 كم من الحدود. بعد ذلك اعترفوا في الجيش أنه كان هناك تشخيص اشكالي، وفسروا ذلك بالمستوى العالي للتوتر في هذه الاسابيع على طول الحدود، وبأحداث سابقة من اطلاق نار القناصة. اثناء اطلاق النار كانت تعمل قوة هندسية للجيش الاسرائيلي على طول الجدار، والقادة الميدانيين خافوا من أن يتعرضوا للخطر.

الكوماندو البحري لحماس يقف في جبهة الاحتكاك مع اسرائيل في الاشهر الاخيرة. حماس بمساعدة ايران استثمرت جهود كبيرة في تحسين القدرات العملياتية لهذه الوحدة. سلاح الجو يكثر من مهاجمة قاعدتها بهدف المس بهذه القدرات.

في هذا الاسبوع اعلنت وزارة الدفاع عن اقامة عائق بحري – قطاع بطول 200 متر تم بناءه بشكل عمودي مع الشاطيء بهدف تصعيب دخول الغواصين.

حادثة اطلاق النار أمس هي الثالثة من نوعها خلال اسبوعين ونصف. في الحادثتين السابقتين قتل جندي من جفعاتي، الرقيب اول افيف ليفي، واصيب باصابة متوسطة ضابط من اللواء. الحادثتين السابقتين حدثتا على بعد حوالي 400 متر احداهما عن الاخرى، وبفارق زمني اقل من اسبوع. في الحالتين كان ذلك اطلاق لنار القناصة اصابت القوات الموجودة على طول الجدار في جنوب قطاع غزة.

قتل نشيطين من الذراع العسكري أدى كما هو متوقع الى تهديدات بالانتقام من قبل حماس والجهاد الاسلامي. الجيش الاسرائيلي اعاد نشر في الايام الاخيرة بطاريات القبة الحديدية في عدة مناطق في النقب. وهذا يدل على أنه مستعد للتصعيد. مع ذلك، المنظمات الفلسطينية ردت بصورة مختلفة على قتل اعضائهم في السابق. بشكل عام اطلقت الصواريخ ردا على موت نشطاء الذراع العسكري في حين أنه لم يكن رد كهذا على قتل متظاهرين في المظاهرات الاسبوعية على طول الجدار.

تسوية صغيرة

التقارير الفلسطينية في الاسبوع الماضي عن احتمالات أن تتم بلورة صفقة قريبة مع اسرائيل استبدلت الآن بنغمات متشائمة وحذرة اكثر. هذا يتوافق مع الرياح التي هبت من نقاش الكابنت أول أمس. الوزراء سمعوا أنه ما زال هناك عقبات كثيرة في الطريق الى تسوية شاملة في القطاع. اهمها هو رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوقيع على اتفاق مصالحة مع حماس، وأن يتجند لعملية اعادة اعمار القطاع. اضافة الى ذلك، مشكلة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين. يبدو أن اسرائيل مستعدة لتعويق التقدم بدرجة ما في اعادة جثث الجنود والمدنيين الاسرائيليين. ولكنها تحتاج الى بادرة حسن نية من حماس، مثل تقرير كامل عن وضع الاربعة، قبل المصادقة على الصفقة.

حماس اعلنت أن قيادة المنظمة اتخذت في جلستها في غزة عدة قرارات، وأن وفد من قبلها سيسافر الى القاهرة لمواصلة النقاش مع المصريين حول المصالحة، كسر الحصار والتوصل الى تهدئة مع اسرائيل. في هذه الاثناء يبدو أن الاقتراح الموجود على جدول الاعمال في المرحلة الاولى هو “تسوية صغيرة“: وقف اطلاق النار، الذي تطلب اسرائيل أن يشمل ايضا وقف اطلاق الطائرات الورقية الحارقة والبالونات ووقف الاحتكاك العنيف على الجدار. في المقابل اعادة الحركة الكاملة للبضائع في معبر كرم أبو سالم ورفع جزء من القيود على الصيد امام شواطيء غزة.

هذا حل اسهل على التحقق، الذي يخدم مصلحة كل الاطراف في التهدئة ومنع حدوث حرب. المشكلة هي أنه لا يقترب حتى الى حل المشكلات الاساسية في القطاع. لذلك فان قيادة الجيش الاسرائيلي تؤيد اتخاذ خطوات اوسع: اعطاء موافقة اسرائيلية على تقديم المساعدة الفورية في المجالات الاكثر اشتعالا – المياه والغذاء والكهرباء والوقود والمعدات الطبية واعادة تأهيل البنى التحتية للمجاري في القطاع. هنا يوجد فجوات امام المستوى السياسي الذي يخشى التقدم بدون أن يكون بيديه على الاقل وعد مقنع للوصول الى انجازات ما في مسألة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين، وبالطبع يخشى من أن يتم اعتباره ضعيف امام حماس.

الامور ستتضح ربما بعد جولة اخرى من المحادثات بين حماس والسلطة برعاية مصرية في القاهرة. في هذه الاثناء يتوقع استمرار الوضع الراهن: بالونات حارقة، اشتعالات محددة على طول الجدار والكثير من التهديدات في الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى