ترجمات عبرية

عاموس هرئيل: إسرائيل تسلم بانتصار الأسد ومن غير .. المتوقع أن تتدخل في صالح الثوار

بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس مقال – 2/7/2018

الهجوم المشترك لنظام الاسد وسلاح الجو الروسي يدفع بالتدريج المتمردين من جنوب سوريا، ويدفع الى هرب عشرات الآلاف من اللاجئين باتجاه حدود الاردن واسرائيل المجاورة. في نفس الوقع يضع امام اسرائيل امتحان جديد: كيف ستحافظ على الخطوط الحمراء الامنية التي وضعتها دون الانجرار الى مواجهة مباشرة مع النظام، ولا يقل اهمية عن ذلك هو كيف ستقوم بذلك من خلال الامتناع عن التصادم مع روسيا التي تعززت العلاقات معها جدا في الاشهر الاخيرة، وترى اسرائيل فيها المفتاح لتطبيق هدفها الرئيسي وهو ابعاد ايران والمليشيات الشيعية عن الحدود في هضبة الجولان.

في بداية جلسة الحكومة أمس حدد بنيامين نتنياهو الاهداف الاسرائيلية ازاء تقدم الجيش السوري في الجنوب. وقال إن اسرائيل ستواصل الدفاع عن حدودها، وستقدم المساعدات الانسانية بقدر المستطاع للاجئين الذين يعيشون قريبا من الحدود (لكنها لن تسمح بدخولهم الى اراضيها)، وستطالب بتطبيق مشدد لاتفاق الفصل في هضبة الجولان الذي وقع في العام 1974 في اعقاب حرب يوم الغفران. واضاف نتنياهو أنه يجري اتصالات متواصلة مع البيت الابيض والكرملين حول هذه الامور. في المقابل، الجيش الاسرائيلي اعلن عن تعزيز قواته في هضبة الجولان على ضوء التطورات. وحدات مدرعة ومدفعية اضافية نشرت على طول الحدود.

في جنوب سوريا يتواصل تقدم النظام. حتى الآن المعارضة التي واجهها الجيش السوري والمليشيات التي تساعده ليست شديدة بشكل خاص. آلاف اللاجئين يواصلون الهرب في الوقت الذي تضطر فيه قرى وجد فيها فيها السكان انفسهم محاصرين من قبل قوات النظام الى التوقيع على اتفاقات استسلام والاعلان مجددا عن ولائهم للرئيس بشار الاسد. في يوم الجمعة الماضي رسمت “واشنطن بوست” الخطوط الهيكلية للتفاهمات المتبلورة في سوريا بصورة تشبه ما نشر في “هآرتس” في الاسابيع الاخيرة. حسب محلل الصحيفة ديفيد اغنيشيوس فان الحرب الاهلية تقترب من نهايتها السياسية. وحسب اقواله فقد تراكم فهم امريكي روسي اسرائيلي بحسبه سيتمكن نظام الاسد من العودة والسيطرة على الجانب السوري من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. استمرارا للهجوم الذي يديره في منطقة درعا قرب الحدود مع الاردن. اسرائيل، كتب، ستوافق على ذلك مقابل تعهد روسي بالاهتمام بابعاد ايران والمليشيات الشيعية حتى مسافة 80 كم تقريبا عن الحدود (مصادر اسرائيلية تحدثت في السابق عن اتصالات بشأن مسافة 60 70 كم عن الحدود، في حين أن نتنياهو طلب علنا الابعاد الكامل لايران من سوريا). روسيا من ناحيتها ستواصل غض النظر عن الهجمات الاسرائيلية ضد المصالح العسكرية الايرانية في عمق سوريا.

اغنيشيوس يقول إن اسرائيل وادارة ترامب تركزان الاهتمام في سوريا على مسألة واحدة فقط هي كبح ايران، وأنهم فعليا سلموا بالسيطرة الجديدة لنظام الاسد القاتل على كل الاراضي السورية. حسب تقريره فان الولايات المتحدة ستتنازل بشكل نهائي عن طلبها الاساسي وهو تغيير النظام. ولكنها ستواصل التمسك بقاعدة تنف في شرق سوريا بهدف تصعيب انتقال قوات ووسائل قتالية من ايران الى دمشق. في المناطق التي سيحتلها النظام في جنوب سوريا ستوضع قوات شرطة عسكرية روسية وتقوم باعمال الدورية. معبر الحدود بين الاردن وسوريا سيتم فتحه بصورة تسمح بحركة شاحنات اردنية نحو الشمال، وهي عملية مطلوبة بالنسبة لعمان من اجل تحسين اقتصادها الموجود في ازمة عميقة.

المحلل في “واشنطن بوست” انتقد التفاهمات. حسب رأيه التعهدات الروسية بابعاد الايرانيين غير صادقة، ورجال حرس الثورة الايراني والمليشيات الشيعية يمكنهم بسهولة التسلل الى المناطق التي سيتم ابعادهم عنها برعاية الجيش السوري. هو يقتبس جهات في بريطانيا وفرنسا تشكك بقدرة روسيا على الوفاء بتعهداتها، ويحتج ايضا على التخلي عن المتمردين السنة في سوريا وتركهم لمصيرهم، الذين منحتهم الادارة الامريكية السابقة برئاسة اوباما دعم محدود.

اسرائيل لم تعلن بعد كيف ستتصرف بخصوص “أبناء المنطقة”، رجال المليشيات السنة، في الجانب السوري من الحدود في الجولان والذين حصلوا منها على المساعدة الانسانية والملابس والاغذية والادوات الطبية في السنوات الاخيرة. تصريحات نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان والمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي تطرقوا في الايام الاخيرة فقط للاجئين الذين وصلوا الى المنطقة في الاسبوع الماضي وليس للسكان المحليين والمليشيات التي تدافع عنهم. مع ذلك، ازاء التصريحات الاسرائيلية المتكررة بشأن الحفاظ على سياسة عدم التدخل في سوريا، وعلى خلفية نشر التفاهمات مع روسيا، من المعقول أن اسرائيل ستمتنع عن تقديم المساعدة العسكرية للمتمردين في هضبة الجولان السورية، على الاقل طالما لم يحدث أي تغيير في الظروف.

تعزيز القوات في هضبة الجولان، الزيارة الخاطفة لرئيس الاركان آيزنكوت الى واشنطن، والمحادثات المتواصلة في القيادة السياسية والامنية تدل على أن اسرائيل دخلت الى مرحلة حساسة بشكل خاص بشأن الحرب الاهلية السورية. الحفاظ على مصالحها الامنية في الشمال مع الامتناع عن التدهور الى تدخل في الحرب نفسها ستتحول في الاسابيع الاخيرة الى تحد فوري يقتضي حذر شديد الى جانب مواصلة بث رسائل هجومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى