ترجمات عبرية

عاموس غلبواع يكتب – من الشمال سيأتي الشر

معاريف – مقال – 6/12/2018

بقلم: عاموس غلبواع

حملة “درع الشمال”، التي بشر مواطنو الدولة بها بمفاجأة تامة صباح يوم الثلاثاء، هي بداية تحقق مسيرة خلاصة جوهرها هي اجتثاث القدرة العملياتية البرية لحزب الله لمهاجمة الجليل. بخلاف الانفاق الهجومية لقطاع غزة التي كانت غايتها ارهابية أكثر ولاحتلال الاراضي اقل، ففي الشمال، الى جانب القدرة الارهابية الكامنة في الانفاق، فان غايتها الاساس هي النقل السريع والخفي لكمية كبيرة من القوات لغرض تنفيذ خطوات عسكرية صرفة لاحتلال المنطقة.

على فرض ان الجيش الاسرائيلي سيكمل المسيرة، وتحدي الهجوم البري لحزب الله يشطب من جدول الاعمال، تقف امامنا ثلاثة تحديات تتعلق بقدرات حزب الله التكنولوجية: الكمية الوحشية للصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي توجد في ترسانته؛ الصواريخ الدقيقة التي ينتجها، والتي يبدو ان كميتها ليست كبيرة حاليا، وهي القادرة على أن تضرب ليس مجرد السكان المدنيين بل وتضرب اهدافا نوعية في دولة اسرائيل، ومصانع الانتاج التي أغلب الظن اقيمت/ستقام في لبنان من أجل ان تزداد كمية الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، او نقل صواريخ كهذه مباشرة من ايران الى لبنان.

هذه التحديات الاستراتيجية التي يضعها حزب الله امامنا، لا تقف بحد ذاتها. فهي جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقليمية لايران. فكل الاحاديث عندنا عن أن التهديد الاكبر على دولة اسرائيل هي الشروخات الداخلية هي ترهات وهراءات. يكفي ان تسقط عشرة صواريخ دقيقة على اهداف نوعية عندنا كي يتجسد لنا ذلك.

ان السؤال الاكبر والاكثر ازعاجا هو هل لدى اسرائيل ما يكفي من القدرة الكافية والمصداقة لاحباط هذين التحديين الاولين، واولا وقبل كل شيء المس بكمية الصواريخ الوحشية. وبتعبير آخر، هل القدرات ضد الصواريخ التي توجد الان لدى اسرائيل (بدء بالقبة الحديدية عبر العصا السحرية وانتهاء بحيتس) تستجيب لهذه التحديات؟

والان، ثلاث ملاحظات قصيرة على حملة “درع الشمال”: اولا، يجب انزال القبعة امام السرية التامة التي أحاطت بكل الخطوة منذ بدايتها في 2014 وفي الزمن الاخير. فلم ار حتى ولا تسريب واحد، حتى ولا بالتلميح. فالكثير من المرات سمعت الفرضية في أن في ايامنا لا يمكن حفظ السر. يتبين انه عندما يريدون، والتشديد هو على كلمة يريدون، فيمكن حفظ السر، وخير هكذا.

ثانيا، الجانب السياسي الحزب. فبعد الجرف الصامد كانت هجمة وحشية على الحكومة في موضوع الانفاق. انطلقت صرخة كبرى: اتهموا الاستخبارات، اتهموا الجيش وبالطبع القيادة السياسية: كيف حصل أنهم لم يعرفوا، كيف حصل انهم لم يفعلوا أي شيء، كيف أهملوا، كيف تركوا بلدات الغلاف تحت رحمة حماس وكيف وكيف. وها هو، الان، عندما يفعل الجيش الاسرائيلي ما ينبغي فعله في ختام اجراء قتالي مركب، ينهض سياسيون، وبالطبع اعلاميون، وذلك لان الطرفين يسيران معا، ويصرخون: كل هذه علاقات عامة. هذه ليست حملة لحماية الشمال بل لحماية بنيامين نتنياهو، ولازاحة الانتباه عن ملف 4000. بزعمهم، لقد وجه رئيس الوزراء كل شيء على ظهر الجيش الاسرائيلي. بالفعل تعطل الكراهية العمياء لبيبي العقل وتخلق شر القلب.

ثالثا، الجانب السياسي الخارجي. خير انه بالتوازي مع عمل الجرافات بدأت في الساحة الدولة هجمة دبلوماسية على لبنان وعلى حزب الله. ينبغي الامل في أن ينعقد مجلس الامن كي يشجب لبنان وحزب الله على خرق قرار 1701، الذي اتخذ في اعقاب حرب لبنان الثانية وحظر تواجد حزب الله في جنوب لبنان. سيكون مشوقا ان نرى ماذا سيكون عليه موقف بريطانيا، فرنسا ودول اخرى في هذه الحالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى