ترجمات عبرية

عاموس غلبواع يكتب – بين جبهتين

بقلم: عاموس غلبواع ، معاريف 26/7/2018

ماذا يحصل في الشمال، وماذا يحصل في الجنوب حيال غزة وما الفرق بينهما؟ نبدأ بالشمال. الجيش السوري، بقيادة روسية عليا وتخطيط روسي، سيطر على معظم هضبة الجولان السورية؛ بعض البلدات، مثل بلدة نافيه، تعرضت لقذائف من الطائرات الروسية والسورية؛ معظم الثوار استسلموا للمندوبين الروس الذين ضمنوا عبورهم الى شمال سوريا، الى منطقة ادلب التي يسيطر عليها عشرات الاف الثوار، وقوة عسكرية تركية صغيرة. القسم الوحيد في هضبة الجولان السورية الذي لم يحتل بعد هو في جنوبها، قرب نهر اليرموك. ويسيطر عليه داعش وهو محاصر. محاولات الانقضاض عليه فشلت في ظل خسائر فادحة للجيش السوري. ولما كان كذلك، فما يجري هذه الايام هو أن المنطقة التي يسيطر عليها داعش ويقاتل من سبيلها، تعرضت لنار المدفعية، الصواريخ الثقيلة وقذائف الفسفور المحظورة الاستخدام والقصف من الطائرات. هذا ما ادى، وأكاد اقول بشكل طبيعي، الى التورط السوري مع الجيش الاسرائيلي.

والان الى نقطة جوهرية بالنسبة لاسرائيل: مع الجيش السوري الذي سيطر على هضبة الجولان السورية، يوجد ايضا جنود، ببزات سورية، من الميليشيات الشيعية العراقية والافغانية التي برعاية الحرس الثوري الايراني، وربما ايضا من القوة المختارة في حزب الله.

في الجانب السياسي، بعد أن ارتاحت اسرائيل لضمان روسيا اتفاق الفصل في 1974 (ورأينا منذ الان بان هذا الاتفاق غير ذي صلة على الاطلاق بالوضع الجديد)، برزت في بداية الاسبوع المشكلة الحقيقية في اللقاء الخاص والاستثنائي عندما جاء وزير الخارجية الروسي ورئيس الاركان الروسي الى اسرائيل للقاء القيادة الاسرائيلية. في ختامه أعلنت اسرائيل بان الروس وافقوا على الا تكون “قوات ايرانية” على مسافة 100 كيلو متر من الحدود. علنا، أعلن الروس عدة مرات بان في جنوب سوريا، بما في ذلك هضبة الجولان السورية، لا توجد على الاطلاق قوات ايرانية. وللمفارقة، فانهم محقون: لا توجد أي سرية، كتيبة او لواء ايراني. العناصر العسكرية الايرانية التي في سوريا هي اخرى. لغرض القتال يستخدم الايرانيون الميليشيات التي اقاموها، وليس قوة ايرانية مباشرة. هذه الميليشيات هي المشكلة. وهي توجد منذ الان، مموهة، في هضبة الجولان. والخطر الكامن فيها هو الارهاب من هضبة الجولان. مفهوم أنه ستكون لنا وعود حتى السماء بانه لا توجد ميليشيات وانهم اخرجوها من جنوب سوريا. فمن سيراقب ذلك؟ من سيفحص؟

في غزة نحن نعيش حرب استنزاف مع حماس. وافقنا على ذلك. عندما نوافق نحن على وقف النار، بوساطة الجهات المختلفة، فاننا نخدم حماس، وهي التي ستقرر ما تكونه اعمالها ضدنا في اطار “وقف النار” حتى الجولة القتالية التالية، ومرة اخرى “وقف النار”. وبخلاف حرب الاستنزاف الاكثر شهرة، حرب الاستنزاف في جبهة قناة السويس البعيدة، بدون سكان مدنيين في طرفنا، هنا نحن ندخل مواطني النقب الغربي الى حرب الاستنزاف.

ان حجة الغيبة التي يعاد طرحها هي أن الخطر هو في الشمال، وبالتالي لا يريد الجيش الاسرائيلي أن “يعلق” في غزة في ضوء المخاطر الكبرى في الشمال. هذا ليس صحيحا. فالخطر في الشمال ليس في المدى الفوري؛ لا يوجد لنا في الشمال أي خطر حرب ضد سوريا، ايران، روسيا او أي جهة اخرى. اقصى ما يوجد لنا هي تسللات النار. بالمقابل، في غزة بانتظارنا تصعيد بل وحرب؛ في الجنوب الحقول تشتعل؛ في الشمال لا تشتعل الحقول. بكلمات بسيطة: الظروف في الشمال لا تمنع أي عملية متواصلة للجيش الاسرائيلي حيال حماس في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى