ترجمات عبرية

عاموس غلبواع يكتب – لا بشرى

بقلم: عاموس غلبواع، معاريف 19/7/2018

ما الذي كان لنا في لقاء ترامب – بوتين في سياق اسرائيل وهضبة الجولان حسب التصريحات العلنية؟ اولا، كلاهما تحدثا عن أمن اسرائيل كموضوع مركزي. بل سار ترامب بعيدا في حديثه في المقابلة الصحفية عن “شيء ما قوي” في صالح اسرائيل. وثانيا، تحدث بوتين عن أمن اسرائيل بمعنى “عودة الى الوضع الذي كان في العام 1974، أي اتفاق فصل القوات. هذا سيؤدي الى السلام والعلاقات الهادئة بين دول اسرائيل وسوريا، وسيساعد امن اسرائيل.

هذا عمليا هو موقف نتنياهو، موقف حكومة اسرائيل. وبوتين يقبله حرفيا. فما الغرو أنهم في القدس قد ذابوا فرحا؟ برأيي ليس في قول بوتين هذا، الذي يقبل به ترامب بالطبع، أي بشرى، أي شيء. يعطوننا هدية عديمة القيمة هي على أي حال موجودة لدينا. فهل طرح احد ما للحظة واحدة في الساحة الاقليمية أو العالمية فكرة الا ينفذ السوريون الاتفاق؟ هل كان ثمة مثل هذا التهديد المزعوم؟ هل تحتاج اسرائيل لان يضمنوا لها الا يدخل الجيش السوري المسكين الى منطقة الفصل؟ الا يدخل الى منطقة تخفيف القوات عددا من الدبابات اكثر مما كان مسموحا له حسب اتفاق الفصل؟ هل توجد لنا على الاطلاق مشكلة مع هذا الجيش الذي قام بكل “انتصاراته” في جنوب سوريا نيابة عن الروس وهم الذين تفاوضوا مع الثوار في كل قرية وقرية؟

لا توجد لنا أي مشكلة مع الجيش السوري النظامي. مشكلتنا هي مشكلة الارهاب المحتمل من هضبة الجولان والذي سيمارسه حزب الله، الميليشيات الشيعية وامثالهما، بينما هو مموه، وكله برعاية ايران.

لو أن قول بوتين رافقه قول يفيد انه من أجل امن اسرائيل “لن اسلم باي فعل ارهابي وتآمري من هضبة الجولان” – لقلنا كفى. يمكن بالطبع ان نفسر اقوال بوتين عن “العودة الى الوضع الذي كان في 1947” كوضع لم يكن فيه في هضبة الجولان الا الجيش السوري، وليس حزب الله، ايران وميليشياتها. بمعنى، ان بطريق غير مباشر قال بوتين عمليا انه ليس في هضبة الجولان مكان لاي جهة عسكرية، الا فقط للجيش السوري. ربما. ولكن لنفترض انه يوجد في هذا شيء ما. فمن هي الجهة التي ستفحص هذا، التي ستتأكد بانه لا توجد في هضبة الجولان خلايا ارهاب وتآمر من جانب ايران؟ الروس بالطبع سيضمنون لنا بان الجيش السوري وحده سيكون في هضبة الجولان. ولا ذرة ايرانية. ولكن من سيفحص ويؤكد ذلك بشكل دائم، على مدى الزمن؟

عندما كان الحديث يدور عن اتفاق الفصل في هضبة الجولان في 1974، تقرر جسم خاص كانت مهمته فحص التزام الجيش السوري والجيش الاسرائيلي بالاتفاق. فمن سيفحص الان – لا الجيش السوري، بل عشرات القرى في هضبة الجولان، وخلايا الارهاب التي ستتمترس هناك؟ هضبة الجولان السورية من شأنها ان تصبح ساحة ارهاب. ايران التآمرية، النشطة، ستحرص على ذلك. بسبب رغبتها بعدم توريط حزب الله في اعمال من لبنان، ستكون لها مصلحة خاصة للعمل من هضبة الجولان السورية.

نحن نوجد الان في الساحة السورية في فترة تصميمية للحدود. ففي هذه الايام يجري تصميم حدود سوريا مع الاردن على طوله باستثناء منطقة جنوب – جنوب هضبة الجولان السورية، حيث لا تزال توجد قوة من داعش. أما الحدود بين اسرائيل سوريا (حين يكون مثابة اعتراف من القوى العظمى بحكم الامر الواقع بان هضبة الجولان هي ارض دولة اسرائيل) فتوشك على أن تصمم قريبا. واذا لم نتمكن في اثناء تصميمه القريب من خلق وضع يكون فيه حظر من القوى العظمى على التواجد في هضبة الجولان لكل جهة ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر بايران، سيكون من الصعب جدا في المستقبل تغيير الوضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى